ولد الرئيس الراحل محمد أنور السادات في 25 ديسمبر سنة 1918 بقرية ميت أبوالكوم بالمنوفية، والتحق بكتاب القرية ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ وحصل على الثانوية عام 1935. والتحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1938 وتم تعيينه في منقباد وفى 1941 اعتقل لأول مرة بسبب لقاءاته بعزيز باشا المصرى، فلما طلب منه الجيش قطع صلته بعزيز المصرى لميوله المحورية لم يستجب وأودع سجن الأجانب في فبراير عام 1942وخرج، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثف اتصالاته ببعض الضباط الألمان فاكتشف الإنجليز الأمر واعتقل ثانية في 1943واستطاع الهرب مع حسن عزت. وعمل أثناء فترة هروبه عتالا على سيارة نقل وفى أواخر 1944 انتقل إلى أبوكبير بالشرقية عاملا في مشروع ترعة رى عام 1945 ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وسقوط الأحكام العرفية عاد إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردات وانضم لجمعية سرية قامت باغتيال أمين عثمان رئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد إلى السجن في قرة ميدان ولعدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه وعمل مراجعا صحفيا بمجلة المصور حتى ديسمبر 1948ثم عمل بالأعمال الحرة مع صديقه حسن عزت وفى 1950 عاد إلى الجيش بمساعدة يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق وفى 1951 انضم للضباط الأحرار وتلاحقت الأحداث بسرعة من انتخابات نادى الضباط إلى مذبحة الإسماعيلية إلى اندلاع حريق القاهرة في يناير 1952 وفى 23 يوليو اندلعت الثورة. وفى عام 1960 انتخب رئيسا لمجلس الأمة لدورتين حتى عام 1968وفى عام 1969 اختاره الزعيم جمال عبدالناصر نائبا له إلى أن جاءرئيسا لمصر خلفا لعبدالناصر واستمرت فترة ولايته 11 عاماً اتخذ خلالها عدة قرارات تاريخية خطيرة هزت مصر والعالم ومنها قراره إقصاء خصومه من رجال عبدالناصر«زي النهارده» في 15 مايو 1971 والذين وصفهم بمراكز القوى وسمى هذا الإقصاء بثورة التصحيح ثم قراره بحرب أكتوبرثم كانت القاصمة في معاهدة السلام وزيارةالقدس مما ألب عليه الرأى العام المصرى والعربى المناهض للتطبيع مع إسرائيل فضلا عن قراره الاستغناء عن 17000 خبير روسى إلى أن اغتيل في السادس من أكتوبر 1981. أما عن خلفية ثورة التصحيح فتقول إن الرئيس عبدالناصر حين اختار السادات نائبا له أثار هذا باقي رجال عبدالناصر إلى أن تولى السادات الرئاسة خلفا لعبدالناصر مما جعل رجال ناصرفي حالة ترقب وفي إحدى ليالي مايو 1971وبعد خلافات عديدة، أقال السادات وزير الداخلية شعراوى جمعة، وبعدها بساعات جاء رد رجال عبدالناصرعلى قراره، بتقديم استقالات جماعية بهدف إحداث فراغ دستورى وبثت الإذاعة خبرا عن استقالة 5 وزراء من منصبهم، على رأسهم وزير الحربية محمد فوزي، ووزير الداخلية شعراوي جمعة ووزير الإعلام محمد فائق. وبعد أقل من 48 ساعة، وفي خطاب للسادات أعلن عن اعتقال «مراكز القوى» وتشكيل أول وزارة تخلو من رجال عبدالناصر منذ ثورة يوليو 1952، وخلال الخطاب سرد «السادات» تفاصيل ما حدث معه ومحاولة إحداث فراغ سياسي، وأعلن تفاصيل التجسس عليه. وكان أول فصول هذه القصة في مساء الثلاثاء 11 مايو 1971، عندما حضر أحد ضبّاط إدارة الرقابة بوزارة الداخليّة، إلى منزل السادات، وطلب مقابلته، وقدّم له عدّة تسجيلات بين اثنين من مراكز القوى من نظام «عبدالناصر» يخطّطان خلاله للانقلاب عليه وبعد 4 أيام، قام «السادات» بما عُرف ب«ثورة التصحيح»، حيث قام باعتقال وإزاحة مراكز القوى الناصريّة عن الساحة، وعلى رأسهم؛ نائب رئيس الجمهورية على صبري، ووزير الدفاع محمد فوزي، ووزير الداخلية شعراوي جمعة، ووزير الإعلام محمد فائق، ورئيس البرلمان محمد لبيب شقير، وسكرتيررئيس الجمهورية سامي شرف، مُستعينًا بقائد الحرس الجمهوري حينها، اللواء الليثي ناصف، غير أن بعض الكُتّاب اعتبروا ما قام به «السادات» ليس «ثورة تصحيح» بالفعل، وإنما يمكن تسميته ب«تصفية حسابات». وأضاف السادات قائلا: «لن أفرط في الأمانة، لن أسمح بقيام مراكز قوى أبدًا سأتقدم للشعب لإجراء انتخابات حرة من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي وسأشرف بنفسي ولجنة قضائية في مكتبي، ومستشارين من وزارة العدل، للإشراف على كل صغيرة وكبيرة، بدءًا بتوزيع التذاكرمن الوحدة الأساسية، لكي نأتي باتحاد هو الذي يمثل شعب 9 و10 اللي صنع هذا التاريخ. وانعقدت محكمة استثنائية لمحاكمة أعضاء مراكز القوى بتهمة محاولة قلب نظام الحكم وصدر حكمًا بالإعدام ضد بعضهم، لكن السادات خفف الحكم إلى السجن لمدد متفاوتة، وقضى بعضهم المدة كاملة في السجن، وأفرج عن آخرين لأسباب صحية وفي 1978، صدر قرار رئيس الجمهوريّة، رقم 119 في نفس العام، بإنشاء مدينة على بُعد 35 كيلومترًا من القاهرة، جنوب شرق حلوان، سُميت مدينة «15 مايو» تيمنًا ب«ثورة التصحيح»، كما وصل كوبري يحمل نفس الاسم بين ميدان سفنكس، عابرًا فرعي النيل عند الزمالك وأبوالعلا، بطول 4.5 كيلومترًا، حتّى يستقرُّ في بولاق.