كانت دورة طوكيو الأوليمبية الماضية هى أنجح الدورات للرياضة المصرية التى فازت فيها بست ميداليات.. فلم تفز مصر قبل طوكيو إلا بخمس ميداليات فى ثلاث دورات.. فى برلين 1936 ولندن 1948 وأثينا 2004.. أى أننا لم نحتفظ بنجاحنا الأوليمبى سوى مرة واحدة فقط حين فزنا بخمس ميداليات فى برلين 1936 وحافظنا عليها فى لندن 1948.. ومنذ لندن 1948 حتى سيدنى 2000.. شاركنا فى 11 دورة أوليمبية فزنا فيها كلها بأربع ميداليات فقط.. وبعدما فزنا فى أثينا 2004 بخمس ميداليات.. شاركنا فى ثلاث دورات فزنا فيها بثمانى ميداليات.. وأخيرا ست ميداليات فى طوكيو.. وأصبح السؤال الآن هو: ما الذى سيحدث فى باريس التى ستبدأ دورتها الأوليمبية يوم الجمعة 26 يوليو 2024.. وإذا كنا سنفتقد الكاراتيه الذى فزنا فيه بميداليتين ذهبية وبرونزية حيث لم يبق لعبة أوليمبية.. فإننا سنستعيد رفع الأثقال التى لم تشارك فى طوكيو نتيجة اتهامها بالمنشطات بعد أخطاء وجرائم لم تتم بعد محاسبة من ارتكبها.. وأعلن الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، أمس الأول، صرف 40 مليون جنيه كدفعة أولى من الدعم الحكومى المالى ل 27 اتحادا أوليمبيا استعدادا لباريس.. ولابد هنا من أن أطرح بعض الأسئلة: هل سنظل دولة عالم ثالث تتباهى بعدد المتأهلين والمشاركين بصرف النظر عن مستواهم وأرقامهم واستحقاقهم لأى ميداليات.. وهل سنبقى نحافظ على المساواة بين كل الاتحادات بصرف النظر عمن يستطيع الفوز أو مستحيل أن يفوز.. وما هى الأسس التى سيستند إليها الجميع فى توزيع هذا المال.. وهل الأفضل التعامل مع الاتحادات بشكل عام فيه الكثير من الخواطر والمجاملات أم تخصيص معظم هذا الدعم لعدد محدود من لاعبات ولاعبين تقترب أرقامهم ونتائجهم من المقاييس الأوليمبية.. وأصبح لدينا بالفعل لاعبات ولاعبون فى رفع الأثقال والخماسى الحديث والسلاح وألعاب القوى والرماية والمصارعة يمكنهم الفوز بميداليات باريسية لو بدأنا إعدادهم بشكل جاد وحقيقى فنيا وعلميا ونفسيا كأن الدورة ستبدأ بعد أسبوعين وليس عامين.. فهذا هو ما قامت به دول كثيرة فى عالمنا بمجرد إطفاء شعلة طوكيو العام الماضى.. ولا أقصد إهمال لاعبات ولاعبين فى ألعاب أخرى لكن بشرط أن يثبتوا استحقاقهم للمشاركة بأرقام ونتائج حقيقية بعيدا عن بطولات إفريقية قد تكون نتائجها خادعة قياسا بالمستويات العالمية والأوليمبية.
