ونحن على أعتاب إنتخابات مجلس الشعب 2011 ، وهى أول إنتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير المباركة ، ونحن نرى الآن جميع الأحزاب والتيارات الفكرية و السياسية التى تعبر عن نبض الشعب ، نراها قدمت مرشيحها من قوائم ومستقلين ، نشعر بالزهو والفخر ، ونشعر أن ما يحدث اليوم هو أحد إنجازات ثورتنا المجيدة .أقول ذلك لنتفائل قليلا بعد كل ما شعرنا به من إحباط فى الفترة الماضية ، ولنشعر بنجاح من نجاحات الثورة بعد أن أحزننا إخقفاقات كثيرة رأيناها حتى الآن ، ولا أريد أيضا أن أبالغ فى تفاؤلى بهذا الحدث ، فلا زلنا فى أوله ونرجوا من الله ان يكون هذا الحدث على قدر ما ننتظر منه ونأمل من وراءه .لذلك أوجه الخطاب إلى إخوانى جميعا بكل إنتماءاتهم الحزبية والفكرية ، أذكر نفسى واذكرهم بأن الممارسة الديمقراطية التى نحن بصددها الآن هى مكسبنا الحقيقى ، فالمكسب الحقيقى لأى حزب أو جماعة هى أننا أخيراً نمارس الديمقراطية بأرقى صورها ، وليس مكسبنا هو مقاعد البرلمان ، فالبرلمان وسيلة وليس غاية .سوف تعلمنا هذه التجربة كيف نتنافس بشرف ، دون تجريح للشخصيات ، أو سخرية من منافسين ، سوف تعلمنا هذه التجربة كيف يكون سلوكنا حينما نختلف فى الرأى ، كيف يكون تحضرنا ونحن نتعامل مع المنافسين ، وقبل ذلك كله ستعلمنا هذه التجربة كيف تكون نوايانا كلها لله ، وكيف يكون هدفنا هو المصلحة العامة ، ستعلمنا هذه التجربة كيف نرتفع فوق المصالح الشخصية لنقدم مصلحة الوطن أو دعونى أقول نقدم مصلحة المواطن المصرى الذى يجب أن تكون سعادته وكرامته هى غايتنا جميعا ، بصدق .... وليس فى الشعارات الإنتخابية فقط .فى الحقيقة هذه الدروس التى سنتعلمها ، هى أيضا إختبارات حقيقية لنا ، فكلنا سنُختير ، ستُختبر نوايانا ، هل هى توافق أفعالنا ؟ أم أننا دائما نقول بألسنتنا ، ونتوهم أن ذلك فى قلوبنا ، وعند المحك .. عندما ينبغى عليك أن تُصدق ذلك بالعمل . تجد انك تفعل شيئاً آخر ، وتفعل ما كنت دائماُ ترفضه .هذا هو المحك .. وهذا هو الإختبار .. فى الماضى ، تكبر علينا الحزب الوطنى المنحل ، تكبر وتغطرس وإستهزأ بالخصوم ، كان يشعر أنه اكثر قوة واكثر عدداً .. فأهلكه الله . زور ، وأفسد , وانتهك ، وظلم ، وتجبر .. فقسمه الله .إخوانى وأحبابى .. ليس المهم من سيفوز بمقاعد البرلمان .. المهم من سيفوز بمبادئه هو .ليس المهم كم سيحصد هذا الحزب أو ذاك من مقاعد ، المهم كيف سيحصدها ، وكيف سيكون سلوكه ، وكيف سيكون أداؤه ، وإلى أى مدى سيضرب للناس المثل بأن المبادئ لا تتجزأ ، وأن أصحابها لايتغيرون مع الظروف والأحداث ، وأن الغاية لا تبرر الوسيلة ، المهم كيف سيرسم هذا الحزب أو ذاك صورة مشرقة للسياسة النظيفة التى نأمل فيها ونسعى إليها لتكون طريقنا إلى التقدم والنهوض وتكون وسيلتنا لنأخذ مكاننا الحقيقى فى مقدمة الأمم ، كما وعدنا الله وعلمنا على مر العصور .