21 عامًا على رحيل سعاد حسنى (ملف خاص)

حلت الذكرى ال21 لرحيل السندريلا سعاد حسنى، التي أسعدت جمهورها بالكثير من الأعمال الفنية، وأبهجته بالغناء والاستعراضات التي أصبحت جزءًا من وجدان الجمهور العربى، وأمثلة وجملًا مأثورة نكررها في حياتنا اليومية، ورغم حياة «سعاد» الحزينة ورحيلها المأساوى، فقد كانت عنوانًا للبهجة ومفتاحًا للسعادة، عرفنا من خلاله حب الحياة وحياة الحب، وفى رحيلها تبقى السندريلا أميرة البهجة وعنوان السعادة بأعمالها وضحكاتها وتعبيراتها المميزة.
أغانيها عاشت لنصف قرن.. «أميرة البهجة».. علاج نفسى لمحبيها
سعاد حسنى ليست مجرد ممثلة أو فنانة متعددة المواهب، بل هي عنوان للحب وسفيرة للبهجة، فضحكتها الشقية وحركتها الراقصة، وأغانيها عبرت بالفعل عن كل ما هو مشرق ومبهج في الحياة، فأغانى سعاد حسنى من كبرى وسائل العلاج النفسى، يكفى أن تستمع لأغنية من أغانيها حتى ينقلب مزاجك إلى مزاج هادئ وصافٍ ومحب ومقبل على الحياة بصورة كبيرة وجميلة، وهو ما ظهر في أغنية «الدنيا ربيع»، مع قدوم فصل الربيع واحتفالات شم النسيم، لندرك معها الجانب المبهج من الحياة.
وجاءت قصة الأغنية عندما كتبها صلاح جاهين، ولم يكن قرر من سيلحنها، وعندما قابلت الفنانة سعاد حسنى الملحن كمال الطويل في أحد ممرات الاستديو، خلال مشاهد فيلم «أميرة حبى أنا»، عرضت عليه الكلمات ومع إلحاحها عليه انتهى من اللحن بعد 24 ساعة.
كما أصبحت أغنية «الحياة بقى لونها بمبى» عنوانًا لحالة البهجة التي من الممكن أن يعيشها كل شخص، وأصبحت جملة «الحياة بقى لونها بمبى» مستخدمة في حياتنا اليومية بكثرة للتعبير عن حالات السعادة التي نمر بها، وتعريفًا جديدًا من «سعاد» وصلاح جاهين على أن الحياة لها وجه جميل ومبهج لونه «بمبى».
أغنية «يا واد يا تقيل» أيضًا أصبحت أيقونة للتعبير عن حالات الحب، وأصبحت جملة «يا واد يا تقيل» تستخدم للتعبير عن حالة أي شاب يتجاهل مشاعر حبيبته قليلًا في بداية علاقتهما، وتستخدم جملة «ميكونش أمين شرطة اسم الله» حتى الآن للتعبير عن حالة أي شاب يعيش الغرور على حبيبته. وتعد أغنية «يا واد يا تقيل» ماركة مسجلة للتعبير عن أي حالة حب بين شاب وفتاة، رغم تقديمها منذ أكثر من 50 عامًا.
وكشف حسين فهمى، في أحد لقاءاته التليفزيونية، عن كواليس الأغنية، وقال، إنه تقابل مع كمال الطويل وحسن الإمام وسعاد حسنى في منزل الشاعر الراحل صلاح جاهين، واستمع وقتها إلى كلمات الأغنية، وقد لحنها كمال الطويل على البيانو في نفس الوقت، وانتهى منها في الواحدة صباحًا.
وأصبحت أغنية «خدنا أجازة»، التي قدمتها في فيلم «الزواج على الطريقة الحديثة»، عنوانًا للتعبير عن الإجازة، سواء كانت إجازة نصف أو آخر العام للطلاب في كافة المراحل الدراسية، أو إجازة العاملين في القطاع الخاص والعام، وعنوانًا للذهاب إلى المصيف، وتعبيرًا حقيقيًا عن فصل الصيف بشكل عام.
أغنية «أنا لسه صغيرة»، هذه الأغنية التي قدمتها في فيلم «صغيرة على الحب»، تعبر عن حال أي فتاة مراهقة مازالت تكتشف الحياة من حولها، وعبرت سعاد من خلالها عن حال كل فتاة تعيش قصة حب جديدة وتحاول استكشاف الحياة من خلال الحب.
