ينتظر الليبيون إجراء الانتخابات المقرر لها في 24 ديسمبر المقبل كما هو محدد له سلفا حتى يعم الاستقرار السياسي الأراضي الليبية، التي تعاني من وجود المرتزقة، ويرى الشعب الليبي، أن الانتخابات ضرورة مهمة حسبما أكد كل من المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي ورئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح، حسب تصريحات سابقة. ومع وجود رئيس منتخب وبرلمان وجيش قوي متماسك يسطير على السلاح في جميع أركان ليبيا شرقا وغربا شمالا وجنوبا، سيكون هناك تصد كبير للمرتزقة أو القوات الأجنبية الطامعة في النفط الليبي. ويعد النفوذ التركي في ليبيا حسب مصالحها الاقتصادية في مقدمة الدوافع وراء بقائها في الداخل الليبي، حيث تسعى أنقرة التي تستورد معظم احتياجاتها من الطاقة للحصول على حصة من نفط ليبيا صاحبة أكبر احتياطي نفطي في القارة الأفريقية، بعدما وقعت أنقرة مع طرابلس أكثر من اتفاقية للتنقيب عن مصادر الطاقة، فضلا عن مذكرتي تفاهم وقعتا في إسطنبول في بشأن التعاون الأمني والعسكري والسيادة على المناطق البحرية. وتسيطر تركيا على عدد من القواعد العسكرية والجوية والبحرية في الغرب الليبي، أشهرها: قاعدة الوطية، وقاعدة معيتيقة وقاعدة الخمس البحرية. وبالنسبة إلى أمريكا فإنها تتذكر ما قام به حاكم طرابلس عام 1804 بتدمير قطع للبحرية الأمريكية وأسر سفينتها الأم فيلادلفيا، وذلك لنفوذ ليبيا بمساحة ألف كيلومتر على شواطئ البحر المتوسط، فضلا عن ارتفاع مخزون النفط لأكثر من 112 عاما حسب دراسة لمركز دراسات الوحدة العربية، حيث جاء التدخل الأمريكي في ليبيا دعما لمصالحها وطمعا في النفط وإن كانت قد توقفت عن استيراده منذ عقود، لكن الشركات الأمريكية النفطية تتطلع له، كما أن واشنطن تحاول تأمين مصادر حلفائها الأوروبيين. وقد جاء تدخل حلف الناتو، الذي دمر البنية التحتية ومقار للقوات العسكرية أثرا بالغ السوء على ليبيا، وهو ما أدى إلى خلق وضع مشابه للصومال بانتشار الميليشيات المسلحة والسماح بدخول المرتزقة، الذي بانسحابهم تعود ليبيا إلى ما كانت عليه قبل عام 2011.
