د.مجدى صابر رئيس دار الأوبرا فى حوار خاص ل «المصري اليوم»: بعض النجوم تبرعوا بأجورهم لإحياء حفلات «الموسيقى العربية»

كشف د.مجدى صابر، رئيس مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، ورئيس دار الأوبرا عن كواليس المهرجان، الذى اختتمت فعالياته مؤخرا، وأكد أن بعض نجوم الغناء تنازلوا عن أجورهم لإحياء الحفلات دعما للمهرجان، ولنشر الفن الهادف الذى تحافظ الأوبرا على تقديمه من خلال المهرجانات الغنائية التى تقيمها، ويتمنى أن يصبح «عدوى» تنتشر بين الجمهور فى مواجهة الفن الردىء، وقال «صابر» فى حوار ل«المصرى اليوم» أن الكينج محمد منير لم يتلق أجرا من المهرجان عن إحيائه حفل الافتتاح، بينما حالت ظروف الفنان كاظم الساهر دون المشاركة، لافتا إلى عدم صحة ما أثير حول وجود تذاكر لم يتم بيعها فى الوقت الذى أعلنت فيه إدارة المهرجان عن نفادها بالكامل، وتحدث «صابر» عن صعوبات إقامة المهرجان بميزانية لم تزد عن العام الماضى، إلا أنه أثنى على مجهودات وزيرة الثقافة ورئيس مجلس الوزراء لتذليل العقبات ودعم المهرجان، كما أكد أن تأخر إذاعة الحفلات عن موعد انطلاقها كان بسبب التليفزيون أو بمطلب بعض النجوم عدم بثها.. وإلى نص الحوار:
 
■ لنبدأ من الدورة 28 لمهرجان الموسيقى العربية، من كان وراء ترشيح الكينج محمد منير لإحياء حفل الافتتاح؟
- للعام التالى على التوالى أترأس مهرجان الموسيقى، وصراحة مديرة المهرجان جيهان مرسى هى صاحبة الاقتراح بأن يحيى «الكينج» الافتتاح، وتناقشت فى الأمر مع وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم التى تحمست جدًا، وبدأت المفاوضات منذ شهرين تقريبًا، واجتهدت «جيهان» كثيرًا فى اختيار برنامج مميز للفرق الموسيقية والمطربين سواء العرب أو المصريين، من أنغام لأصالة لوائل جسار وعاصى الحلانى وهانى شاكر والحجار ومدحت صالح والحلو وغيرهم.
■ هل حقيقى ما تردد أن محمد منير تبرع بأجره كاملًا؟
- محمد منير لم يوقع عقدا رسميا للغناء فى مهرجان الموسيقى العربية هذا العام، وهى المرة الأولى التى يشارك فيها الكينج فى المهرجان، رغم إحيائه العديد من الحفلات فى الأوبرا، وبالفعل لم يحصل على مليم واحد كأجر، لكننا دفعنا أجور الموسيقيين من فرقته الموسيقية.
■ تردد أن «منير» عرض الغناء فى المهرجان بمبادرة منه ما صحة ذلك؟
- صراحة هو لم يتأخر فى تلبية الطلب ورحب وكان سعيد جدًا، و«منير» منذ فترة طويلة كان يقترح ويطلب الغناء فى الأوبرا، ولم يكن هناك فرصة لذلك على مدار سنوات، وحينما سنحت الأمور للطرفين كانوا على أتم الاستعداد.
■ واجهت العديد من التحديات فى الدورة 28، ماذا عنها وكيف تغلبت عليها؟
- للأسف هذا العام الميزانية فعليًا كانت أضعف من السنوات الماضية، وهناك بعض النجوم نشكرهم على عدم الحصول على أى أجور، وآخرون تقاضوا نصف أجورهم، وهو انطباع جيد جدًا، كنت أتمنى أن يكون للمهرجان العديد من الرعاة، لكن للأسف لم ننجح فى ذلك، خلاف بعض الفنادق الكبرى التى ساهمت بمنحنا عددا من الغرف الفندقية لإقامة الضيوف، وأشكر الدولة ممثلة فى وزارة المالية، لأنها تقف إلى جانب المهرجان وتوفر له متطلباته، وهذا العام حققنا إيرادا من التذاكر يقترب من 9 ملايين جنيه، رغم استقرار أسعار تذاكر الحفلات مقارنة بالعام الماضى، ولم تتحرك إلا بمعدلات ضعيفة جدًا، وتلك أزمة أيضًا لأن النجوم أجورهم مرتفعة مقارنة بأسعار التذاكر.
