«أنا بيروت».. مصمم أزياء لبناني يبيع فستانًا ب20 ألف دولار لدعم ضحايا انفجار المرفأ

«فستان من الحرير الأبيض، تظهر عليه سيدة تودّع طيورًا من نور تذهب إلى السماء»، هكذا اختار مصمم الأزياء اللبناني، نجا سعادة، حياكة فستانًا يعبر عن «ست الدنيا» بيروت، وكأنها سيدة تودّع أبناؤها الراحلين، الذين ارتقوا إلى السماء، بعد حادث انفجار مرفأ بيروت، 4 أغسطس.
صمم «سعادة» الفستان، ورسمت الفنانة التشكيلية، أدريانا الحاج، اللوحة التي تظهر في منتصف الفستان، قرر الثنائي تخصيص ثمن الفستان ليدخل في مزاد علني يعود ريعه للمتضررين من انفجار بيروت، بعد أن قدمته الإعلامية رابعة الزيات.
حصد فستان «أنا بيروت» مبلغ 125 مليون ليرة، ضمن مزاد علني عُرضَ على شاشة «الجديد»، وفي المراحل الأخيرة من المزاد انحصرت المزايدات بين مواطنين عربيين انتهى بفوز سيدة من الكويت به بعد أن رفعت المبلغ إلى 125 مليون ليرة، أي ما يوازي ال20 ألف دولار، وفقًا لصحيفة «الشرق الأوسط».
وعن الفكرة التي روادت «سعادة»، قال في تصريحات صحفية لجريدة «الشرق الأوسط»: «منذ حصول الانفجار الذي طالنا جميعًا من دون استثناء، إما ماديًا وإما نفسيًا أصبت بصدمة كبيرة. فحتى مشغلي في منطقة حرش تابت تضرر أيضًا بفعل الانفجار. وعندما استوعبت أننا كنا محظوظين أكثر من غيرنا وسلمت أرواحنا من هذه الكارثة؛ قررت القيام بمبادرة تساعد المتضررين وأهالي الضحايا. من هنا ولدت فكرة فستان (أنا بيروت) ليكون بمثابة قطعة فنية توثّق الحدث بطريقة فنية».
أما الفنانة التشكيلية، أدريانا الحاج، فقالت: «فمهما حاولوا تشويه صورتها فهي محفورة بذاكرتنا جميعًا (ست الدنيا) التي لا تموت. ولذلك؛ قررت أن أقلب الطاولة على التشوه الذي أصابها ورسمت بيوتها الحلوة الملونة وكأنه أعيد ترميمها. في حين ركنت إلى الطيور ووجه المرأة المتأمل لأترجم فكرة بيروت الأم التي تودع أبناءها الصاعدة أرواحهم إلى السماء».