تواصل منطقة آثار المنيا الشمالية ترميم كنيسة السيدة العذراء، بدير جبل الطير، ويرجع تاريخ إنشائها إلى الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين. وتقع الكنيسة شرق المنيا بمركز سمالوط، شمال المنيا، وتعد أول كنيسة أثرية يتم ترميمها، كونها إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة. وتحتوى الكنيسة على مغارة عاش فيها السيد المسيح، والسيدة مريم العذراء، ويوسف النجار، 3 أيام، أثناء رحلتهم إلى صعيد مصر، ويخضع الترميم لإشراف وزارة السياحة والآثار، وتخضع منطقة جبل الطير للتطوير لتكون واجهة سياحية تليق بعظمة المكان. وقد تم الانتهاء من تطوير منطقة جبل الطير شرق النيل، ضمن رحلة العائلة المقدسة، لتضع المحافظة على خريطة السياحة العالمية. وقال المحافظ اللواء أسامة القاضى: شملت الأعمال التى تم تنفيذها بمنطقة رحلة العائلة المقدسة المدخل الرئيسى للمنطقة والاستراحة والطريق السياحى، وتركيب اللوحات الإرشادية وتمهيد الطريق المؤدى للكنيسة الاثرية بالبازلت الأعمال التشجير بحيث ينتهى التطوير بما يناسب مكانة الكنيسة، موضحا أن هناك اهتمامًا كبيرًا من القيادة السياسية، لتنفيذ التطوير الشامل لمسار العائلة المقدسة بجميع المحافظات. وقال الدكتور نصر نعنوس، مدير الإدارة العامة لآثار المنيا، تم البدء فى ترميم الكنيسة مع بداية عام 2017، ضمن أعمال تطوير المنطقة، والانتهاء من الأعمال بمعظم القطاعات، دون الكنيسة التى تتواصل أعمال الترميم بها، لدقة العمل بها، لاحتوائها على أماكن تحتاج الدقة. ويستعرض الدكتور رمضان شعبان على، مفتش الآثار بالإدارة العامة لآثار المنيا الموقع بقوله: «يقع دير السيدة العذراء مريم، على بعد 2 كم جنوب معدية بنى خالد، وعلى قمة جبل الطير الملاصق للنيل، ويذكر أن تاريخ إنشاء هذا الدير يرجع إلى الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين، التى أقامته فى عام 328م، وكانت الكنيسة المنحوتة فى الصخر فى الجانب الغربى من قرية جبل الطير مدفناً فرعونياً أو رومانياً قديماً». وذكر عدد من الكٌتّاب جبل الطير، الواقع جنوب مدينة سمالوط على الضفة الشرقية لنهر النيل، بوصفه إحدى العجائب الطبيعية فى مصر، حيث تتجمع الطيور المهاجرة، بأعداد كبيرة عند هذا الجبل، الذى يعرف باسم جبل البوقيروس، كما يعرف باسم جبل الكف، نسبة إلى كف السيد المسيح، الذى انطبع على إحدى صخوره، عندما انهارت أمامه، وأعادها بيده إلى مكانها، وبقى أثر الكف فى الصخرة إلى اليوم، ويكتنف الغموض قصة انطباع الكف على الجبل واختفائه؛ ما مهد الطريق أمام الخيال لينسج أساطيره. الوصف المعمارى للكنيسة كان المدخل الرئيسى للكنيسة يقع أعلى مغارة بجوار الهيكل الرئيسى، ويوجد مدخل ثالث فى الناحية الجنوبية، يلى المدخل الغربى مساحة مستطيلة وتقع المنارة فى الناحية الشمالية، وتتكون من ثلاثة أجزاء، تشمل القاعدة، وبدن المنارة المربع، المنفذ عليه أربعة عقود، نصف دائرية، ثم منطقة القبة المقامة على ثمانية أعمدة، وبين كل عمودين عقد نصف دائرى، وعلى يمين الداخل نجد المعمودية الأثرية المنفذة، بنقر أحد الأعمدة الحجرية الكبيرة فى صحن الكنيسة، واللقان الذى يتخذ شكلاً دائرياً ولا يرتفع مستواه عن سطح الأرض مزين بالزخارف المنحوتة. ويفصل بين الهيكل وصحن الكنيسة حجاب مزخرف بوحدتين متداخلتين على شكل صليب كبير ينتهى كل طرف من أطرافه بنصف شكل سداسى، وهناك أشكال سهام وأشكال هندسية، ويحيط بكل صليب ثمانية أشكال سداسية تكون شكلاً ثمانياً، ويعلو الحجاب الخشبى سبع أيقونات خشبية لتلاميذ السيد المسيح يحمل كل منها صليبا ويحيط برأسه هالة مقدسة، ويوجد الحجاب الأصلى فى الناحية الغربية، مصنوع من الحجر عليه نقوش رومانية، وأشكال نباتية؛ منها عناقيد العنب وأغصان الزيتون وأشكال حيوانية مثل الحمار والحصان وطاووسان متقابلان وسمكة ويوجد رمز مفتاح الحياة (عنخ)، وسلة بها قمح، وهناك رسوم لسبعة أشخاص يحمل كل منهم كتاباً، إلى جانب رسم الصليب المعقوف.
