لجأ العلماء المتخصصون فى علوم الحاسب الآلى وإخصائيو أمراض السرطان، إلى استعمال الذكاء الاصطناعى ليتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن دمج العقارين الدوائيين «إيفروليموس» و«فانديتانيب» فى مركب دوائى واحد من شأنه أن يعالج حالة نادرة ونوعًا سريع النمو من أورام المخ عند الأطفال. والذكاء الاصطناعى هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، وتجعلها تحاكى القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، لعل من أهم هذه الخصائص «القدرة على التعلم، والاستنتاج، ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج فى الآلة». وقال تقرير لصحيفة «الجاريان» البريطانية أمس إن العلماء استعملوا تقنيات الذكاء الاصطناعى بنجاح لوضع نظام دوائى جديد للأطفال الذين يعانون من أحد أنواع سرطان المخ القاتلة، والتى لم تتحسن فيها معدلات النجاة من الموت لمدة تزيد على نصف قرن. وأشار التقرير إلى أن هذه النتيجة الناجحة، التى كشفت عنها مجلة «كانسر ديسكفرى» المتخصصة فى أمراض السرطان، من شأنها أن تؤدى إلى حقبة جديدة «مثيرة»، والتى يمكن أن يُسخّر فيها الذكاء الاصطناعى لاختراع وتطوير علاجات جديدة لجميع أنواع السرطان- وفقا لما يؤكده الخبراء. ويؤدى استخدام النتائج الواعدة من الذكاء الاصطناعى إلى تأثير «تحويلى» جذرى فى اكتشاف الدواء، حسبما أكد البروفيسور كريستيان هيلين، المدير التنفيذى لمعهد أبحاث السرطان بلندن، حيث تمكن فريق من العلماء والأطباء ومحللى البيانات من التوصل إلى الاكتشاف. وتوصلت الدراسة التى أجروها فى هذا الشأن إلى أنه تم التوصل من خلال استخدام الذكاء الاصطناعى إلى مركب دوائى ينبئ بنتيجة واعدة كعلاج مستقبلى لبعض الأطفال الذين يعانون من سرطان المخ العضال، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون أحد أول الأمثلة على العلاج المقترح من خلال الذكاء الاصطناعى، الذى من شأنه أن يفيد جميع المرضى. واستعمل علماء الحاسب الآلى والمتخصصون فى أمراض السرطان بمعهد أبحاث السرطان وأمانة مؤسسة هيئة الصحة الوطنية التابعة لماردسين الملكية، الذكاء الاصطناعى لتركيب العقار الدوائى «إيفيروليموس» مع عقار آخر «فانديتانيب»، مما يمكن أن يؤدى إلى علاج ما يسمى «الورم الدبقى الجسرى الداخلى المنتشر» (DIPG)، وهو نوع نادر من الأورام السرطانية المخية التى يعانى منها الأطفال.
