أكد محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، على أهمية الجولة التى يقوم بها سامح شكرى، وزير الخارجية، إلى عدد من الدول الإفريقية أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الإفريقى. وأشار العرابى، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، إلى أنه تم انتقاء الدول التى تشملها الجولة بعناية شديدة، حيث إن هذه الدول تضع سياسات الاتحاد الإفريقى خلال العام الجارى. وقال العرابى: «يجب أن ننظر لهذه القضية بشكل أبعد من سد النهضة، فإثيوبيا تفرض على القارة الإفريقية نوعا جديدا من العلاقات والسياسات بين الدول الإفريقية بعضها البعض، والتى لا أعتقد أن أديس أبابا مؤهلة أن تضع مثل هذه السياسات». وأوضح وزير الخارجية الأسبق أن إثيوبيا تحاول فرض سياسة الأمر الواقع، وهو ما يمثل انتهاكا صريحا لميثاق الاتحاد الإفريقى ومن قبله منظمة الوحدة الإفريقية، متابعاً: «كما رأينا من الحكومة الإثيوبية نموذجا جديدا من العلاقات الإفريقية- الإفريقية، وهو استخدام دولة لقوات من دولة أخرى لمعالجة أمور داخلية، حيث هناك اعتراف من جانب المسؤولين الإثيوبيين أنفسهم بمشاركة قوات من إريتريا مع القوات الإثيوبية الاتحادية فى الحرب فى إقليم التيجراى بإثيوبيا». وأشار العرابى إلى أن إثيوبيا تحاول أيضا فرض مبدأ آخر فى العلاقات الإفريقية- الإفريقية، وهو الدخول فى المفاوضات بسوء نية وليس حسن نية، معتبرا أنه كان يمكن حل مشكلة سد النهضة إذا ما كانت إثيوبيا دخلت المفاوضات بحسن نية بعيدا عن سياسة فرض الأمر الواقع. وشدد وزير الخارجية الأسبق على أن هذا النوع الجديد من الدبلوماسية من جانب إثيوبيا سيكون ضرره أكبر من نفعه.
