أولى مناظرات «ترامب» و«بايدن»: كثير من السُباب قليل من السياسة (تقرير)

لطالما كانت المناظرات التي تستبق الانتخابات في أي دولة في العام، هي فرصة ليتبارى المرشحين في إبراز برامجهم الانتخابية وفكرهم الاقتصادي والسياسي لاقناع الناخبين بالتصويت لهم، ولن جاءت أولى المناظرات الرئاسية بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي، جو بايدن، مساء الثلاثاء، لتضرب كل هذه المسلمات عرض الحائط، فقد تحولت المناظرة إلى ساحة لتبادل الشتائم والسباب والتطاول المتبادل، لتخرج المناظرة عن هدفها وهو «السياسة الانتخابية» لكل مرشح، وتحولت سريعا إلى حالة فوضى بعد استمرار ترامب بمقاطعة منافسه الذي وصفه ب«المهرج» قائلا إنه «أسوأ رئيس للولايات المتحدة الأمريكية».
وإليكم إبرز «اللكمات اللفظية» بين المرشحين:
المناظرة سادها أجواء محمومة سادها توتر شديد ومقاطعة كل مهما للآخر، ومن اللحظات الأولى للمناظرة، كان التوتر والتشاحن سيد الموقف، إذ قاطع الرجلان بعضهما البعض بشكل متكرّر، ووصل الأمر بنائب الرئيس السابق باراك أوباما إلى مهاجمة ترمب قائلاً له «هلا تخرس يا رجل، من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص».
ووصف جو بايدن الرئيس ترامب بأنه «جرو بوتين».
وقال بايدن خلال المناظرة مع ترامب في كليفلاند: «الحقيقة أنني دخلت في مواجهة مع بوتين، وأوضحت له أنني لن أنساق إلى حيله، أما هو (ترامب) جرو بوتين، فلا يمكنه حتى أن يقول له شيئا عن المكافآت مقابل رؤوس الجنود الأمريكيين».
وتابع بايدن «في ظل قيادة هذا الرئيس أصبحنا أضعف وأفقر وأكثر انقساما وأكثر عنفا».
كما نعت المرشّح الديمقراطي الرئيس الساعي للفوز بولاية ثانية بأنّه «كذّاب» و«مهرّج». وقال بايدن عن منافسه في استحقاق الثالث من نوفمبر إنّ «كلّ ما يقوله حتى الآن كذب. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه. الكلّ يعلم أنّه كذّاب»
وأضاف «من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص». وتابع «أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة». بدوره اتّهم ترمب منافسه بالافتقار إلى الذكاء وبأنّه دمية في يد «اليسار الراديكالي»
قال ترمب من على منصّة المناظرة في كليفلاند بولاية أوهايو مخاطباً نائب الرئيس السابق «أنت لا تمتّ إلى الذكاء بصلة، جو. 47 عاماً ولم تفعل شيئاً». وتبادل المرشّحان هذه النعوت على مرأى من عشرات ملايين الأميركيين قبل 35 يوماً من الاستحقاق الرئاسي.
وقال ترامب مخاطبًا الأمريكيين «كم منكم استيقظ هذا الصباح وكان لديه كرسي فارغ على طاولة المطبخ لأن أحدهم مات بسبب كوفيد-19؟». واستهزأ بايدن بترمب غامزاً بأحد أكثر تصريحاته شهرة «ربّما يمكنك حقن مبيّض الملابس في ذراعك وهذا كفيل بعلاج» فيروس كورونا.
*بايدن: ابني خدم بشرف في العراق وليس فاشلًا
*ترامب يرد: ابنك مدمن مخدرات، ولم يحصل على وظيفة إلا بعد ان اصبحت نائبًا للرئيس وحقق من وراءها ثروة طائلة
واستخدم جو بايدن كلمة «ان شاء الله» للسخرية من ترامب الذي قال أن الشعب الأمريكي سيرى سجل الضرائب الخاص به، ورد بايدن: «متى؟ ان شاء الله؟»، وكأن أراد أن يشير بكلمة «ان شاء الله» أنه لن يرى هذا الشيء ابدًا.
وهاجم ترامب المرشح الديمقراطي الذي يتقدم عليه في استطلاعات الرأي قائلا «لا تمت للذكاء بصلة».
وعمد ترامب إلى وصف منافسه على أنه «دمية في يد اليسار الراديكالي» سواء بشأن قضايا الصحة أو الأمن أو المناخ.
وفي مبادلة حادة سأل الرئيس الأميركي بايدن «هل أنت مع القانون والنظام؟» متهما منافسه بأنه يستند إلى داعميه من «اليسار الراديكالي».
ورد بايدن «القانون والنظام مع العدالة» متجنبا ارتكاب هفوات كان يتخوف منها بعض المراقبين في معسكره.
وركز بايدن نظره أكثر من مرة على الكاميرا ليطلب من الأمريكيين أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لتجنب «أربع سنوات إضافية من الأكاذيب».
وطوال المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة حاول ترامب عبثاً استعادة زمام المبادرة، فانبرى يقاطع «جو» المرة تلو الأخرى مما دفع بمدير الندوة الصحفي في شبكة فوكس نيوز كريس والاس إلى الطلب منه مراراً وتكراراً أن يفسح المجال أمام بايدن بالكلام.
وتابع «أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة».
وقال ترامب من على منصّة المناظرة في كليفلاند بولاية أوهايو مخاطباً نائب الرئيس السابق «أنت لا تمتّ إلى الذكاء بصلة، جو. 47 عاماً ولم تفعل شيئا».
من جهته قال ترامب «لم تكن لتقوم بالعمل الذي أنجزناه».
ورد بادين «أن أعلم ما يجب القيام به في حين أن الرئيس ليس لديه أي خطة».
وجرت المناظرة بحضور جمهور محدود بينهما السيدة الاميركية الأولى ميلانيا ترامب وجيل بايدن زوجة المرشح الديمقراطي.
ورغم أن أثرها على الانتخابات يبقى محدودا، فإن المناظرات غالبا ما ترتدي أهمية كبرى في الحملة الانتخابية منذ المناظرة الأولى التي جرت قبل 60 عاما في شيكاجو بين جون اف كينيدي وريتشارد نيكسون،ومن المرتقب تنظيم مناظرتين أخريين في 15 و22 أكتوبر على التوالي في ميامي بفلوريدا وناشفيل في تينيسي.
وسيتواجه نائب الرئيس الأميركي الجمهوري مايك بنس مع المرشحة لمنصب نائب الرئيس من جانب الديمقراطيين كامالا هاريس في 7 أكتوبر في سولت لايك سيتي في ولاية يوتا.
قوال الأستاذ في جامعة ميشيجان والمتخصص في المناظرات الرئاسية آرون كال لوكالة فرانس برس «هذه المناظرة ستبقى إحدى أسوأ المناظرات في التاريخ».