«الرى»: التصرفات الإثيوبية فى «سد النهضة» تضر بمصر والسودان

أكدت الحكومة أن مصر ليست ضد التنمية فى دول حوض النيل، بل على العكس، فهى داعمة للتنمية من خلال العديد من المشروعات التى يتم تنفيذها على الأرض.
وجاء ذلك خلال مشاركة الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى، عبر تقنية «فيديو كونفرانس»، فى جلسة رفيعة المستوى بعنوان: «الأمن المائى فى إطار تغير المناخ»، والتى تنعقد على هامش مؤتمر التغيرات المناخية «COP26» برعاية جامعة جلاسكو بالمملكة المتحدة.
وأشار الوزير إلى وجود دراسات حديثة تطرح العديد من علامات الاستفهام حول أمان سد النهضة، فى الوقت الذى يُعد فيه الاطمئنان على أمان السد مطلبًا مشروعًا لدولتى المصب، موضحًا أن عدم وجود اتفاق قانونى عادل وملزم لملء وتشغيل السد، وإدارته بشكل منفرد، تسببا فى حدوث أضرار كبيرة على دولتى المصب- مصر والسودان.
وأضاف أن مصر وافقت على إنشاء العديد من السدود بدول حوض النيل، مثل خزان أوين بأوغندا، الذى قامت مصر بتمويله، والعديد من السدود فى إثيوبيا مثل سدود تكيزى وشاراشارا وتانا بلس، كما عرضت على إثيوبيا العديد من السيناريوهات التى تضمن قدرة سد النهضة على توليد الكهرباء بنسبة تصل إلى 85% فى أقصى حالات الجفاف.
ولفت إلى أن الندرة المائية والتغيرات المناخية تزيد من صعوبة الوضع فى إدارة المياه فى مصر، وتجعلها شديدة الحساسية تجاه أى مشروعات أحادية يتم تنفيذها فى دول حوض النيل، دون وجود اتفاقيات قانونية عادلة وملزمة لتنظيم هذه المشروعات.
كما استعرض وزير الرى التفاوت الكبير فى حجم الموارد المائية فى مصر وغيرها من دول المنبع، إذ تعتمد مصر بنسبة 97% على المياه المشتركة من نهر واحد فقط، هو نهر النيل، فى حين تتمتع دول المنبع بوفرة مائية كبرى، إذ تصل كمية الأمطار المتساقطة على منابع النيل إلى ما بين 1600 و2000 مليار متر مكعب سنويًا، كما تمتلك بعض هذه الدول أنهارًا أخرى، مثل إثيوبيا التى يوجد بها 12 نهرًا.
وأوضح أن هذه الدول تملك عشرات الملايين من الأفدنة التى تُروى مطريًّا، وفى المقابل تتكلف مصر مبالغة طائلة للاستفادة من كل قطرة مياه، إذ أعدت استراتيجية للموارد المائية حتى عام 2050، ووضعت خطة قومية للموارد المائية حتى عام 2037 بتكلفة تصل إلى 50 مليار دولار، ومن المتوقع زيادتها إلى 100 مليار دولار.
ونوه بحجم المياه الخضراء- مياه الأمطار- فى إثيوبيا، والتى تصل إلى أكثر من 935 مليار متر مكعب سنويًا، مضيفًا أن 94% من أراضى إثيوبيا خضراء، فى حين تصل نسبة الأراضى الخضراء فى مصر إلى 6% فقط، كما تمتلك إثيوبيا أكثر من 100 مليون رأس ماشية تستهلك 84 مليار متر مكعب مياه سنويًا، وهو ما يساوى حصتى مصر والسودان مجتمعين.
كما تصل حصة إثيوبيا من المياه الزرقاء- المياه الجارية بالنهر- إلى حوالى 150 مليار متر مكعب سنويًا، بالإضافة إلى إمكانات المياه الجوفية بإجمالى 40 مليار متر مكعب سنويًا.