«المنايفة إيد واحدة».. أهالي قرية يصطفون لاستقبال ممرض متعافى من كورونا

اصطف العشرات من أهالي قرية كفر فيشا الكبرى بمركز منوف من بداية قريتهم وحتى منزل محمد عبدالفتاح رجب، ممرض معهد الأورام المتعافى من فيروس كورونا، وبمجرد وصوله إلى القرية بدأ التصفيق له وإعطاؤه شهادة تقدير.
وأكد محمد عبدالفتاح ل«المصري اليوم»: «أعمل ممرض بمعهد الأورام من ذ8 سنوات وأصبت بالعدوى بفيروس الكورونا عقب مخالطة زميل لنا مصاب، نُقلت له العدوى من طفلة، ولم نكن نعلم بإصابتها بالكورونا، وعقب مخالطتنا لها انتشرت بيننا العدوى وجاءت نتيجة تحليل ما يرقب من 20 ممرص إيجابية، وأنا من بينهم».
وتابع محمد: «تم نقلي عقب ظهور إيجابية التحليل إلى مستشفى العزل بالعجوزة، وقضيت بها 9 أيام، وتم عمل نسختين أخريين لي، وجاءت نتيجتهما سلبية حتى خرجت اليوم بعد تمام شفائي».
وأضاف محمد قائلا «كنا بنتعامل بطريقة كويسة جدا، وكانوا يعطوننا علاج أنفلونزا الخنازير والملاريا وعلاج للمعدة وعلاج للسخونية مرتين يوميًا، والحمد لله تم شفائي.. كنت أنا وثلاثة آخرون داخل غرفة كبيرة، وبيننا مسافة كبيرة، وكان بحانبي شخص قادم من ألمانيا، وكانت حالته صعبة جدًا، إلا أنه تحسن بعد فترة من العلاج، وكنا نقضي يومنا في الصلاة وقراءة القرآن، وكان التليفزيون هو وسيلة الترفيه لنا، أما عن الطعام المقدم لنا فهو وجبات صحية جيدة ونظيفة ومغلفة».
وقال: «على الرغم من فرحتي بشفائي، إلا أن ما حدث في الدقهلية أخافني من ردة فعل أهل قريتي، وفكرت جديا ألا أعود إلى القرية، إلا أن اتصال أحد أصدقائي بي طمأنني، خاصة أنه أخبرني بأن أهل القرية يتفهمون وضعي ويدعمونني.. كنت خايف ينبذوني ويتنمروا عليا إلا أنني فوجئت بهم يدعمونني، ويتصلون بكثرة، وعقب وصولي فوجئت بحفاوة الاستقبال وبكيت بشدة في منتصف طريقي لبيتي، وهم يقفون لاستقبالي ودعمي ويصفقون لي».
من جانبهم أكد عدد من أهل القرية أنهم وقفوا لاستقبال ابن قريتهم المتعافى لتدعيمه معنويًا، وتعبيرا عن امتنانهم له لرفضه المجيء إلى القرية عقب معرفته بوجود حالات إيجابية بالمرض، واحتمال أن يكون مصابًا مثلهم، خوفا من نقل العدوى.
وأكد الأهالي أن ما حدث بالدقهلية ناتج عن قلة وعي، وأنه لابد من دعم المتعافين ورفع روحهم المعنوية، لأن جميعنا معرضون للمرض.