ابتكرها الفراعنة وأبدع فيها «الصعايدة».. صناعة «جريد النخيل» مهددة بالانقراض

تعد صناعة منتجات جريد النخيل من الأثاث المنزلى، والفنادق والمقاهى والنوادى، والمستلزمات الزراعية، من أهم الصناعات التي اشتهر بها أبناء الصعيد على مدار آلاف السنين، ومنذ العصر الفرعونى، إذ كانوا يصنعون منها الأكواخ والمستلزمات المنزلية.
ورغم تطور صناعة منتجات جريد النخيل، خلال الأعوام الماضية، لمقاعد للفنادق والمقاهى، ومستلزمات منزلية من الأسرة، والأقفاص، إلا أنها باتت مهددة بالانقراض، بسبب المنتجات البلاستيكية والصينية، ما عرض المنتجين لخسائر مالية، وتحقيق عائد ضعيف لا يتناسب مع المنتج.
عدد من الصناع كشفوا، ل«المصرى اليوم»، عن وجود 5 أنواع من جريد النخيل «الصعيدى- السمان- الزغلول- الحيانى- البلدى» تستخدم جميعها في صناعة المنتجات، وأبرزها الجريد البلدى، الذي يستخدم في صناعة الأسرة لصلابته.
وطالب الصناع بإعادة إحياء صناعة منتجات جريد النخيل، واستحداث أقسام لها في المدارس، لإحياء المهنة، أسوة بصناعة الفخار. وأوضح ربيع بحر عباس، 46 سنة، أحد صناع منتجات جريد النخل، مقيم بمركز مغاغة شمال المنيا: «ورثت المهنة أبا عن جد، وكانت لها سوق كبيرة جدا، حيث صناعة أقفاص الخضراوات، خاصة في موسم الطماطم، والمقاعد للمقاهى والفنادق والأندية، لكن تدخل صناعة البلاستيك لتلك المنتجات تسبب في تعرض الصناعة للانهيار، بل وصل للانهيار».
وأضاف: «تقوم صناعة المنتجات على 5 أنواع من الجريد، وتتم صناعة كل المستلزمات المنزلية من المقاعد، والأسرة، وبأسعار باهظة، رغم تطور الصناعة، واستخدام معدات حديثة، لكننا نتعرض للإفلاس والمجاعة، بسبب انهيار الصنعة»، مطالبا الحكومة بالتدخل وإنشاء مدارس وأقسام داخل المدارس الفنية لإحياء الصنعة.
وقال نور بحر، أحد الصناع من قرية ميانة بمركز مغاغة، إن صناعة المنتجات من الجريد تبدأ من اعتلاء النخلة، وتقطيع الجريد، ونقله لمنطقة الصنعة، وتهذيبه من السعف، ثم تقطيع الجريد لأطوال وفقا لنوع المنتج، ثم تتم عملية التثقيب والتركيب والصنفرة، مؤكدا أن عملية الصناعة تحتاج لجريد غير جاف، للإسراع في الصناعة، مشيرًا إلى أن الصنعة تتعرض للانهيار والانقراض، مطالبًا بدور جاد للحكومة، والتعاونيات.
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، أن مصر تملك أكثر من 15 مليون نخلة، لافتًا إلى أن جريد النخيل أكبر ثروة لم تستغل حتى الآن كما ينبغى، إذ يمكن أن يحل محل الكثير من أنواع الأخشاب في صناعة الأثاث، والكثير من الأغراض المنزلية، وتسطيح حظائر المواشى، ومزارع الدواجن كبديل رخيص الثمن عن الأخشاب.
وأشار إلى أن جريد النخيل مازال يستخدم بشكل بدائى في صناعة الكراسى، والأسرة وبعض أثاث الفنادق والمنازل، لكن استخدامه بالشكل الأمثل لم يحدث بعد، ويمكن بدعم الدولة صناعة الأخشاب من الجريد، لتوفير آلاف فرص العمل، ويوفر ملايين الدولارات التي تستنزف لشراء الأخشاب المصنوعة من الورق المقوى، أو التبن والخشب الحبيبى، كما يضيف قيمة اقتصادية مضافة لمزارعى النخيل.