هل تتذكرون تلك الأنواع المنقرضة من الذئاب، التي كانت مصدر إلهام للمخلوق الأسطورى الذي ظهر في لقطات خلال المسلسل التليفزيونى الشهير «صراع العروش»؟.. دراسة جديدة توصلت إلى أن تلك الذئاب لم يكن لها الكثير من القواسم المشتركة مع الذئاب الرمادية التي تجوب أمريكا الشمالية حاليًا. هذا الذئب سلطت شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الضوء عليه، عبر موقعها الإخبارى، وقالت إنه كان يُعرف باسم «Canis dirus»، أي «الكلب المخيف»، ويُعتقد أن نوع الذئب الرهيب كان مجرد نسخة أكثر قوة من الذئب الرمادى. ومع ذلك كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «Nature» عن مدى اختلاف النوعين بحسب الشبكة. وجابت الحيوانات آكلة اللحوم عصور ما قبل التاريخ في أمريكا الشمالية، حتى انقرضت منذ حوالى 13 ألف عام. وتعد حفريات نوع الذئب الرهيب من بين أكثر الأحافير شيوعًا التي اكتُشفت في حفر قطران لابريا في لوس أنجلوس. أنجيلا بيرى، معدة الدراسة الرئيسية، وعالمة الآثار في جامعة دورهام في المملكة المتحدة، قالت للشبكة: «كان السرد السائد هو أن الذئاب الرمادية والرهيبة كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بسلالات الأخت أو ابن العم، أو ربما نفس الحيوان». وأضافت بيرى: «سلمنا لهذا التقييم لمدة 150 عامًا، إذ هذا ما اقترحته أوجه التشابه بين الهياكل العظمية، والآن كشفت الجينات أنهما انفصلا عن بعضهما البعض منذ حوالى 6 ملايين سنة». ولأول مرة، قام الخبراء بتسلسل الحمض النووى لخمس حفريات تعود لنوع الذئب الرهيب، والتى عثر عليها في وايومنغ، وأيداهو، وأوهايو، وتينيسى، على التوالى. ويعود تاريخها إلى أكثر من 50 ألف عام. وأظهر التحليل بحسب الشبكة الأمريكية أنه على عكس العديد من الأنواع الشبيهة بالكلاب التي يبدو أنها هاجرت بين أمريكا الشمالية وأوراسيا على مدار السنين، تطورت الذئاب الرهيبة فقط في أمريكا الشمالية لملايين السنين. ويعتقد الباحثون أن الاختلاف الصارخ بين الذئاب الرهيبة والذئاب الرمادية يضعها في جنس مختلف تمامًا. وأشارت بيرى إلى أن نتائج الدراسة تعد مفاجئة، إذ اعتُقد أن النوعين يرتبطان ارتباطًا وثيقًا لفترة طويلة، كما أن هياكلهما وأسنانهما متشابهة للغاية، لذا تعتقد بيرى أنه من الواضح أنها حالة تطور متقارب. وأضافت بيرى: «علمنا أيضًا أنهما يختلفان وراثيًا عن بعضها البعض لدرجة أنه لا يوجد دليل على أن النوعين يمكنهما التزاوج وإنتاج ذرية». وتداخل نوع الذئب الرهيب مع ذئاب القيوط، والذئاب الرمادية في أمريكا الشمالية لحوالى 10 آلاف عام قبل انقراضها، ولكن مع ذلك لا يوجد دليل على أنه تزاوج مع هذه الأنواع. الشبكة الإخبارية الأمريكية نقلت عن الخبراء اعتقادهم أن الذئاب الرهيبة لم تكن مهيأة للتكيف مع الظروف المتغيرة في نهاية العصر الجليدى بسبب الاختلافات التطورية. وكانت الحيوانات أيضًا مختلفة للغاية عن نظيراتها التليفزيونية الفاتنة. وعلى عكس الذئاب الرهيبة الحقيقية، عُرضت الذئاب الرهيبة الأسطورية في مسلسل «صراع العروش» بحجم خيول صغيرة، ومرتبطة بأبرد البيئات في «ويستروس». وأوضحت بيرى أنه «فى المتوسط، تكون الذئاب الرهيبة أكبر بحوالى 20% من متوسط الذئب الرمادى الموجود اليوم»، مضيفةً أنه «يبدو أنها تكيفت مع العيش في بيئات منخفضة الأرض ودافئة، لذلك نتصور أنها تشبه إلى حد كبير ذئاب المناخ الدافئ، أي بفرو أقصر، ولون يميل إلى الحمرة وأذنين كبيرتين لتنظيم الحرارة». وأكدت بيرى أنها «تختلف كثيرًا عن الحيوانات الضخمة ذات الفرو الرمادى التي قام مسلسل صراع العروش بتجسيدها في البيئات المتجمدة».