أغنية «دولا مين» كلمات للشاعر أحمد فؤاد نجم، وألحان كمال الطويل، وسعد المصريون كثيرًا بهذه الأغنية الحماسية خلال حرب أكتوبر، حيث ذهبت السندريلا عام 1973 إلى الإذاعى وجدى الحكيم وأسمعته الكلمات التي كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم، ولحنها الموسيقار كمال الطويل.
والسبب في ذهاب سعاد بنفسها هو خوف أحمد نجم من عدم قبول الأغنية بالإذاعة، وقال ل«وجدى» حينها: «أنا أرسلت سعاد حسنى لأننى لو حضرت سوف ترفض الكلمات لأنك لا تحبنى»، فقال له وجدى الحكيم: «لا، أنا بحب الجميع». وسجلت سعاد حسنى الأغنية التي تعتبر من أنجح الأغانى المرتبطة بنصر أكتوبر.
كما تظل أغنية «صباح الخير يا مولاتى» من أشهر وأنجح الأغانى التي وُجهت للاحتفال بعيد الأم.
فنانة ال1000 وجه
سعاد حسنى تميزت بأنها فنانة متعددة الأوجه، ليس لها نمط واحد تعرفه من خلالها، فهى ممثلة، مطربة، تقدم استعراضات، قدمت كوميديا ورومانسية ودراما، وكل أشكال الفن، ولم تتواجد فنانة مثلها لديها كافة أنواع المواهب والوجوه المتعددة.
الدرامى
ولها أدوارًا مميزة في العديد من أفلامها، استطاعت من خلالها أن تثبت أنها ليست وجهًا سينمائيًا جميلًا ومميزًا يصلح في دور الفتاة الرقيقة، بل قدمت أدوارًا شديدة التعقيد، أثبتت من خلالها جدارتها وتميزها كممثلة محترفة وكبيرة، وظهر ذلك في أفلام مثل «الزوجة الثانية» الذي قدمت فيه دور «فاطمة» الفلاحة التي تجبر على الطلاق من زوجها للزواج من العمدة فتنتقم منه، وفى فيلم «غروب وشروق» لعبت دور مديحة، التي تحاول الحصول على استقلالية حياتها وسط سيطرة والدها على كل تفاصيل حياتها، وفى «زوجتى والكلب» لعبت فيه دور السيدة التي يشك زوجها في سلوكها طوال الوقت.
وفى «الكرنك» قدمت دور فتاة متحررة تقع تحت سيطرة القبضة الأمنية في فترة حساسة من تاريخ مصر، وقامت في فيلم «على من نطلق الرصاص» بدور فتاة شابة تقع في مشكلات مع رئيسها الذي يعتبر مسؤولًا فاسدًا في الشركة، وقدمت في فيلم «أين عقلى» دور «عايدة» التي تعانى من زوجها توفيق الذي يحاول إيهامها بأنها مجنونة، وتتردد على الدكتور النفسى زهدى وتبوح له بأنه قبل زواجها تورطت في علاقة مع حبيبها شريف الذي يموت في حادث.
وفى فيلم «بئر الحرمان» قدمت دور فتاة مريضة بمرض ازدواج الشخصية، صباحًا تعيش بشخصية الفتاة الخجولة الطيبة، وليلًا تعيش بشخصية الفتاة المتمردة المحبة للحياة بكافة أشكالها. وفى «المشبوه» قدمت فيه دور سيدة تحاول نسيان ماضيها القديم والدخول في علاقة جديدة مع لص، وسط مطاردة الماضى لهما. وفى فيلم «موعد على العشاء» قامت بدور سيدة تحاول الهروب من سيطرة زوجها القديم والدخول في علاقة جديدة. وقدمت في فيلم «حب في الزنزانة» دور سيدة سجينة تدخل في علاقة حب مع سجين.
الاستعراضى
قدمت السندريلا أداءً استعراضيًا مميزًا في أعمال كثيرة، أبرز تلك الأعمال كان فيلم «فتاة الاستعراض» الذي قدمته بصحبة الفنان حسن يوسف، عبدالمنعم مدبولى، عادل إمام، وفيلمها الخالد «خلى بالك من زوزو»، الذي قدمت فيه أفضل أدوارها على الأطلاق، حيث زينب أو «زوزو»، ابنة الراقصة، والتى تنتقل من عالم شارع محمد على إلى الجامعة.
