ضمن مجموعة صحفية، أمضت «المصرى اليوم» عدة ساعات فى الجامعة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ببرج العرب فى الإسكندرية، زارت خلالها المعامل والقاعات والتجهيزات والمنشآت، وحاورت الطلبة، وناقشت قضايا استكمال مبانى الجامعة، وإدارتها وأهدافها وموقعها بين النظراء. وكان أول ما لفت النظر هو طبيعة الأصول الاجتماعية للطلبة، فللوهلة الأولى تدرك أنهم أبناء الطبقة التى يمكن أن تسمى بالكاد «متوسطة»، بسبب الإعفاءات التى تبلغ 100%، والمنح للمائة الأوائل على مستوى الجمهورية فى الثانوية، وخصم 50% لخريجى مدارس المتفوقين مهما كان مجموعهم، ومنح من مصر الخير وبيت الزكاة وبنكى الأهلى ومصر كاملة. الجامعة نتاج شراكة حقيقية مع اليابان، انعكست على البرامج التعليمية وطرق التدريس، وصولًا للمشهد البصرى المتميز للجامعة، وهناك تبادل زيارات أساتذة وطلاب وباحثين، ويوجد 10 ممثلين من «جايكا»، مقيمين، ومعامل بمستوى يابانى. يشار إلى أن إسهام اليابان المالى موجه للأجهزة والمعامل، ومصر عليها المبانى والتشغيل، ومن المقرر إنفاق 20 مليار جنيه، تم بالفعل إنفاق 6 مليارات منها، ويجرى العمل لإتمام المتبقى، لأن الرئيس خلال زيارته للجامعة سبتمبر الماضى وجه بالانتهاء من كل المراحل خلال عام ونصف العام. الجامعة بها 70% من المساحة الخضراء، و7 ملاعب كرة قدم منها ملعب أوليمبى، ومساكن الطلبة والتى تبعد أقل من 10 دقائق عن الكامبوس، تبدو مع جو برج العرب، وفى أعين الطلبة، كمصيف. شاهدنا فى الزيارة القصيرة دلائل على ارتباط الجامعة بالمشاكل المصرية الحيوية، أو المتطلبات الصناعية، والتركيز على ابتكار روبوت أو برامج عملية مفيدة فى قياسات واختبارات المبانى والإنشاءات وخطوط البترول وصناعة الدواء والأجهزة، وهذا ما طالعناه فى معمل ميكاترونكس والروبوتات، كذلك لا تلمس أن الطلبة مشغولون من البداية بفكرة العمل فى المالتى ناشيونال كومبانى، ليس عن موقف منها، بقدر ما هو إدراك تلقائى لأهمية أن امتلاك ناصية المعرفة العصرية، وتطبيق ذلك فى بلدك، يمنح خبرة تجعل كل شىء يأتى بطبيعته لاحقًا. وعند الحديث عن المقارنه بالجامعات الهندسية والتكنولوجيا فى مصر، قيل لنا إن الجامعة الأمريكية تقدم مهارات أكثر وقدرة أعلى على التواصل، لكن التعليم فى اليابانية قد يكون أفضل، «كما نعمل بقوة على إكساب الخريجين مهارات أحدث وقدرات تأثير وتواصل أكثر واقعية ومرونة». الجامعة اليابانية تقع بالقرب من مدينة البحوث العلمية والتكنولوجيا، كما تقع ضمن دائرة من الكيانات التعليمية والتكنولوجية، ووسط أهم مركز صناعى بمصر وهو ذلك الممتد من غرب الإسكندرية إلى نهاية برج العرب، ويسرت الجامعة لعدد ضخم من المصريين أن يحصلوا على بعثات إليها، شأن أى بعثات خارجية، للحصول على الماجستير والدكتوراه وقدمت بالفعل 360 حامل دكتوراه وماجستير حتى الآن. الحديث عن ريادة الأعمال بالجامعة يسبقه الحديث عن الصناعة والتميز والابتكار وحل المشاكل العملية واقتحام تكنولوجيا المستقبل، وقد يكون ذلك تعبيرًا عن إدراك أن ريادة الأعمال بمفهومها الرائج تعنى أساسًا بالتسويق وفقط، أى أنها مصممة لخدمة مجتمع وفرة بينما بلادنا لا تزال بحاجة إلى دفعة صناعية كبرى، بجوار التكنولوجيا والهندسة بأفرعهما، كما أنه لا بد من الإنسانيات. وقال الدكتور عصام حمزة إن مركز الدراسات الحرة والثقافة يدرس فيه كل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس أيضًا، إذ لا بد أن يعرف الطالب أو الباحث، الذى سيبتكر ويصنع، الإنسان الذى يقدم له المنتجات، ومن أجله، وقد وجد تدريس الإنسانيات مقاومة فى البداية، وتوجد مناطق مشتركة بين الإنسانى والتقنى مثل تدريس تكنولوجيا الموسيقى، والمركز يدرس أيضًا الإدارة العامة والتاريخ وتنمية القدرات ويستخدم الطريقة اليابانية فى التدريس. ونوه إلى أن مجلس الأمناء ترأسه الدكتورة فايزة أبو النجا، وبه خبرات أكاديمية وعملية وعلى رأسها الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى الأسبق، ومستشار «جايكا». وأشار إلى أن من أبرز اهتمامات الجامعات المستقبلية ما لمسناه بكفاءة ألواح الطاقة الشمسية والمواد الجديدة وتحلية المياه، وجودة وسلامة الغذاء، ومن المعلوم أن المعمل بالجامعة مادة منفصلة، ويمر الطالب بامتحان كل أسبوع، وقد سجلت الجامعة 45 براءة اختراع حتى الآن منذ 2018، ويوجد بها طلبة يابانيون وأفارقة.
