لم تكن الدكتورة جوديث جيتس مجرد زوجة أصيب زوجها بضرر فى الدماغ.. إنما قررت أن تخوض حربا من أجل زوجها وأى لاعب كرة قدم آخر فى العالم.. ولا تزال جوديث تواصل الحرب رغم يقينها بأنها حرب خاسرة، ولن تنجح أبدا فى تغيير شكل كرة القدم كما يعرفها ويحبها العالم.. وكانت جوديث قد فوجئت عام 2014 بتدهور دماغ زوجها بيل جيتس الذى كان نجم الدفاع فى نادى ميدلسبروه الإنجليزى فى الستينات والسبعينات.. وبدأ بيل الذى كان وقتها فى التاسعة والستين من العمر يشكو من متلازمة سى تى إى.. أى صعوبة فى التفكير وفقدان للذاكرة وعجز عن اتخاذ قرارات حاسمة وصحيحة، مع اندفاع وسلوك عدوانى. وبدأت زوجته رحلة العلاج وقبلها البحث عن أى أسباب محتملة.. وأكد لها الأطباء بعد فحوصات ودراسات كثيرة أن ما يعانى منه زوجها سببه ضرب الكرة بالرأس.. وتخيلت جوديث أولا أن زوجها حالة استثنائية، إلى أن تأكدت ومعها فريق من العلماء والأطباء أن ضربات الرأس تؤدى إلى خلل فى الدماغ تختلف أشكاله ودرجاته.. وكان أبرز وأهم هؤلاء هو الدكتور ويللى ستيوارت الأستاذ بجامعة جلاسجو، الذى أكد أن لاعبى الكرة الذين اعتادوا ضرب الكرة بالرأس يصبحون معرضين لتدهور الذاكرة أكثر خمس مرات من الناس العاديين.. وقد تبين أن أربعة لاعبين على الأقل ممن فازوا لإنجلترا بكأس العالم 1966 تعرضوا لفقدان الذاكرة، وهم جاك شارلتون ونوبى ستيلز وراى ويلسون ومارتين بيترز. وأشار الدكتور ستيوارت إلى أن حراس المرمى هم الوحيدون غير المعرضين لذلك لأنهم لا يستخدمون رؤوسهم أثناء المباريات. وأسست جوديث بمشاركة ستيوارت جوديث مؤسسة لحماية عقول لاعبى الكرة، والمنع القانونى مستقبلا لاستخدام الرأس فى كرة القدم. وتوالت البحوث والدعوات والمؤتمرات، واهتم المجتمع الكروى الإنجليزى بهذا الأمر وتضامن الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم وجمعية اللاعبين المحترفين الإنجليز وآخرون كثيرون مع ستيوارت وجوديث.. وتم الاتفاق على إقامة أول مباراة كرة قدم من نوعها فى 26 سبتمبر الحالى.. مباراة لن يتم فيها استخدام الرأس لضرب الكرة، باستثناء وحيد هو أن تكون الكرة داخل منطقة الجزاء، ولكن فى الشوط الأول فقط.. وغير مسموح إطلاقا باستخدام الرأس فى الشوط الثانى.. وسيخصص دخل المباراة لأبحاث ودراسة تأثير لعب بالكرة بالرأس على سلامة دماغ اللاعبين فى بقية حياتهم.
