كشف الأطفال عن أساليب وطرق جديدة ومبتكرة من شأنها أن تساعد- فى تصورهم التلقائى البرىء- على وضع حد لأزمة التغيرات المناخية العالمية، التى أعجزت دول العالم الكبرى فى حلها، وذلك فى إطار مسابقة تهدف إلى استخراج أفكارهم وإشراك النشء الصغير فى حل أزمات من المتوقع أن يكونوا هم ورثتها فى قادم الأوقات والسنوات. وتعبر طرافة الاقتراحات الجريئة وغير المألوفة التى يقدمها الأطفال عن ذهن متوقد سيال لا تقف أمامه حواجز المنطق، ولا تعوقه نظريات العلوم أو مسلمات الرياضيات، ولكنها تعكس فى الوقت نفسه مدى الحرص على تحفيز التفكير الإبداعى لحل واحدة من أكثر أزمات المستقبل تعقيدا. ويفضل الأطفال أن يقوم حيوان الهامستر بجر القطارات، وهو حيوان ضيل ملون يشبه الفأر الصغير، مطالبين فى الوقت نفسه بمنع الواجبات المدرسية لأنها تستهلك كثيرا من الورق، إلى جانب تشغيل السيارات بنوع خاص من الشيكولاتة بدلا من البنزين. ونشرت صحيفة «إكسبرس»، البريطانية، أمس، تغطية حول الأفكار التى تجول بخاطر الأطفال بشأن هذه الظاهرة العالمية الخطيرة، وكيفية وضع حلول عملية لها. ويروق للأطفال أن يزيد عدد المسافرين بمنطات «الترامبولين» أو أحزمة الصواريخ، وهى أجهزة طيران توضع على الظهر، حيث تدفع المستخدم للطيران فى الهواء عبر ضغط الغازات أو ضغط الماء فى بعض الحالات، إلى جانب توفير «سوست» عملاقة تسمح للناس بالتنقل من مكان إلى آخر بدون استخدام وقود حيوى «أحفورى». وقدم التلاميذ الصغار أفكارهم فى مسابقة أصوات من أجل مستقبل «أخضر» التى ترعاها مؤسسة «ناشيونال جريد» العاملة فى مجال الطاقة، والتى تدعو جميع الأطفال للتعبير عن رأيهم فى مائتى كلمة عن كيفية التعامل مع أزمة التغيرات المناخية إذا كانوا فى موقع المسؤولية. وسوف يحظى الفائزون فى المسابقة بالفرصة لوضع اقتراحاتهم أمام زعماء العالم فى المؤتمر السادس والعشرين لتغيرات المناخية الذى تنظمه الأممالمتحدة فى نوفمبر المقبل، وذلك عبر مقطوعات مصورة مسجلة. وقال التقرير إنه تم إطلاق المسابقة بعد الدراسة التى قامت بها مؤسسة ناشيونال جريد متعددة الجنسيات حول 1500 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 7 و16 عاما، حيث وجدت أن 80% منهم يعتقد أن إنقاذ كوكب الأرض مسؤولية تقع على عاتقهم، فى حين أكد 62% منهم أن التغيرات المناخية أحد مناحى الحياة اليومية التى تسترعى حماسهم الشديد. وأكد كبير مهندسى «ناشيونال جريد» ديفيد رايت، أحد المحكمين بالمسابقة، أن التغيرات المناخية تؤثر علينا جميعا، ولكنه مستقبل أطفالنا، والذى سيتأثر بالقرارات التى نتخذها اليوم، لذا فمن المهم أن نستمع إلى آرائهم، مضيفا: «لديهم فهم قوى لأسباب التغيرات المناخية مثل وقود السيارات، أو نوع الطاقة التى نستخدمها لتدفئة بيوتنا».