«ترام ألوان».. لتعليم أطفال القرى النائية الفنون

كرفان يُسافر من مدينة لأخرى، يذهب لأبعد الحدود والقرى النائية، يطوف جميع أنحاء مصر، ويزوره كُل أطفالها، ويكون محطة فارقة في حياتهم، هكذا حلمت ندى، وحققت حلمها من خلال مشروع «ترام ألوان».
ندى عبدالحليم، مُهندسة مدنية، تخرجت عام 2018، وعملت في مجال اتصالات البنية التحتية، ثم درست دراسات حُرة في كلية فنون جميلة، وبعدها حصلت على دبلومة تنمية ثقافية من كُلية الآداب، قد تكون مجالات مُختلفة بعض الشىء عن بعضها ولكن درست ندى مُختلف الفنون والتخصصات حتى تكوّن ثقافة كافية من أجل مشروعها.
«ترام ألوان» مشروع أسسته ندى بمفردها منذ 3 أعوام، والبداية الفعلية له كانت مُنذ عام تقريبًا، وهو عبارة عن مُبادرة لزيارة جميع مُحافظات مصر، تحديدًا القُرى النائية، وتقديم ورش ثقافية، وفنية، وتعليمية، من رسم وأعمال يدوية وكتابة وغيرها من النشاطات، وأصل الفكرة أن تُقدم هذه الخدمات عن طريق كرفان مُتحرك ينتقل من قرية لأخرى، ولكن بسبب عدم وجود تمويل كافٍ قررت ندى أن تبدأ مشروعها بدونه، حتى تستطيع تجميع ثمنه.
وقالت ندى ل«المصرى اليوم»: «الفكرة توصلت إليها منذ سنوات، وهى عبارة عن عربة متنقلة تشبه الكرفان، بتعمل ورش في محافظات كتير وبتعلم أبناءها الحرف اليدوية وكمان بتقدم لهم توعية بيئية باستخدام الخامات المُهدرة».
وأضافت: «الكرفان لسه متعملش عشان الفلوس لكن الفكرة موجودة وبدأنا فيها، وكونت فريق من المتطوعين والفنانين وأصحاب المهارات وزرنا قرى كتيرة وقدمنا للأطفال مُختلف الورش».
وتابعت: «فكرة الموضوع جزء منه تطوعى، وآخر ربحى يوجه لمُساعدة الأطفال في الأماكن النائية، ونستهدف الأطفال في القرى الريفية اللى مافيهاش حياة ثقافية وفنية وعندهم حاجات مُلهمة لكن مش عارفين يستخدموها».
بدأت ندى مشروعها مُنفردة، ولكن في كل خطوة تخطوها يكبر المشروع ويكبر أعضاؤه من المتطوعين، والمُشاركين فيه، ورغم تحملها تكلفته المادية والمجهود الكبير الذي تبذله في السفر، تنسى كل هذا بمجرد أن ترى أطفال بُسطاء تعلموا نشاطات وحرفًا جديدة لأول مرة.
وتحلم ندى بتوسيع مشروعها وأن يصل لكل الناس: «حلمى أشتغل مع أمهات كمان مش أطفال فقط، ويبقى عندى سيارة بتوصل الخدمة للناس من مختلف الطبقات في كل محافظة ويكون ليا مكان ثابت ويبقى فيه دعم عشان الاستمرارية».