بلغت أسعار النفط لأعلى مستوى لها منذ من أكثر 7 سنوات، الثلاثاء، متأثرة بتخوفات من اضطراب محتمل للإمدادات نتاج تأجج التوترات الأمنية بدفع الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط من جانب، وانحسار المخاوف بشأن تأثر الطلب على الخام بسبب متحور «أوميكرون» من جانب آخر«. وارتفع خام برنت تسليم مارس 0.9% إلى 87.22 دولارًا للبرميل في بورصة أوروبا للعقود الآجلة عند الساعة 12:01 ظهراً بتوقيت سنغافورة، وهو أعلى مستوى منذ نهاية أكتوبر 2014. توترات الوضع الأمني ويأتي تصاعد أسعار النفط في ظل ارتباط الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط؛ إذ أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، شن غارة جوية عبر طائرة مسيرة على الإمارات، ثالث أكبر مُنتج للنفطفي منظمة «أوبك»، ما أدى إلى نشوب انفجارات بصهاريج وقود، وأودى بثلاث قتلى. وفي الوقت الذي هددت فيه جماعة الحوثي بشنِّ المزيد من الهجمات أكدت الإمارات في بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي أنَّها تحتفظ بحقها في «الرد على تلك الهجمات «الإرهابية»، وهذا «التصعيد الإجرامي»» من جهة أخرى دانت وزارة الخارجية السعودية، الهجوم الذي تعرض له مطار أبوظبي، معتبرة أن التفجيرات التي استهدفت المطار «هجوم إرهابي»، ومتوعدة بصد كل هجمات الحوثيين. وقالت الخارجية السعودية في بيان لها أمس الإثنين،: «ندين بأشد وأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار أبوظبي الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ونتج عنه عدد من الوفيات والمصابين»، مؤكدة وقوف الرياض «التام مع دولة الإمارات الشقيقة أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها». ورأت المملكة أن «هذا العمل الإرهابي الذي تقف خلفه قوى الشر ميليشيا الحوثي الإرهابية يعيد التأكيد على خطورة هذه الجماعة الإرهابية وتهديدها للأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة والعالم»، مشددة على أنها «مستمرة بالتصدي لكافة المحاولات والممارسات الإرهابية للميليشيا الحوثية من خلال قيادتها لقوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن». أسعار النفط إلى مستوى قياسي في ظل هذه الأوضاع الأمنية ارتفع خام برنت تسليم مارس 0.9% إلى 87.22 دولاراً للبرميل في بورصة أوروبا للعقود الآجلة عند الساعة 12:01 ظهراً بتوقيت سنغافورة، وهو أعلى مستوى منذ نهاية أكتوبر 2014. زاد خام غرب تكساس الوسيط تسليم فبراير 1% إلى 84.62 دولاراً في بورصة نيويورك التجارية بعد ارتفاعه إلى 85.19 دولاراً في وقت سابق. وأكدت شركة النفط الإماراتية «أدنوك» أنَّها فعّلت الخطط الضرورية لاستمرار الأعمال لضمان توفير إمدادات موثوقة من المنتجات لعملائها في الإمارات وحول العالم بعد واقعة في محطة تحميل المنتجات المكررة بمنطقة مصفح في أبوظبي. رفع بنك «جولدمان ساكس» توقُّعاته لخام برنت خلال عامي 2022 و2023، وتوقَّع أن يصل سعر الخام إلى 100 دولار في الربع الثالث من العام الحالي. ونقلت وكالة «بلومبرج» عن وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في «أي إن جي غروب» قوله أنَّ المعنويات في سوق النفط ما تزال مشجعة، ولم يقدم الهجوم على الإمارات سوى دفعة أخرى للأسعار، مضيفاً: «اضطرابات الإمدادات إلى جانب الطلب القوي تعني أنَّ سوق النفط أضيق مما كان متوقَّعاً». من جهته قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مؤتمر دبي أمس الإثنين، إنَّ «أوبك+» فعلت الكثير لتحقيق استقرار سوق الطاقة، وإنَّ على منتجي النفط الآخرين أن يحذوا حذوها.
