أكد وزير الدولة البريطاني لجنوب ووسط آسيا وشمال إفريقيا والأممالمتحدة والكومنولث، اللورد طارق أحمد، خلال زيارته لمصر، على قوة العلاقة بين مصر والمملكة المتحدة وان الشراكة بين البلدين هي شراكة استراتيجية متنامية، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة تستثمر في شراكتها مع مصر وتعمل على زيادة الاستثمار وتعزيز التجارة الثنائية. وأضاف اللورد طارق أحمد في حوار خاص مع «المصري ياليوم» أن بلاده تعمل عن كثب مع نظرائها من المصريين في وقت لاحق من هذا العام عندما تتولت مصر بعد المملكة المتحدة رئاسة مؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ وان المباحثات بين الجانبين تعمل عل قدم وساق للاستعداد للمؤتمر المزمع عقده في شرم الشيخ خلال العام الجاري. وفيما يلي نص الحوار : سيادة الوزير.. استمرت زيارتكم لمدة يوم واحد ما هو الهدف من زيارتكم لمصر؟ وماذا أسفرت نتائج المباحثات مع الجانب المصري؟ خلال زيارتي لمصر رأيت بنفسي قوة العلاقة بين المملكة المتحدة ومصر، وتبادل الاتصال الدائم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني له دلالا قوية عل متانة العلاقات بين البلدين... وتستثمر المملكة المتحدة في شراكتها مع مصر، وتعمل على دعم زيادة الاستثمار وتعزيز التجارة الثنائية وتشجيع السياح البريطانيين على زيارة مصر. إن شراكتنا استراتيجية متنامية، ولدينا شراكة في مجال البيئة وأنا أعلم أننا سنعمل عن كثب مع نظرائنا المصريين في وقت لاحق من هذا العام عندما تتولى مصر بعد المملكة المتحدة رئاسة مؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ. وكان هناك عدد من الاجتماعات مع مسؤولين مصريين رئيسيين، وقد التقيت بالإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكذلك رئيس الأساقفة سامي فوزي أسقف محافظة الإسكندرية، لمناقشة التفاهم والتعاون الديني المتبادل كما التقيت بوزير الخارجية سامح شكري وتحدثت هاتفيا مع وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط حيث ناقشوا الأزمة في أوكرانيا والتأثير الاقتصادي للأزمة على مصر ودول أخرى في المنطقة. على ضوء الاتصالات بين مصر وبريطانيا.. ما هي آليات التنسيق بين البلدين لاستضافة مصر المؤتمر الدولى لتغير المناخ cop 27؟ لقد ناقشنا مع الجانب المصري استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف 27 (COP27) في شرم الشيخ، وكيف يمكن للمملكة المتحدة العمل مع مصر لضمان نجاح المؤتمر ونقل خبرة بريطانيا في هذا المؤتمر في اليات الموضوعات التي سيتناولها المؤتمر والوفود المشاركة من الدول، وبحثنا مع الجانب المصري أوجه التعاون القائم بين مصر وبريطانيا في مجال تغير المُناخ، سواء في الأُطر الدولية متعددة الأطراف، على غرار التحالف المعني بجهود التكيُف مع المُناخ Adaptation Action Coalition الذي تترأسه كل من مصر وبريطانيا بشكل مشترك، أو على الصعيد الثنائي عبر الاستثمارات البريطانية في العديد من القطاعات وعلى رأسها قطاع الطاقة المتجددة. وسيعقد ألوك شارما ووزير الخارجية شكري عدة اجتماعات خلال العام حتى مؤتمر cop27 وسيجتمعان في كوبنهاجن في الأسابيع المقبلة لمناقشة المناخ، وخلال cop27 سنعمل على الحصول على مزيد من الالتزامات من البلدان بشأن زيادة مساهماتهم المحددة وطنيًا للحفاظ على مواجهة آثار تغير المناخ وكيفية زيادة مصدر طاقتهم من الطاقة المتجددة، وسنعمل نحن المملكة المتحدة على مشاركة خبراتنا التعليمية من مؤتمر cop 26. بالنسبة لعلاقات التعاون في مجال السياحة.. هل تسعى بريطانيا لتعزيز اتفاقيات جديدة من أجل زيادة عدد السياح البريطانيين إلى مصر ؟ لقد التقيت وزير السياحة د.خالد العناني حيث ناقشا تشجيع السياحة البريطانية إلى مصر بعد إعلان رفع حظر السفر إلى محافظتي جنوبسيناء والفيوم الصادر عن وزارة الخارجية والتنمية البريطانية وأثناء زيارتي لمصر قد قمت بجولة في أهرامات الجيزة مع رئيس مجمع أهرامات الجيزة أشرف محيي... وتشهد مصر تدفق للسياحة البريطانية مع إعادة الطيران بعد جائحة كورونا ومع زيادة عدد الرحلات لمطار شرم الشيخ لمسنا تدفقًا لهؤلاء السائحين للأراضي المصرية ووصلنا الآن لمعدلات في المتوسط ...