غدا عيد الفطر، وكثيرون ينتظرون «العيدية» من الآباء والأجداد، لكن هناك كائنات تنتظر أيضًا «العيدية» ولكن بطريقة أخرى وهي النحل، حيث إن هناك كثيرين يرون أن الله ميز الإنسان بالإحساس بالسعادة عن غيره من الكائنات الحية، وتبدو هذه السعادة في علامات الوجه وحركة الجسد ولكن الحقيقة أن النحل لديه نفس الإحساس والسعادة. ورغم أن هناك حالة من الجدل حول انعكاس السعادة على سلوكيات قد تمتد لعدد من الكائنات الحية ومنها النحل، ربطت الدراسات والأبحاث الإحساس بالسعادة بالمكافأة التي تضاهي «عيدية» الطفل احتفالا بالأعياد ومنها عيد الفطر، وتنعكس على مشاعر السعادة لدى الأطفال والنحل، وما يستتبعه من سلوكيات تعبر عن السعادة. وحاولت الدراسات العلمية المتخصصة حول النحل أن تكشف أدلة على أن عالم النحل لديه العناصر الإدراكية، والسلوكية، والفسيولوجية التي يمكن أن تنتج ظاهرة معقدة من ناحية الوصف مثل العواطف، والتي يتم التعبير عنها خلال موسم جمع الرحيق من الزهور بمختلف الأزهار في مواسمها المختلفة، وضرورة أن ينظر الإنسان إلى الحشرات على أنها أكثر من مجرد كائنات ضئيلة الحجم عديمة التفكير حتى يتحقق التوازن البيئي على كوكب الأرض. من جانبه، قال فتحي بحيري، رئيس اتحاد النحالين العرب، في تصريحات صحفية ل«المصري اليوم»، الأحد، إن النحل يفرح عند دخول موسم جمع رحيق الأزهار من مختلف الحدائق البستانية، سواء لأشجار الموالح أو البرسيم أو أشجار السدر أو النباتات الطبية والعطرية، ولذلك يرتبط فرح وسعادة النحل بالأوضاع البيئية وإحساسه بقوة الطبيعة وتنوعها. وأضاف «بحيري» أن سعادة النحل تكتمل بجمع الرحيق وطيرانه بين مختلف الأزهار وهي تضاهي سعادة الطفل بحصوله على «العيدية» من الأب والأخ والجد ويستغلها أيضا في الذهاب إلى الحدائق العامة والمتنزهات وهو شعور مماثل تماما لشعور النحل بين الزهور. وأوضح رئيس اتحاد النحالين العرب أن سعادة النحل بدخول المواسم المختلفة لجمع الرحيق وتمتد هذه السعادة أيضًا إلى مرحلة جني العسل، ويعبر عنها بزيادة كمية إنتاجه من هذا العسل، ويشعر النحل بنفس إحساس النحل بالسعادة خلال فرز العسل، مشيرا إلى أن النحل يعبر عن السعادة بالطيران والسروح للحصول على رحيق الزهور ويفرح النحال عندما يكون نحله خاليًا من الأمراض، وأنه على ما يرام، لتكتمل السعادة لدى طرفي التربية النحال والنحل. وأشار «بحيري» إلى أن النحل يفرح أيضًا عندما يتم تخصيب العذراء وتلقيحها لتصبح ملكة للنحل تقوم بأداء مهامها كاملة فيعظمها النحل ويفرح بها، لأنها سوف تدير منظومة النجاح في تربية النحل، موضحًا أن ذلك ينعكس تماما على حالة الخلايا وصحتها وإدارة الملكة لمختلف الأعمال التي تنفذها الشغالات.
