الأب رفيق جريش يكتب: الإعلام والانتشار الدولى

بمناسبة تعيين وزير دولة للإعلام والتنسيق بين الأجهزة المراقبة والمنسقة فى الإعلام، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية دور الإعلام فى تشكيل وعى المواطن، وعرض جميع الآراء والاتجاهات، والاطلاع على الرأى الآخر، فضلًا عن ترسيخ القيم والثوابت المجتمعية، ومكافحة وعزل الفكر المتطرف، فى ظل التطورات والمستجدات على الصعيدين الوطنى والدولى.
ووجه الرئيس، وزير الدولة للإعلام، بتعزيز تلك الرسائل من خلال صياغة السياسات الإعلامية ذات الصلة وتحقيق التنسيق والتناغم داخل المنظومة الإعلامية، بما فيها الهيئات والمؤسسات الوطنية المنظمة للصحافة والإعلام. جاءت تصريحات الرئيس من خلال اجتماعه مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وأسامة هيكل وزير الدولة للإعلام.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس وجه أيضًا بتدعيم مفهوم «الإعلام المحترف» فى إطار منضبط لمواكبة التطور الكبير الذى طرأ على مجال الإعلام فى العالم، ليكون قادرًا على درء مخاطر انتشار الشائعات، والتفاعل السريع مع وتيرة الأحداث الإقليمية المتصاعدة فى المنطقة مع الالتزام بتطبيق المعايير المهنية الإعلامية، والتركيز على شريحة الشباب والأجيال الناشئة بما يسهم فى جهود الدولة لبناء الشخصية والإنسان المصرى.
وأضاف المتحدث الرسمى أن هيكل استعرض استراتيجية الإعلام فى ظل التطورات الإقليمية والدولية، متضمنة المحاور والخطوات على المديين القريب والبعيد، وذلك فى إطار سياسة إعلامية تهدف إلى تحقيق مزيد من الانفتاح على جميع القوى والأطياف السياسية، فضلًا عن تعظيم تأثير الإعلام المصرى محليًا وإقليميًا، ونقل الصورة الواقعية لمصر وتاريخها وحضارتها، ورفع حالة الوعى المجتمعى، بالإضافة إلى التوعية بأهم المشروعات القومية والتنموية التى تشهدها مصر حاليًا.
وأوضح وزير الدولة للإعلام تطلع الوزارة لتحقيق الاستفادة المثلى من القدرات والخبرات البشرية التى تزخر بها مصر فى مجال الإعلام، وتعزيز آليات ومعايير الانتقاء والتدريب والتطوير المؤسسى للكوادر الوطنية.
المؤسسة الإعلامية تلعب دورًا مهمًا ومحوريًا فى الحياة العامة والحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، فالإعلام ببساطة هو القلب النابض (لإثراء المعرفة لدى الشعب)، حيثُ يتوجب على الإعلاميين أن يعززوا من تحملهم لمسؤولياتهم تجاه المجتمع والوطن؛ للنهوض بالأداء التنموى العام والابتعاد عن المجاملات والتمجيد والمديح فى أحيان كثيرة.
وليعلم الإعلامى أنه يتعامل مع شعب ناضج فكريًا ومعرفيًا، ولم تعُد تلك المجاملات تنطلى عليه، والعالم والإقليم يُشاهد ويراقب الإعلام، وصوت الإعلامى يعبر عن شخصية وفكر وثقافة وتوجُّه الإعلامى، والواجب على الإعلامى الأمين والصادق المخلص أن يعمل على إحداث التطور والتقدم الملموس فى مجالات الحياة والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وغيرها. ولابد من الاهتمام بالمواد الإعلامية، بالإضافة إلى اختيار قيادات إعلامية متميزة مدربة، تملك إرادة التطوير، وتتيح الفرص للأفكار الجديدة والمبتكرة التى تجذب الجمهور، خاصة الشباب، ونحن نستطيع صناعة إعلام متطور قادر على المنافسة، وذلك من خلال إثراء وزارة الإعلام بالكوادر والمثقفين والمفكرين والنخب.
الإعلام له دور مهم فى تنمية وعى المجتمع بالأحداث حول العالم، أصبح العالم قرية صغيرة بفضل النقل المباشر للأحداث الجارية حول العالم، وتعدّ وسائل الإعلام ركيزةً أساسيّة وعمودًا فقريًا مهمًا لتنوير الأمة حول مجموعة من القضايا والمعلومات التى لا تُحصى ولا تُعد.
لقد حان الوقت أن يكون لمصر قناة إخبارية فضائية على غرار «فرانس 24» و«بى بى سى» وغيرهما باللغات المختلفة، خاصة الإنجليزية والفرنسية، فهى ستكون حلقة الوصل بين مصر والعالم.. خاصة إفريقيا.. تكون على أعلى مستوى فنى ولغوى، تحترم سياسة بلادنا وتشرحها للعالم، والاقتصاد والآثار والثقافة والفن والسياحة ستكون حاضرة فى هذا العالم.