■ ماذا عن أسعار التذاكر وفئاتها؟
- فى المسرح الكبير أعلى تذكرة ب1300 جنيه والأقل ب500، لكن هناك حفلات ب75 و100 جنيه فى المهرجان بكافة المسارح الأخرى، وما أؤكد عليه أن 4 أو 5 حفلات فقط فى المهرجان يصل فيها السعر ل1300 للمطربين «السوبر ستار»، ورغم ذلك لا نغطى نصف التكلفة، وبالتالى هناك دعم كبير ما زال على التذاكر.
■ وإذا تحدثت عن الإيجابية الأهم فى هذه الدورة؟
- الإقبال الجماهيرى هو الأبرز على مسارح الجمهورية ومعهد الموسيقى العربية ودمنهور، ونفاد تذاكر معظم الحفلات، وحصلت على إشادات بالتنظيم وشكل المسرح والديكور والإضاءة والاهتمام بالشباب، وأكثر ما أسعدنى استمتاع الجمهور بكافة الحفلات على مدار ال12 ليلة.
■ حدثنا عن التطورات التى أحدثتها تقنيًا وفنيًا قبل المهرجان؟
- الديكور للمهندس محمود عجاج كان عالميا ومختلفا، وكذلك أحدثنا تطويرا على أجهزة الإضاءة والصوت، والحمد لله كل العاملين فى الأوبرا عاشقون لها ويخلصون فى عملهم ويقدمون أفضل ما لديهم.
■ البعض نشر عدم نفاد تذاكر بعض الحفلات رغم الإعلان عن نفادها؟
- بالفعل هذا الأمر كان مثار تساؤل، وأرد على ذلك بأننا لا نحصل على التذاكر لأنفسنا ولا «نخبئها»، للحفل الواحد يدخل 80 ألف شخص أون لاين لحجز 1000 كرسى فقط، وهو أمر يزعجنى أن كثيرين لا يستطيعون الحجز والحصول على التذاكر، لكن سعة المسرح محدودة وإن شاء الله مع افتتاح الأوبرا الجديدة سيتم حل هذه الأزمة.
■ ماذا عن الدعم الذى قدمته وزيرة الثقافة للمهرجان؟
- من أهم عوامل نجاح المهرجان وجود وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم التى تعمل على إزالة كافة العقبات، وتضيف لنا من خبراتها و«استشاراتها دائما فى الجول»، وطلبت منها زيادة فى الميزانية وعززتها، والحمد لله ليس هناك أزمات مالية على الإطلاق، وقتما نطلب من وزارة المالية توفر الدعم، وأشكر رئيس الوزراء على دعمه لمهرجانات الأوبرا من القلعة مرورا بالمهرجان الصيفى وصولا إلى الموسيقى العربية، لا يبخلون علينا فى أى دعم سواء لحفلات أو لأسباب فنية.
■ هل قصدت أن يكون هذا العام المشاركة الأعلى للمطربين الشباب؟
- هى سياستى منذ أن توليت رئاسة الأوبرا دعم الشباب، وفى كل حفل على كافة المسارح قدمنا موهبتين شابتين كل ليلة، تفاعل معهما الجمهور جدًا، وهو نهج اكتسبته من وزيرة الثقافة ومن د.جيهان مرسى، وهذا العام غنى مع المطرب مدحت صالح شاب من ذوى الاحتياجات الخاصة لأغنية «رافضك يا زمانى» وصاحبتها إشادات كبرى.
■ كيف ترى الانفتاح السعودى وتفريغ الموسيقيين من دار الأوبرا للمشاركة فى حفلاتهم وتدريس الموسيقى هناك؟
- الانفتاح السعودى أمر إيجابى بدون شك وتأخر كثيرًا، ونتمنى أن يحدث حراكا موسيقيا وثقافيا فى كافة الدول العربية وتنظيم مهرجانات لتوجيه الشباب وتأثيرهم من خلال القوة الناعمة، وإن كان ذلك يتسبب لنا فى ضرر كونهم يستعينون بعدد كبير من الموسيقيين والفنيين المصريين التابعين للأوبرا، وإن شاء الله لدينا بدائل لهذا الأمر، وحرصنا على رفع مستوى معيشة الفنانين التابعين للأوبرا خلال العامين الماضيين، لمواجهة مثل هذه التحديات، لأن الدول العربية تدفع مقابلا جيدا للفنان، ورفعنا نسبة المكافآت على الأنشطة، ونحن لدينا إدارات محترفة تواجه مثل هذه المشاكل، ومؤخرًا فتحت باب استقطاب المبدعين فى كافة المجالات داخل دار الأوبرا من العناصر الشابة لمواجهة حالة التفريغ التى قد تحدث فى أى وقت.
■ وكيف ترى انتشار وبناء أكثر من أوبرا ومعاهد للموسيقى فى الوطن العربى؟
- مصر تمتلك القاعدة الأكبر من الفنانين والفنيين لديها «المطبخ» وليس مجرد مبنى لأوبرا ضخمة ولكنها تتمتع بعمالة محترفة محلية.
