واشنطن تؤكد بقاء عقوباتها على الحرس الثورى الإيرانى

أكّد المبعوث الأمريكى الخاص لإيران، روبرت مالى، خلال كلمته فى منتدى الدوحة، أنّ العقوبات الأمريكية المفروضة على الحرس الثورى الإيرانى ستبقى بغض النظر عن التوصل إلى نتيجة خلال مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووى الإيرانى، بينما قالت إيران إن إسقاط الولايات المتحدة التصنيف «الإرهابى» عن الحرس الثورى من ضمن المسائل القليلة العالقة فى مباحثات فيينا.
وشدد المبعوث الأمريكى فى اليوم الثانى والأخير من «منتدى الدوحة» على أن «الحرس الثورى الإيرانى سيظل خاضعًا للعقوبات بموجب القانون الأمريكى، وسيظل تصورنا للحرس الثورى الإيرانى كما هو بغض النظر» عن الاتفاق الذى رأى أنّ هدفه ليس «حل هذه المسألة».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيرانى أمير عبداللهيان، للمرة الأولى رسميًا، أن إسقاط التصنيف «الإرهابى» الأمريكى عن الحرس الثورى هو ضمن الأمور القليلة العالقة فى مباحثات فيينا حول إحياء الاتفاق النووى، وشدد على أن إيران تريد إسقاط التصنيف رغم أن قادة الحرس طلبوا ألا يكون ذلك «عقبة» أمام الاتفاق إذا كان يحقق مصالح طهران.
لكن روبرت مالى قال إن الولايات المتحدة «لم تقرر شطب الحرس الثورى الإيرانى كمنظمة إرهابية»، مشددًا على أنّه «بغض النظر عن ذلك لن يتم رفع العقوبات عن الحرس الثورى».
وقبل نحو عام بدأت إيران والقوى التى لاتزال منضوية فى اتفاق 2015، وهى: فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين، مباحثات فى فيينا بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة التى انسحبت أحاديًا منه فى 2018.
وتقترب طهران والولايات المتحدة والقوى والغربية الأخرى من التوصل إلى اتفاق حيال برنامج الجمهورية الإسلامية النووى لعام 2015، والذى ينص على عودة الولايات المتحدة للاتفاق مقابل رفع العقوبات الأمريكية عن طهران التى كان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فرضها على إيران بعدما انسحب بشكل أحادى من الاتفاق عام 2018.
ويتولى الاتحاد الأوروبى دور المنسّق فى المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق عبر عودة واشنطن إليه ورفع العقوبات التى عاودت فرضها على إيران بعد انسحابها، وامتثال الأخيرة مجددًا لكامل بنوده بعد تراجعها عن الكثير منها ردًا على الخطوة الأمريكية.
وأكدت أطراف الاتفاق تحقيق تقدم، مع تبقّى نقاط تباين تتطلب «قرارات سياسية»، وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، من الدوحة أمس الأول: «نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق، لكن هناك بعض المسائل العالقة»، مضيفًا: «لا أستطيع القول متى وكيف، لكنّها مسألة أيام».
غير أنّ المبعوث الأمريكى أبدى تحفظًا حيال مسألة التوصل لاتفاق قريبًا، وقال: «نحن قريبون جدًا من تحقيق ذلك، لقد كنا قريبين جدًا لبعض الوقت، وأعتقد أن هذا يكشف عن صعوبة القضايا، لذلك أود أن أقول إن الاتفاق ليس على الأبواب وليس حتميًا».
ومن جهة أخرى، شددت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، على «حقها» فى عرض قدراتها العسكرية، وذلك تعقيبًا على انتقادات أمريكية لمشاركة قواتها المسلحة فى معرض دفاعى فى قطر. وقال المتحدث باسم الوزارة، سعيد خطيب زادة، إن «لإيران، كما أى بلد آخر، الحق فى تحديث قدراتها الدفاعية وعرض هذه التجهيزات» فى الدول «الصديقة والجارة»، وفق ما نقلت عنه وكالة «إيسنا» للأنباء. واعتبر أن «الحضور الأمريكى فى الخليج العربى» هو ما يجب أن يثير القلق، خصوصا أنه جعل المنطقة «غير آمنة».