حينما يشعر البعض بفراغ يبدأون فى إثارة بعض اللغط الذى لا يريدون له نهاية. موضوع لقب «نادى القرن» الإفريقى فى كرة القدم وصل حدًا عاليًا من التعاسة، لدرجة لن أتعجب معها إذا طالب أى ناد صومالى بهذا اللقب باعتبار أن الصومال تقع فى منطقة القرن الإفريقى.. البعض يحاول تكوين مظلومية وهمية، وهو نمط إعلامى شهير، مثل الذى يفعله تنظيم الإخوان الإرهابى مثلًا فى ادعاء مظلومية «رابعة العدوية».. خمس نقاط قد توثق للأمر.. والكلام لابد أن يكون باللوائح والأرقام وليس بحسب الهوى كى لا نُضحك علينا الناس داخليًا وخارجيًا أكثر من ذلك. 1- هذا التصنيف القارى تراكمى، بمعايير خاصة بالاتحاد الإفريقى، تقيس مسيرة الأندية خلال سنوات، وهو يعتمد على أن لكل بطولة ولكل دور بها وزنا نسبيا.. وقد وُضع التصنيف أصلًا لترتيب الأندية فقط لا غير، أما موضوع لقب «نادى القرن» فلم يكن وقتها فى الحسبان من الأساس. واللائحة أُعلنت بشكل واضح عام 1994. وأجريت عليها تعديلات عام 97 وفى العام قبل الماضى أيضًا، وكلها أُعلنت بوضوح كذلك. 2- فى عام 1994 كان ترتيب النقاط: (الأهلى 34، كوتوكو 32، كانون ياوندى 27)، وكان الزمالك فى المركز السادس ب19 نقطة. فلماذا قد يتآمر أى أحد على فريق يحتل المركز السادس؟!. وبالمناسبة فإن نادى «كوتوكو» الغانى وقتها كان أقل فى عدد البطولات من نادى الزمالك، ومع ذلك كان الثانى وليس السادس (كوتوكو فاز ببطولتين فقط، ولكنه لعب خمسة نهائيات). وقد اعترض كوتوكو بالفعل «رسميًا» عام 2001، واعتذر بعدها عن شكواه بعد مراجعة المستندات.. وبالطبع فإن نادى كوتوكو لم يعد ويزد فى الأمر لمدة 20 عامًا على طريقة التاجر المُفلس. 3- أى زيادة نقاط بأى نمط مما تطالب به جماهير الزمالك سترفع رصيده من النقاط لكنها سترفع رصيد كل الفرق أيضًا ومنها الأهلى، لأن الزيادات ستُطبق على كل أندية القارة، وسيظل الأهلى بطلًا للقرن بكل الطرق الحسابية (حتى بتطبيق لائحة ما بعد عام 97 على كل ما قبلها، وحتى بحساب البطولات الأفروآسيوية). أقصى تلك الحسابات ستصل بالزمالك إلى 44 نقطة، وسيكون الأهلى وقتها، بالحسابات نفسها 46 نقطة.. وبالمناسبة فإن البطولة الأفروآسيوية هى بطولة غير منتظمة، وخارج المنافسات الداخلية للاتحاد الإفريقى، فاز بها الأهلى مرة والزمالك مرتين. وهى لا تُحسب إلا حين تبحث عالميًا مثلًا عن الأندية الأكثر تتويجًا بالبطولات القارية. 4- من الأفضل جدًا لنادى الزمالك الآن، وللمصلحة الوطنية، أن يركز فى الملعب لتحسين ترتيبه الإفريقى فى القرن الواحد والعشرين (الزمالك الآن بالمركز السادس ب30 نقطة، والثلاثة الأوائل هم على الترتيب بالنقاط: الأهلى المصرى 72، مازيمبى الكونغولى 56، النجم الساحلى التونسى 52). 5- البطولات تُحصد بالتعب والاجتهاد والعرق والكفاح وليس بخمسة أمتار من القماش وبعض الكلمات التعيسة.. وعلى نادى الزمالك المصرى الاجتهاد فى الملعب إلا لو كان يخطط لخسارة لقب القرن الجديد أيضًا مع الاكتفاء بتعليق يافطة بعد مائة عام يقول فيها عن نفسه إنه نادى القرنين.. العشرين والواحد والعشرين!.
