في يوم الملاريا العالمي.. عضو «أطباء بلا حدود» يروي تفاصيل إصابة الأطفال بإفريقيا

قال عضو منظمة أطباء بلاد حدود، طبيب الأطفال مايكل مالي، إنه استطاع خلال مهمته التي أداها في مشروع أجوك، وهي بلدة تقع في منطقة أبيي الإدارية بين السودان وجنوب السودان، بإنقاذ طفلة مصابة بالملاريا، كانت فاقدة للوعي، وبالكاد تتنفس.
وعلى الفور، بدأ الفريق الطبي بتقييم حالتها. كانت طفلة صغيرة في الثامنة من العمر تقريبًا وتعاني من نوبات.
وأضاف أنه بالتزامن مع اليوم العالمي للملاريا، الذي يوافق 25 أبريل من كل عام، إنّ الملاريا متوطّنة في هذه المنطقة، ومن النادر أن نستقبل مريضًا غير مصاب بها. وتعاني البلدة خلال موسم الأمطار بسبب برك المياه الراكدة من تكاثر البعوض الذي يحمل الطفيليات التي تسبب الملاريا، ويصيب أعدادًا هائلة من الناس ما يدفعهم إلى إقامة خيام لتكون بمثابة أجنحة رعاية لاستيعاب أعداد المرضى الكبيرة، واضطرت عائلة الفتاة الصغيرة التي تعيش في منطقة ريفية إلى السير لمدة يومين للوصول إلى الخيام.
وتابع أنه «بطريقة ما تمكنت إحدى الممرضات بتزويدها بالسوائل والمضادات الحيوية القوية والأدوية القوية لمكافحة الملاريا والأدوية المضادة لنوبات الصرع، ثمّ تمّ نقلها إلى وحدة العناية المتوسطة، حيث يتم رعاية الأطفال الأكثر ضعفًا».
وبالرغم من أنّ العمل السريع لفريق قسم الطوارئ ساهم في استقرار حالتها، إلّا أنّها كانت لا تزال في غيبوبة وتعاني من نوبات الصرع.
ويمكن لنوبات الصرع هذه أن تكون قاتلة إذا لم يتم إيقافها في الوقت المناسب. فأثناء التعرض لنوبة الصرع، «يتسارع النشاط الكهربائي» في الدماغ، ولا يحصل على ما يكفي من الأكسجين أو السكر، كما يمكن للأطفال أن يواجهوا صعوبة في التنفس، ما قد يتسببا في ضرر دماغي. ولهذا، تعد السيطرة على نوبات الصرع أمرًا ضروريًا.
وأكد أنها استمرت في غيبوبة لمدة 13 يوما، ثم فتحت عينيها، وتحدث مع والدها، موضحا أنّه حتى لو استيقظت الطفلة من الغيبوبة، فقد لا تنجو. في بعض الحالات، قد يصاب الأطفال من إعاقة شديدة، وقد يتمكّن البعض من تحقيق بعض التحسن البسيط بفضل الرعاية ودعم الأسرة.
وأضاف في البداية استمرت شدة مرض الطفلة ولم يسعها التحرك بمفردها. كان والدها يضعها على حجره، ويتحدث معها، ويرفع يديها كما لو كانت تلوح للناس في الجناح. وشاركت والدتها وجدتها في ذلك. قدّمت هذه العائلة كل ما كان بإمكاننا القيام به وأكثر.
بدأت الطفلة مع الوقت بتحريك ذراعيها قليلًا، ثم ساقيها. وذات يوم، دخلتُ الجناح ووجدتُ والدها وهو يساعدها على المشي وساقيها مستقيمتين ومشدودتين. كما ابتسمت لها جميع العائلات الأخرى المتواجدة في الجناح أثناء مرورها، مشيرا إلى أنه بعد مرور 28 يومًا على وصولها إلى المستشفى، تمكنت الفتاة الصغيرة التي كانت تمشي وتبتسم من العودة إلى المنزل مع عائلتها.