نادي ريال مدريد من أقدم الأندية الرياضية في إسبانيا، تأسس قبل 114 سنة من الآن، تحديدا «زي النهارده» في 6 مارس 1902، أما تفاصيل البداية فتقول إن مدينة مدريد قد تعرفت على كرة القدم عن طريق أساتذة وطلاب مركز مؤسسة التعليم الحرة والذين كانوا خريجي جامعتي أوكسفورد وكامبريدج في بريطانيا، وقد أسس هؤلاء الأساتذة والطلاب فريقاً في المدينة عام 1897، وأطلقوا عليه اسم «فريق سكاي لكرة القدم»، وكانوا يلعبون الكرة نهار كل يوم أحد في منطقة «مونكلوا» في مدريد. وفي 1900 انقسم الفريق إلى فريقين مختلفين الأول فريق «مدريد الجديد لكرة القدم» والآخر فريق مدريد الإسباني، وانقسم الفريق الأخير مجددا «زي النهارده» في 1902 ليتأسس «فريق مدريد لكرة القدم» المعروف حاليا بريال مدريد، وفي 1905 استطاع الفريق المسمى آنذاك «نادي مدريد لكرة القدم» الفوز بأول بطولة رسمية محلية بعد الفوز على أتلتيك بيلباو بنهائي كأس إسبانيا، واستطاع الفريق المحافظة على لقب البطولة لأربعة أعوام متتالية، وكانت هي البطولة الوحيدة الرسمية آنذاك) كما كان النادي من الآعضاء المؤسسين للإتحاد الإسباني لكرة القدم في 4 يناير 1909. اُختير ريال مدريد كأفضل فريق كرة قدم في القرن العشرين، وفاز بالدوري الإسباني 32 مرة، وبكأس ملك إسبانيا 19 مرة، وأحرز رقماً قياسياً بحيازته 10 بطولات في دوري أبطال أوروبا، وقد ظهر النادي بقوة على ساحة كرة القدم الأوروبية والإسبانية في خمسينيات القرن العشرين، وفي الثمانينيات كان يتمتع بإحدى أفضل الفرق الرياضية في أوروبا،المعروفة باسم «جماعة النسر»، وفاز بدوري أوروبا- كأس الاتحاد الأوروبي آنذاك- مرتين متتاليتين، و5 بطولات إسبانية، وكأس إسبانيا مرة واحدة، و3 كؤوس سوبر إسبانية، ويُعد واحدًا من 3 أندية إسبانية لم يسبق لها أن هبطت من قمة كرة القدم الإسبانية، إلى جانب أتلتيك بيلباو وبرشلونة. كما أنه أحد أوسع النوادي من حيث القاعدة الشعبية حول العالم، ويشتهر بمنافسته طويلة الأمد مع برشلونة وأتلتيكو مدريد، ويختلف عن العديد من الأندية الأخرى حول العالم، كونه مملوكاً لأعضاء النادي الذين يسيرون أمور ناديهم باختيار رئيس ينوب عنهم في هذا، منذ تأسيس النادي وفي 23 ديسمبر 2000 اختارته الفيفا ليكون «أفضل نادي في القرن العشرين»، ثم اختاره الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم في 11 مايو 2010 ليكون أفضل ناد أوروبي بالقرن العشرين. ويقول الناقد الرياضي ورئيس تحرير الأهرام الرياضي، خالد توحيد، إنه حين يذكر نادي ريال مدريد تقفز للأذهان فورا الرقم القياسي للبطولات التي حصل عليها منذ تأسيسه وإلي الآن كما يذكرنا هذا بالثنائيات التي تقوم عليها الحياة ذاتها ففي الرياضة هناك رونالدو وفي المقابل تجد ميسي وفي مصر الأهلي والزمالك وفي الغناء أم كلثوم وعبدالوهاب وفي الصحافة تجد الأهرام ثم الأخبار وفي الصحافة المستقلة تجد المصري اليوم ثم جريدة مستقلة أخرى، وفي تونس تجد الترجي في مقابل الإفريقي وهكذا في الفن والرياضة والثقافة والصحافة، وفي كل شيء لكن هناك في هذه الثنائية تجد طرفا هو الأعلي ولو بنسبة ليست كبيرة وتصب هذه الثنائية في النهاية لصالح كل مجال من هذه المجالات.