■ لماذا لا يغنى كاظم الساهر وشيرين وحماقى وغيرهم فى المهرجان؟
- هذا العام طرح اسم كاظم الساهر بالفعل لكن مواعيده وانشغاله بتعاقدات فى نفس توقيت المهرجان حالت دون وجوده، وسيتواجد العام المقبل، ونحن لا نمانع وجوده فهو نجم كبير، والأوبرا ليس لديها حظر على أى مطرب، إلا لمن يقدم فنا هابطا.
■ برنامج المهرجان به ثوابت لماذا لا نجدد فيه؟
- قدمنا 12 يوما، 50% وجوه جديدة، والجزء المتبقى يكون لنجوم تطلبها الجماهير فهل يمكن تنظيم مهرجان بدون هانى شاكر أو الحجار أو مدحت أو الحلو، هم نجوم كبار وحفلاتهم مباعة، من أحسن منهم حتى أستعين بهم؟، وإلى جانبهم أصالة وأنغام ومنير وعاصى ووائل جسار، الجمهور هو من يقول كلمته، هل تذاكر هؤلاء المطربين تنفد أم لا؟.
■ 12 شخصية مكرمة، على أى أساس يتم اختيارهم، وكذلك المطربون الشباب هل هناك مجاملات كما يقول البعض؟
- هناك لجنة استشارية ضخمة تضم مجموعة من أكبر الملحنين والشعراء والمتخصصين فى الغناء منهم حلمى بكر وجمال سلامة وهانى عبدالكريم وأمجد منير ومحمد رحيم ومحمد منير وماجد سرور، حسن شرارة ليس هناك أى مجال للمجاملات على الإطلاق، الرأى يجب أن يكون بالإجماع.
■ ما الذى تقدمه الأوبرا لمواجهة الفن الهابط؟
- الأوبرا تلعب دورا كبيرا فى الوقت الحالى بالتماسك لتقديم الفن الهادف والمميز، ويجب أن تجذب كما أكبر بكثير من الجماهير التى تهتم بها رغم محدودية المسارح، نحتاج إلى مضاعفة الجماهير لتكون «عدوى» بأن يستمعوا للفن الجيد، وننظم حفلات دورية لفصول مركز تنمية المواهب وحفلات ما تينيه لطلاب المدارس.
■ ماذا عن واحة الثقافة فى أكتوبر؟
- واحة الثقافة اقتربت من الانتهاء ومع توفير التمويل سيتم الإعلان عن تشييدها كاملة، وبالفعل تم انتهاء 7 مراحل منها، وتضم مسرحا كبيرا يضم 1200 كرسى إلى جانب القاعات والصالات ومراكز التدريب.
■ متى تحقق الأوبرا مكاسب من مواردها مثل الحفلات وتسويقها؟
- أحاول تحقيق ذلك، لكننا فى النهاية جهة ثقافية، هناك بعض الأنشطة نحقق منها مكاسب، والبعض الآخر نقدمه بدعم كبير لأننا كدولة مسؤولون عن نشر الثقافة والتوعية والفنون الراقية مثل موسيقى الكلاسيك وفن الأوبرا والباليه والموسيقى العربية والفنون الحديثة ليس هناك فرق أو أوبرات فى العالم، لا تحصل على دعم حكومى ومن المجتمع المدنى لمثل هذه الأنشطة، وشىء جيد جدًا بالنسبة لى تغطية تكلفة بعض الحفلات، وهذا العام نظمنا حفلات لنجوم البولشوى والتانجو و«أليس فى بلاد العجائب»، ونحضر لعرض جديد ل«عايدة» وباليه كليوباترا، والأوركسترا فى كل شهر يستقطب فنانين عالميين.
■ لماذا لا يتم تسويق الحفلات وتحقيق مكاسب من ذلك؟
- سعينا لذلك لكن دون استجابة، وأعتقد أن عرض الحفلات على التليفزيون المصرى شىء جيد، ومكسب كبير مشاهدة المصريين لتلك الفنون، ونحاول مع ماسبيرو لحل أزمة البروتوكول المرتبط به الطرفان، إما بالفسخ أو إيجاد حل لهذه الأزمة.
■ لماذا تأخر إذاعة الحفلات ساعتين عن موعد انطلاقها؟
- التليفزيون كان وراء هذا القرار ليس لى أى شأن به، وهناك بعض النجوم يرفضون إذاعة حفلاتهم، وهو حق لهم يشترطوه فى عقودهم، وآخرون يطلبون تسجيل الحفل وإذاعته فيما بعد.
■ وماذا عن القناة الخاصة بالأوبرا على اليوتيوب؟
- لدينا بالفعل قناة على اليوتيوب ولكن نحتاج لراع حتى يتم تمويلها وتحقيق مكاسب منها.