«مدبولى» بمُلتقى «بُناة مصر»: حققنا «طفرة» فى البنية التحتية

شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمس، افتتاح ملتقى بُناة مصر فى دورته الجديدة تحت عنوان «التجربة المصرية.. ورؤية جديدة لمخططات التعمير بالدول العربية والإفريقية»، بحضور وزراء وممثلى عدد كبير من الدول الإفريقية والعربية، بالإضافة إلى مشاركة موسعة من ممثلى كبريات شركات المقاولات، والاستثمار العقارى، والمؤسسات المالية والمصرفية، والطاقة، ومطورى البنية التحتية.
وقال، فى كلمته، إن ملتقى «بناة مصر» يعد فرصة كبيرة لعرض ونقل التجربة المصرية الفريدة التى بدأتها الدولة المصرية خلال السنوات الماضية ومستمرة حتى الآن، ولاسيما فى ظل تواجد العديد من الأشقاء من الدول العربية ودول القارة الإفريقية، مؤكدًا أن ما تحقق فى مجال التشييد والبناء والبنية التحتية فى هذه التجربة الاستثنائية، على مدار السنوات السبع الماضية، بمثابة إعجاز بكل المقاييس.
وأضاف مدبولى أن مصر حققت على مدى السنوات الماضية طفرة غير مسبوقة فى قطاع البنية التحتية والمرافق، مشيرًا إلى ما عانت منه مصر، على مدى سنوات ماضية، من مشكلات متراكمة بسبب نقص فى الطاقة الكهربائية المنتجة، ولفت إلى الجهد الكبير المبذول خلال السنوات الأخيرة فى قطاع الكهرباء وشهد نقلة نوعية كبيرة نتج عنها سد هذا العجز، وتحقيق وفر هائل من آلاف الميجاوات، وهو ما أسهم فى إحداث الطفرة العمرانية والتنموية بوجه عام.
وأشار إلى الإنجازات التى تحققت خلال الفترة الماضية فى قطاع مياه الشرب والصرف الصحى، حيث تتوافر خدمات مياه الشرب النقية لما يزيد على 98.5% من عدد السكان، لافتًا إلى أن النسبة المتبقية تتواجد فى أماكن نائية، ويصعب توصيل شبكات المرافق إليها، وجار العمل على توصيل المياه إليها بوسائل أخرى، وتعمل الدولة على تحسين وصول كميات من المياه إلى 98.5% من السكان مناسبة وتكفى احتياجاتهم.
وتحدث رئيس مجلس الوزراء عما تحقق فى قطاع الصرف الصحى، لافتًا إلى ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال إطلاق تقرير التنمية البشرية، عن أن نسبة التغطية فى الريف المصرى فى عام 2014 كانت لا تتجاوز 11 %، ووصلت حاليًا إلى 38%، وهى سنوات قليلة، مؤكدًا أن الدولة تعمل بكل جهدها للوصول إلى التغطية الكاملة للريف المصرى من خلال المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، فضلًا عن التخطيط للوصول إلى التغطية الكاملة فى جميع المدن المصرية خلال العام الحالى أو المقبل.
فى الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى التقدم الكبير الذى شهده قطاع الطرق والكبارى والنقل العام بوجه عام، مؤكدًا أن ما تحقق يعد إعجازًا حقيقيًا، إذ شهد القطاع قفزات كبيرة فى الشبكة التى تم إنجازها، وهو ما جعل مصر تقفز 90 مرتبة فى خدمات الطرق على مستوى العالم، مؤكدًا أن الدولة مستمرة فى تحسين هذه الخدمات للمواطنين.
وقال مدبولى إن قطاع الإسكان شهد أيضًا طفرة كبيرة فى مجال توفير السكن اللائق للمصريين، وهو ما يُعد تجربة أخرى فريدة من نوعها، لافتًا إلى أن ما تنفذه الدولة من مشروعات فى مجال الإسكان الاجتماعى، وكذلك المشروعات المتنوعة
الأخرى فى هذا القطاع، أسهم فى حل مشكلة الفجوة الإسكانية المتراكمة طوال السنوات الماضية، وخصوصًا ما يتعلق بالإسكان الخاص بمحدودى ومتوسطى الدخل.
وتطرق رئيس الوزراء، خلال كلمته، إلى التوسع العمرانى المخطط الذى تشهده الدولة حاليًا، وما يتضمنه من إنشاء نحو 25 مدينة جديدة، بالتوازى مع بعضها البعض، وهو ما يعد جهدًا هائلًا من الدولة المصرية، موضحًا أن المدن الجديدة التى أنشئت فى أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات وحتى عام 2014، كانت تتم إقامتها على مراحل عبر سنوات ممتدة.
ولفت إلى أنه فى ظل أزمة جائحة كورونا، وما صاحبها من تداعيات سلبية على المؤشرات الاقتصادية على مستوى العالم، وتحقيق معدلات نمو سالبة، ظلت مصر تحتفظ بتحقيق معدل نمو إيجابى، منوهًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذا النمو يرجع إلى قطاع التشييد والبناء، وأكد فى هذا الصدد حرص الدولة على ضخ المزيد من الاستثمارات العامة، وزيادة الإنفاق العام فى مجال البنية التحتية والتشييد والبناء. وقال رئيس الوزراء إن الفترة التى تمر بها مصر منذ 7 سنوات، وحتى الآن، تعد فترة تاريخية فى حياة قطاع التشييد والبناء، مؤكدًا أن الدولة المصرية تدعم هذا القطاع لضمان استمرار نموه ورخائه. واختتم مدبولى كلمته بالقول إنه سيتم خلال الفترة القليلة المقبلة إطلاق أول قمة دولية موسعة تحمل اسم «قمة مصر الدولية للبنية التحتية والاستدامة»، لمناقشة التنمية العمرانية الشاملة وجودة البنية التحتية المستدامة بالقارة الإفريقية والمنطقة العربية، ومن المقرر أن تنطلق الدورة الأولى منها فى عام 2022، وسيتحدد التاريخ فى وقت لاحق وفقًا لأجندة الرئيس، وبالتنسيق مع رؤساء الدول العربية والإفريقية ورؤساء الحكومات لدعوتهم للحضور.