بدأ بيت الشعر بالأقصر برنامجه الجديد تحت عنوان (شموس مضيئة في الشعر العربي المعاصر )، ليضع البداية مع شاعر العروبة وإفريقيا والإنسانية الشاعر محمد مفتاح الفيتوري الذي انتسب خلال حياته ومشواره الإبداعي إلى عدة دول عربية حيث ولد في غرب كردفان بالسودان الشقيق وتربى وتلقى تعليمه في الإسكندرية المصرية، ثم تعليمه العالي في دار العلوم بالأزهر الشريف ثم عاد إلى السودان وظل فيها وفيا محبا إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي ثم غادرها إلى ليبيا ثم إلى المغرب الأقصى وبقي فيها متنقلا مابينه وبين القاهرة حتى وفاته في أبريل عام 2015. كانت البداية معه في أمسية حملت عنوان شعر محمد الفيتوري/ الرؤية والتشكيل، قدمها الأستاذ الدكتور / عايدي على جمعة أستاذ الأدب العربي بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب له العديد من المؤلفات النقدية والإبداعية ومشارك فاعل في شتى المؤتمرات والفاعليات الأدبية والثقافية في مصر وعدد كبير من الدول العربية والأجنبية وكان مما ذكره في إطار الحديث عن موضوع الندوة: ( يعد الشاعر محمد الفيتوري من أصدق وأشهر من عبروا عن معاناة القارة الإفريقية في النصف الثاني من القرن العشرين. فقد أصدر ثلاثة دواوين متتابعة عن إفريقيا هي/أغاني أفريقيا وعاشق من أفريقيا واذكريني يا أفريقيا ولم تغب عن إبداعه أبدا هذه القارة السمراء. وإذا كان الفيتوري قد التزم بقضايا إفريقيا فإنه قد التزم أيضا بقضايا وطنه العربي على امتداده. وقد استطاع الفيتوري في شعره أو في الكثير من شعره أن يحقق المعادلة الصعبة بين التزامه بقضايا واقعه السياسي والاجتماعي من ناحية وجمال الإبداع من ناحية أخرى، وقد ظهر وعيه بالتقنيات الحديثة لكتابة القصيدة في النصف الثاني من القرن الماضي. وذلك من خلال تفاعله الخاص مع لغة الكتابة الشعرية وتفاعله الخاص مع الصورة الشعرية وتوظيف التراث والأسطورة وتقنيات البناء الدرامي والبنية الموسيقية. واستطاع بذلك أن يحقق لنفسه مكانة كبيرة في شعرنا المعاصر.). وبعد انتهاء الحديث عن الفيتوري قدم الدكتور عايدي عددًا من قصائده حيث صدرت له أربع مجموعات شعرية. هذا ويستمر بيت الشعر بالأقصر في التعريف بالعديد من الشعراء العرب والمصريين من الرموز الذين كانت لهم بصمة واضحة في مسيرة الشعر العربي وخاصة بإحداث نقلات نوعية في طرائق وأدوات وملامح الخطاب الشعري العربي من خلال سلسلة برنامجه ( شموس مضيئة في الشعر العربي المعاصر) في حلقة مستقلة بكل شهر...
