«ملايين القذافي واتفاق مع قاضي».. قصة اتهامات فساد نيكولا ساركوزي

أصدرت محكمة فرنسية حكما بالسجن ثلاث سنوات، اثنان منهم مع وقف التنفيذ على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتهمة الفساد واستغلال النفوذ.
واتهم الرئيس الفرنسي في الفترة من 2007 إلى 2012 بلعب دور نشط في صياغة اتفاق فساد مع محاميه وقاضي للحصول على معلومات حول تحقيق منفصل في التبرعات السياسية.
وحسب صحيفة الجارديان أعلن محامي ساركوزي أنه يعتزم الاستئناف، وهي عملية من شأنها أن تؤدي إلى محاكمة جديدة، وكما يمكن قضاء عقوبة بالسجن لمدة عام واحد خارج السجن في ظل ظروف معينة، بما في ذلك ارتداء سوار إلكتروني أو الحبس المنزلي.
وقالت القاضية كريستين مي رئيسة المحكمة، إن هناك أدلة جدية تؤكد على اتفاق الفساد بين ساركوزي، ومحاميه، تييري هيرتسوغ، وأحد القضاة في محكمة النقض الفرنسية جيلبرت أزيبرت.
ولم يعلق ساركوزي أثناء مغادرته المحكمة لكن زوجته كارلا بروني عارضة الأزياء التي تحولت إلى مغنية وصفت الحكم بأنه «ظلم».
وكتبت على إنستجرام «يا له من هراء لا هوادة فيه يا حبيبي». «المعركة مستمرة، والحقيقة ستظهر».
وبعد الحكم، غرد داميان عباد، رئيس المجموعة البرلمانية في حزب الجمهوريون: «اليوم أريد أن أعبر مرة أخرى عن صداقتي مع الرئيس نيكولا ساركوزي. كانت حياته عبارة عن سلسلة من التجارب التي لم يتوقف عن التغلب عليها بالطاقة والشجاعة. مرة أخرى سيثبت ذلك. وأنا على يقين من ذلك».
واتهم أنصار ساركوزي القضاة الفرنسيين بجعل الرئيس السابق هدفا لحملة قانونية جائرة لا هوادة فيها.
وفي محاكمته العام الماضي، استمعت المحكمة إلى كيف أوعز ساركوزي لمحاميه، تييري هيرتسوغ، أن يعرض على القاضي جيلبرت أزيبرت وظيفة مريحة في مقابل الحصول على معلومات عن تحقيق حول ما إذا كان قد تلقى تبرعات من وريثة لوريال المريضة ليليان بيتنكور.
وأُسقطت قضية بيتنكور في النهاية، ولكن بحلول ذلك الوقت، تم فتح تحقيق في الفساد واستغلال النفوذ.
وتعود تفاصيل القضية عندما بدأ المحققون الفرنسيون في مراقبة اتصالات ساركوزي في سبتمبر 2013 كجزء من تحقيق في مزاعم أنه تلقى تبرعًا غير قانوني وغير معلن بقيمة 50 مليون يورو من الرئيس الليبي معمر القذافي لتمويل حملته الرئاسية الناجحة لعام 2007. وما سمعوه من المحادثات المسجلة وجه المحققين إلى اتجاه جديد وغير متوقع وكشفوا أن الرئيس السابق وهرتسوغ كانا يتواصلان «سرا» باستخدام هواتف محمولة مسجلة بأسماء مستعارة.
واستخدم الرئيس السابق اسم بول بيسموث فيما يتعلق بجهازي هاتف يستخدمان للتواصل مع هرتسوغ.
والتقطت عمليات التنصت الإضافية على هذه الهواتف محادثات تشير إلى أن ساركوزي كان على اتصال مع القاضي بمحكمة النقض الفرنسية أزيبرت، الذي كان وقتها عضوًا في محكمة النقض- أعلى محكمة في فرنسا- عبر محامي ساركوزي هيرتسوغ لطلب معلومات سرية حول قضية بيتنكور. ونفى ساركوزي المتورط في عدة قضايا قانونية مرارا الاتهامات بارتكاب أي مخالفات في جميع التحقيقات السابقة والحالية.
ومن المتوقع أن يمثل الرئيس السابق أمام المحكمة في وقت لاحق من هذا الشهر في قضية أخرى، هي «قضية بيجماليون»، التي اتهم فيها بالإفراط في الإنفاق على مساعيه لإعادة انتخابه عام 2012. وكما يخضع للتحقيق بشأن مزاعم استغلال النفوذ التي تتعلق بأنشطة استشارية في روسيا.
ومن المرجح أن يقضي الحكم الصادر بحق ساركوزي على آماله في العودة إلى الحياة العامة في الوقت المناسب للانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي يسعي فيه حزب الجمهوريون اليميني الذي يتزعمه للتوصل إلى مرشح ذي مصداقية منذ أن تعرض رئيس الوزراء السابق لساركوزي فرانسوا فيون لفضيحة خلال السباق الرئاسي لعام 2017 مما فتح الطريق أمام إيمانويل ماكرون للفوز.
جدير بالذكر أن الرئيس الأسبق جاك شيراك تم اتهامه وإدانته، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ، بسبب وظائف وهمية في سيتي هول عندما كان عمدة باريس لكنه نجا من التنفيذ بسبب مرضه.
View this post on Instagram
A post shared by Carla Bruni (@carlabruniofficial)
Aujourd'hui، je veux de nouveau témoigner toute mon amitié à l'égard du Président @nicolassarkozy. Sa vie est une succession d'épreuves qu'il n'a eu de cesse de surmonter avec énergie et courage. Une nouvelle fois، il saura le démontrer. J'en suis certain.#Sarkozy
— Damien Abad (@damienabad) March 1، 2021