مخاطر.. الغياب العربى

خسرت كثيراً عندما لم أحضر الندوة التى حاضر فيها عميد السياسيين والدبلوماسيين العرب، معالى أحمد أبو الغيط، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، وكان محورها «التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين».. ذلك أن معاليه «يعرف كثيراً»، ولذلك يهمنا نحن كل العرب «أن نفهم» ما يدور.. وأسباب ونتائج كل ما دار.. فقد قال معاليه إن الضعف العربى هو السبب فى توغل إيران وتركيا فى المنطقة، ولولا غياب الدولة الوطنية لما أصبح لهما هذا التواجد وسط العالم العربى.. ومعاليه يرفض تعبير الربيع العربى.. الذى هو محاولة تدمير العالم العربى.. وما حدث فى العراق خير مثال، وبالذات عام 2003 من تحويل العراق إلى دولة ممزقة تغتالها المشاكل، وهو نفس ما استغلته إثيوبيا أيضاً مع مصر، إذ لولا ما حدث لنا عام 2011 وما تلاه لما أسرعت إثيوبيا فى زيادة طاقة سد النهضة من 14 ملياراً إلى 74 مليار متر مكعب.. وأيضاً لما ضربت إسرائيل بعرض الحائط التسوية السلمية للقضية الفلسطينية.. وسبب كل ذلك هو: الفراغ العربى، بل الغياب العربى.
وعاد أمين عام الجامعة العربية إلى التأكيد على أن ما حدث عام 2011 فى المنطقة أدى إلى انزواء مفهوم الدولة الوطنية وتهديدها بالخراب.. وأن منطقة الشرق الأوسط ضربت ضرباً مبرحًا، وكانت بدايته الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 ونتج عنه أيضًا فتح شهية الكثير من الدول - المجاورة بالذات - لملء فراغ غياب الدولة الوطنية.. وكان ذلك بداية الممارسات التركية والإيرانية، ولذلك يتساءل معالى أبوالغيط: هل بعد ذلك نطلق عليها: الربيع العربى.. أم هو يا ترى الدمار العربى؟! وهنا أعلن أبوالغيط متسائلاً: هل يدرى أى عربى كم سيدة سورية تم اغتصابها.. وعددهن يصل إلى 98 ألف سورية، وهل ندرى حجم الدمار الذى نزل بمدن حلب وحمص وحماة.. وحتى الموصل وما هو حولها تم تدميرها بالكامل؟.
ثم من قال إن الإخوان تراجعت قوتهم؟.. وماذا عن تواجدهم فى تونس؟، وهل ندرى أن 6 آلاف مقاتل بين داعش هم من تونس التى يتواجد فيها الإخوان بكل قوة؟.. ويقول معالى أبوالغيط: لقد ركز الإعلام على القضايا الإقليمية، بينما المخاطر تحيط بالعالم، مثل ارتفاع منسوب مياه المحيط الأطلنطى، وتوقعات غرق مساحات هائلة من العالم، ومخاطر عودة المواجهة بين القوى العظمى وحرب المعلومات، وأن الأمطار عندما انخفضت انخفض محصول القمح فى سوريا ونزح الناس إلى المدن بحثًا عن العمل والغذاء.
■ ■ وفى رأيى، فإن من أخطر ما أثاره معالى أحمد أبوالغيط هو تسليح الذكاء الاصطناعى، وما يمكن أن يسببه ذلك فى تدمير العالم.. والبداية تلك الطائرات بلا طيارين «الدرون»، ولكننى أضيف عليها: ماذا لو تم تسليح الروبوت صوفيا ونشأت جيوش «ولا المغول» من الروبوتات.. بلا رحمة ولا قلب .. وما تأثير ذلك على تقدم واستمرار الجنس البشرى؟؟.
كانت كلمات أمين عام جامعة الدول العربية رسائل للعالم.. بل لعقلاء العالم.. حماية للبشرية.