كأنها لم تكتفِ بأنها ابنة للسويس، إنما أرادت أن تبقى تجسيدًا لكل ما فى تاريخ السويس من صلابة وتحدٍّ وعناد، فأصبحت لاعبة غير قابلة لليأس والاستسلام.. فى 2016 تقع من فوق دراجتها وتُصاب بكسر صعب فى الترقوة احتاج للتدخل الجراحى.. وبعد أسابيع قليلة تعود إلى دراجتها وتسبق وتنتصر وتتأهل لدورة ريو دى جانيرو الأوليمبية فى نفس السنة.. وفى 2019 تصطدم بلاعبة أخرى وتسقط على الأرض بجروح كثيرة ومؤلمة.. وبعد قليل تعود مرة أخرى وتسبق وتنتصر وتتأهل لدورة طوكيو الأوليمبية. وفى 2022 تتزوج ويتخيل الجميع أو يتوقعون اعتزالها.. فتسافر مع منتخب مصر منذ أيام إلى نيجيريا لتفوز هناك من جديد ببطولة إفريقيا وميداليات الذهب.. ومواقف أخرى كثيرة وتجارب صعبة عاشتها ابتسام زايد وظلت محتفظة بابتسامتها وانتصرت لتبقى بطلة مصر وإفريقيا فى الدراجات.. ولم تكن ابتسام الصغيرة وهى فى الثالثة عشرة من عمرها وتمارس الملاكمة والألعاب القتالية والسباحة تتوقع أنها ستصبح بطلة للدراجات.. فقد جاءها مدرب السباحة وأخبرها بتأسيس فريق جديد للدراجات للفتيات.. وأحبت ابتسام أن تخوض هذه المغامرة، ولم تتخيل مطلقًا أنها ستصبح أول لاعبة دراجات مصرية تشارك فى دورة أوليمبية بدعم ومساندة المؤسسة العسكرية فى السويس التى تبنّتها.. فعلى الرغم من تاريخ طويل للمصريين مع الدراجات منذ القرن التاسع عشر. وبدء سباقات الدراجات منذ بداية القرن العشرين.. ومشاركة مصر بثلاثة لاعبين فى دورة باريس 1924.. وتأسيس الاتحاد المصرى للدراجات 1930.. ثم المشاركة الأوليمبية الثانية لمصر فى سيدنى 2000 بأربعة لاعبين، كانت الدراجات طيلة هذا الوقت لعبة للشباب والرجال فقط نتيجة اعتقاد خاطئ بأن المصريات لا يستطعن المنافسة فى هذه اللعبة خارج مصر. وغيّرت ابتسام كل ذلك.. ففازت ببطولات العرب.. وبطولات إفريقيا، وجاءت دورة ريو 2016 وعجز اللاعبون المصريون عن التأهل إليها ونجحت ابتسام وحدها فى تمثيل الدراجات المصرية فى هذه الدورة.. ثم مثلت مصر أيضًا فى طوكيو 2020.. وربما كانت بطولاتها وميدالياتها الكثيرة أحد أسباب عدم التفات الإعلام الرياضى إليها بشكل كافٍ حين فازت منذ أيام بذهب إفريقيا، فقد أصبح من الطبيعى أن تسافر ابتسام وأن تفوز أيضًا.. لكن يبقى النجاح الحقيقى لابتسام هو كسر كل القيود وإثبات أن اللاعبة المصرية قوية وتستطيع التفوق والانتصار.