حكاية «المكان» وعلاقته ب«الإنسان والزمان»، فصول ناصعة من قصة الإنسانية، يقدمها اليوم 100 فنان عن تاريخ «الشارقة» بعمق 50 عاما مضت، حياة الآباء الأولين، مغامرات رحلاتهم فى أعماق البحر للبحث عن اللؤلؤ، مقاومة الاستعمار، إلى أن نقشت هذه الإمارة علامات بارزة فى لوحة الحضارة الإنسانية والتطور العلمى. ويبدأ العرض الذى يحمل اسم «سرد المكان» على «مسرح المجاز» بإحدى عشرة لوحة بصرية مسرحية شعرية، تجسد سيرة الإمارة بأهلها وعمرانها ومنجزاتها، حيث يتبدل فضاء المسرح بأضوائه، وأزياء عارضيه، وحركاتهم الأدائية، وينتقل بالزمن عامًا بعد عام فى سيرة الشارقة وجماليات نهضتها. وبطول 90 دقيقة، يبدأ العرض بلوحة تمتزج فيها الموسيقى مع الضوء لتجسد أجواء المقاومة التى قدمها أهل الشارقة فى وجه الاستعمار، بعدها مسيرة البناء بأيدى أبناء الإمارة، وينتقل العرض ليكشف جماليات وجذور الاسم الذى حملته الشارقة. وتتواصل مشاهد العرض، إذ تنتقل إلى حياة الآباء الأولين، ومغامرات رحلاتهم فى أعماق البحر للبحث عن اللؤلؤ، ويتحوّل المسرح إلى فضاء يتحرك على إيقاع موج البحر، ويقود العارضون الجمهور إلى عالم ساحر تنسجم فيه عروضهم الأدائية مع لوحات الضوء والموسيقى والإنشاد. وتعرض المشاهد حكايات وتفاصيل من سيرة الإمارة وما نجحت فى تحقيقه من مشروع حضارى ثقافى يعد واحدًا من العلامات البارزة بين مدن وعواصم الفن والإبداع فى العالم. ومن الأحداث والمتغيرات التاريخية التى شهدتها الإمارة، إلى مشاهد جماليات عمارتها، والهوية البصرية لفضائها العام، ويمهد كل مشهد من العرض للعوالم الجديدة فى المشهد الذى يليه، الذى يسلط الضوء على جماليات العمارة فى الشارقة، وسلسلة منجزات الإمارة الثقافية والمعرفية وما حققته للنهوض بالكتاب العربى، وحفظ التراث، ورعاية المبدع. والعمل الذى يسرد للعالم قصة المكان والزمان والإنسان، يقدمه «المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة» وينتجه «مسرح المجاز»، يحمل بصمات المخرج فيليب سكاف، المخرج الإبداعى، الذى درس الفنون البصرية فى جامعة لافال بكندا، وتخرج فيها عام 1979، منطلقًا نحو عالم الأعمال الاستعراضية، ليبدع فى العمل الفنى «إفريقيا أولًا»، أكبر عرض حى على الإطلاق فى القارة الإفريقية، و«عناقيد الضياء» فى الشارقة، كما ألف كتبًا مثل «جمهورية الخرسانة» و«بين النهار والليل». ويتمتع مخرج العرض سيباستيان سولدفيلا بتاريخ من النجاحات فى العروض الحيّة التى أهلته للفوز ببطولة فرنسا الوطنية خمس مرات، إلى جانب العديد من الجوائز الأخرى فى مهرجان «مونديال دو سيرك دو دومان» بباريس، كما شارك فى إخراج Cirque du Soleil، أول عرض سيرك على الجليد، وكذلك The Circus Princess الذى رُشح أربع مرات لجائزة القناع الذهبى فى روسيا. وتضع جانفييف دوريان كوبال، مصممة الرقصات العالمية، كامل خبراتها فى العرض، فهى المصممة التى تعاونت مع أسماء كبيرة مثل سيلين ديون، وغريغورى تشارلز، ولوك بلامدونون، وغيرهم، كما صممت رقصات Love، من إنتاج Cirque du Soleil، وكانت عروضها دائمًا حديث الجمهور ووسائل الإعلام الذين تبهرهم بقدراتها البارعة. ويشارك المؤدون الذين قدم غالبيتهم من كندا، والبرازيل، والولايات المتحدة، وكوبا، وفرنسا، وبلجيكا، وسلوفينيا، فى تقديم لوحات من الموسيقى والأداء والضوء والخيال، يعرضون من خلالها أكثر من 10 أنواع فنيّة مختلفة، من بينها، الجمباز الفنى، والألعاب البهلوانية، والأداء الحركى اليدوى والجماعى، وستكون هذه اللوحات جزءًا من مجموعة عروض ضخمة فى القصة الكاملة التى سيرويها العمل بطريقة إبداعية متفردة. وحصد أربعة من المشاركين فى العرض أكبر جائزة مخصصة للرقص فى مدينة مونتريال ضمن برنامج «ريفولوسيون تى فى»، كما سبق لخمسة منهم المشاركة فى العرض العالمى «ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير» فى عام 2019 على مسرح المجاز فى الشارقة، وشارك بعض البهلوانيين وعارضى الأداء فى برامج تليفزيونية كبيرة وفازوا بالمراكز الأولى فى برامج المواهب فى فرنسا وألمانيا إلى جانب برنامج «سيرك دو دوما».