وفى فيلم «أميرة حبى أنا» كانت الفتاة المشرقة المفعمة بالحياة، وتدور أحداث الفيلم حول عادل نجيب، الذي يعمل في شركة ومتزوج من أمانى، ابنة رئيس الشركة؛ يقع عادل في حب فتاة اسمها «أميرة» تعمل في نفس الشركة، وتستمر أحداث الفيلم في التصاعد بعد أن يعرف والد أمانى بعلاقة أميرة وعادل، وقدمت فيه أشهر أغانيها على الإطلاق وهى أغنية «الحياة بقى لونها بمبى».
الغنائى
كما قدمت أغانى عاشت في وجدان الملايين، وأصبحت عنوانًا للبهجة وحب الحياة، وأبرز تلك الأغانى، هي: «الدنيا ربيع»، التي قدمتها في فيلم «أميرة حبى أنا»، وفى الفيلم نفسه قدمت أغنية «بمبى»، كما غنت «يا واد يا تقيل» التي قدمتها في فيلم «خلى بالك من زوزو»، وأغنية «بانو بانو» التي قدمتها في فيلم «شفيقة ومتولى»، وأغنية «أنا لسه صغيرة» التي قدمتها في «صغيرة على الحب»، «لتجبلى شوكولاتة يا بلاش يا ولا» التي قدمتها في مسلسل «هو وهى»، أغنية «شيكا بيكا» التي قدمتها في فيلم «المتوحشة»، وأغنية «خدنا أجازة» التي قدمتها في فيلم «الزواج على الطريقة الحديثة».
الكوميدى
وكانت صاحبة أداءً كوميديًا خفيف الظل والروح، استطاعت من خلاله أن تنتزع ضحكات من قلوب المشاهدين كأنها فنانة كوميدية متمرسة، ظهر ذلك في أفلام مثل «للرجال فقط، الزواج على الطريقة الحديثة، حواء والقرد، بابا عايز كده، صغيرة على الحب، إشاعة حب، غريب في بيتى، الجريمة الضاحكة، شباب مجنون جدًا، الساحرة الصغيرة، مفيش تفاهم».
«السندريلا» عبرت عن مراحل ونماذج للمرأة المصرية
استطاعت سعاد حسنى بموهبتها الفذة وإحساسها أن تعبر عن كافة أشكال الفتاة المصرية في مراحلها العمرية المختلفة، وبكافة التقلبات والتغيرات النفسية والمجتمعية التي طرأت على حال الفتاة المصرية منذ الخمسينيات حتى تسعينيات القرن الماضى.
التلميذة
ظهرت في عدة أفلام وهى تجسد شخصية التلميذة، إذ نجحت في تقديم هذه الشخصية من خلال أحداث فيلم «السبع بنات»، كما ظهرت من خلال أحداث فيلم «غصن الزيتون» وهى تجسد دور «عطيات» التلميذة التي وقعت في غرام أستاذها.
المراهقة
قدمت سعاد حسنى دور الفتاة المراهقة المحبة للحياة، التي تريد أن تعيش الحياة بكافة أشكالها، وظهر ذلك في فيلم «صغيرة على الحب» على سبيل المثال.
الشابة
قدمت سعاد حسنى دور الفتاة الشابة التي تقع في العديد من قصص الحب وتريد أن تعيش الحياة بطريقتها واختيارها، في أفلام مثل «الزواج على الطريقة الحديثة، عائلة زيزى، إشاعة حب، خلى بالك من زوزو، أميرة حبى أنا».
المضطربة نفسيًا
سعاد حسنى
قدمت سعاد حسنى دور الفتاة التي تمر بأزمة نفسية واضطراب نفسى، في أفلام مثل «نادية، بئر الحرمان، أين عقلى، الكرنك».
المكافحة المثابرة
سعاد حسنى
قدمت سعاد حسنى دور السيدة المكافحة المثابرة من أجل بيتها، في أفلام مثل «غريب في بيتى، المشبوه، الدرجة الثالثة».
الأم
سعاد حسنى
قدمت سعاد حسنى دور الأم التي تضحى من أجل أولادها وتعمل على استقرارهم وإسعادهم، وذلك في أفلام مثل «غريب في بيتى، الراعى والنساء».