السائح البريطاني بيحب مصر يأتي إلى مصر ليستمتع بالشمس والدفء في موسم الشتاء، بالإضافة إلى أن السياح البريطانيين يحبون مصر لأن هناك علاقة حميمة بالشعب المصري. وسيضع انعقاد مؤتمر Cop27 بمدينة شرم الشيخ على الخريطة أكثر، ولقد قمنا بزيادة عدد الرحلات البريطانية إلى 38 رحلة نهاية هذا الأسبوع لقضاء العطلات وزيادة الرحلات إلى القاهرة. ونعلم أن عدد السياح الروس والأوكرانيين تأثر بسبب حرب روسيا في أوكرانيا ولكننا على استعداد لتعزيز مصر كواجهة للعمل أو الإجازة أو للعائلات. هل تعتقد أن الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها مصر مؤخرًا يمكن أن تكون عامل جذب لتعزيز العلاقات الثنائية؟ العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة ومصر تتنامي بشكل كبير، وقامت مصر بالإصلاحات اقتصادية جيدة في ظل ما يمر به العالم من أزمات، وهو مما يكون له الأثر من تزايد الاحتمالات المتزايدة للاستثمار البريطاني والتوسع في مصر، وتعد الشركات البريطانية من بين أكبر مصادر الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، ولدينا اهتمام خاص بالقطاعات الاستراتيجية التي تخلق فرص العمل، والتي ستشهد نمو اقتصاداتنا المشتركة في كافة المجالات. الجانب الثقافي مهم للعلاقة بين البلدين بشكل عام، هل يمكن أن نلقي الضوء على الدور الذي تلعبه بريطانيا لتعزيز علاقات التعاون في هذا الصدد وخاصة مجال التعليم؟ هناك علاقات تعاون دائم في مجال التعليم فضلا عن تبدل الخبرات بين الجانبين في هذا الصدد، والجانب الثقافي مهم للعلاقة بشكل عام بين البلدين مثلًا المجلس الثقافي البريطاني في مصر يعد من أكبر مكاتب العالم، وهو يمثل أولوية كبيرة للتواجد في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى مصر وبريطانيا دائمًا إلى توافر المزيد من فرص التعليم البريطاني للشباب في مصر تقديرًا لجودة التعليم البريطاني. فاستثمرنا هذا العام 1.6 مليون جنيه إسترليني في 31 شراكة مؤسسية للتعليم العالي بين المملكة المتحدة ومصر، بالإضافة إلى دعمنا ل56 منحة دراسية بدرجة الدكتوراة في المملكة المتحدة، ومنحًا دراسية للنساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والمناخ. وماذا عن أوجه التعاون المشترك بين مصر وبريطانيا لدعم حقوق المرأة ؟ تمكين المرأة ودورها جزء أساسي لنشاط بريطانيا في كل الدول وفي مصر نسعد كثيرا لتأسيس تعاون وثيق ومستمر مع المؤسسات المصرية المعنية بدور المرأة.. ودور المرأة مهم جدا في المجتمع وانا على المستوى الشخصي لعبت المراة دور كبير في حياتي الشخصية ودعمها لي وأمي كانت تدعمني كثيرا لتحقيق النجاح أيضا عندما بدأت العمل كانت مديرتي امرأة وساهمت كثيرا في دعمي وتعلمي واكتساب مهارات وخبرات للهمل إذن دور المرأة مهم جدا للنهوض بالمجتمعات وبالتالي الايمان بدورها في المجتمع يساهم كثيرا في نمو الاقتصاد ومصر وبريطانيا لديهم برامج عمل مشتركة لدعم المرأة والنهوض بها. والمرأة لها مكان ملحوظ عبر المجتمع المصري سواء أكان مجتمع مدني أو التجاري أو التعليمي أو الحكومي، على سبيل المثال تحدثت مع الوزيرة رانيا المشاط وهي اقتصادية عظيمة وفي كل قطاع ترى المرأة تتفوق، وكان دافعي الأول ومعلمة لي وأنا صغير هي والدتي لم استمتع بالرياضيات لكنها جعلتني أعمل عليها كل صيف وجعلتني استمتع بها، ثم أصبحت مصرفيًا، وكان أول شخص في مسيرتي المصرفية الذي منحني المسؤولية امرأة. واعتادت والدتي على رعايتي حتي أكسر جميع الحواجز أمامي.. النساء رئيسات رائعات.. وزيرة خارجيتنا امرأة، وعندما كنت وزيرًا في الأممالمتحدة، لاحظنا أن اتفاقيات السلام تستمر لفترة أطول إذا شاركت النساء، فهم وسطاء للسلام رائعات.. نحن بحاجة إلى ضمان تسهيل تمكينهن الكامل؛ حيث عندما تشارك المرأة في أي مجتمع سوف يزدهر هذا المجتمع.. هذا صحيح بالنسبة لمصر، وهذا صحيح بالنسبة للمملكة المتحدة.. يجب احترام الناس رجلًا كان أم امرأة.. حتى الدين يلعب دورًا كبيرًا في تمكين المرأة.. أنا مسلم وفي الإسلام في زمن النبي محمد (صل الله عليه وسلم) أول من أسلم بالإسلام كانت امرأة زوجته السيدة خديجة، وعمل لديها وهي التي تقدمت للزواج منه، فلنصحح الأمر. وفي عملنا المشترك مع مصر في تمكين المرأة استثمرنا 1.8 مليون جنيه استرليني مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لدعم برنامج «وعي» التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، لرفع الوعي للنساء الفقيرات في المناطق الريفية حول «الختان، تنظيم الأسرة، الصحة، التوعية بفيروس كورونا».