التوتر الصيني الأمريكي بسبب «تايوان» : تفاصيل ال 24 ساعة ( تقرير)

غادرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، عاصمة تايوان، تايبيه، بعد أن تعهدت بالتضامن معها وأشادت بديمقراطيتها، ثم قامت بتوزيع ميداليات تذكارية لمن رافقوها، بعد زيارة قصيرة تسببت في إصدار بيانات شديدة اللهجة من العاصمة الصينية بكين، حيث اعتبرت الزيارة تدخل في الشأن الصيني، وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن الزيارة تعتبر «تعد سافر» لسيادة بكين.
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي إن وفدها جاء إلى تايوان ليوضح بما لا يدع مجالا للشك أن الولايات المتحدة لن تتخلى عنها.
من ناحيتها، شكرت رئيسة تايوان تساي إينج-وين، أمس، بيلوسي على عملها الملموس لدعم تايبيه، وذكرت أن تايوان شريك موثوق للولايات المتحدة وستواصل العمل معها لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية وسلاسل التوريد.
وعلى لسان منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لها الحق في زيارة تايوان كما فعل العديد من أعضاء الكونجرس في السابق.
وردا على زيارة بيلوسي، فرضت الصين جملة من الإجراءات الاقتصادية ضد تايوان حيث أعلنت وزارة التجارة وقف توريد الرمال الطبيعية إلى تايوان، كما أوقفت الصين وارداتها من الحمضيات ونوعين من المنتجات السمكية من تايوان اعتبارا من أمس، كما فرضت عقوبات على مؤسستين في تايوان لدعمهما الانفصاليين التايوانيين والافتراء على الصين.
قالت وزارة الخارجية الصينية إن زيارة رئيس النواب الأمريكي تُخرّب بشكل خطير السلام والاستقرار في مضيق تايوان، ويبعث برسالة خاطئة خطيرة إلى القوى الانفصالية الساعية ل«استقلال تايوان»، ويرفض الجانب الصيني ذلك رفضا قاطعا ويدينه بلهجة شديدة، وأضاف بيان الخارجية، أنه لا توجد في العالم سوى صين واحدة، وإن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الإقليمية الصينية، وقد تعهد الجانب الأمريكي بوضوح في بيان إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة عام 1979، وبناء على ذلك فإنه من المفترض أن يلتزم الكونجرس الأمريكي، باعتباره جزءا من الإدارة الأمريكية، التزاما صارما بسياسة الصين الواحدة التي تتبعها الإدارة الأمريكية، ولا يُجري أي تبادل رسمي مع منطقة تايوان الصينية.
واستدعى نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنج، بشكل عاجل السفير الأمريكي لدى الصين نيكولاس بيرنز في وقت متأخر من أمس الأول، وقدم له اعتراضات شديدة واحتجاجات قوية على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى منطقة تايوان، وقال إن الحكومة الأمريكية يجب أن تتحمل المسؤولية، مضيفا أنه لفترة من الوقت كانت الولايات المتحدة تقول شيئًا وتفعل شيئًا آخر، وشوّهت وفرّغت باستمرار مبدأ «صين واحدة».
وقالت الخارجية الصينية، أمس، أن إجراءات الرد على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي إلى تايوان، ستكون حاسمة وستتحمل تايبيه وواشنطن مسؤولية عواقبها.
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشوينونج، إن بلادها ستتخذ جميع الإجراءات المضادة اللازمة لحماية السيادة الوطنية وسلامة أراضيها بحزم، دون ذكر التفاصيل، مشيرة إلى أن مناورات الجيش الصيني الأخيرة لم تؤثر في حرية الملاحة في مضيق تايوان، ووصفت المناورات بأنها إجراءات مشروعة تهدف إلى ردع تايوان.
ووصفت الولايات المتحدة والحزب الحاكم في تايوان وأنصار ما يسمى «باستقلال الجزيرة» بأنهم «منفذون لمخطط تدمير السلام في مضيق تايوان»، وأضافت أنهم سيتحملون كامل المسؤولية عن الإجراءات المضادة والعقوبات التي تتخذها بكين.
ودخلت روسيا على خط الأزمة، واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن زيارة بيلوسي إلى تايوان تعكس حرص الولايات المتحدة على الإثبات للجميع أنها لا تخضع لأي محاسبة، جاء ذلك في تصريحات خلال مؤتمر صحفي مع نظيره في ميانمار وونا ماونج لوين، أمس.
وتابع: لا أريد إطلاق أحكام بشأن دوافعهم (الأمريكيين)، لكن ليس لدي أدى شك في أن ذلك يعكس نفس الخط الذي شاهدناه فيما يتعلق بالوضع الأوكراني،، مؤكدا أنه لا يوجد سبب لخلق مثل هذه التوترات من فراغ، وفي وقت سابق كانت قد وصفت الخارجية الروسية الزيارة بأنها «استفزاز سافر يأتي في سياق النهج العدواني الأمريكي الرامي إلى ردع الصين.
من جانبه أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكى، أن موقف جامعة الدول العربية يقوم على دعم سيادة الصين ووحدة أراضيها والإلتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة.
وأشار السفير حسام زكي، إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، يتطلع إلى انفراجة سريعة للأزمة الخاصة بتايوان، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الأمين العام المساعد من سفير الصين لدى مصر، لياو ليتشيانج والمفوض لدي جامعة الدول العربية.
وأبلغ السفير الصيني تحيات الوزير وانج يى مستشار الدولة ووزير الخارجية الصينى، للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، ووضعه في صورة الموقف الصينى الرسمى من التطورات الأخيرة الخاصة بتايوان .
وأشار السفير الصيني إلى أهمية احترام مبدأ الصين الواحدة وعدم القيام بأفعال تناقض قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي لا تصب في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.