بدَت نورا سعد قلقة جدًا، لقد كررت الاتصال على زوجها، محمد عبدالحى، أكثر من مرة، موضحة: «كنّا متفقين نتغدا مع بعض»، لترد أختها: «انزلى يا (نورا)، تعالى المحل لجوزك، أصله متعور، مضروب بالنار»، وحين نزلت «نورا» من منزلها، فى أبوالنمرس بالجيزة، متجهة إلى المحل، على بُعد خطوات، كانت مقتنعة بإصابة زوجها. وبوصول الزوجة وجدت دماءً غزيرة تغرق أرضية محل السوبر ماركت، فلم تعد تسأل: «محمد جرى له إيه؟!»، عرفت على الفور أنه قُتل برصاصات الغدر، موضحة: «(محمد) منع- قبل 3 سنوات- جارهم (مراد. ج) وشقيقه (أحمد) من الاعتداء على أخت صديقه لخلافات بسبب النسب». مضت «نورا» إلى المستشفى، وأيقنت أن زوجها لفظ أنفاسه على الفور بعد إطلاق الرصاص عليه، موضحة: «(مصطفى)، الكاشير بالمحل، سحبه إلى الداخل، بعد تلقى الطلقات فى صدره وساقه وكتفه، وأعطاه كوبًا من العصير، وفاضت روحه». صرخت الطفلة «لمى»، ذات السنوات الثلاث، ابنة المجنى عليه، وقالت لأمها: «بابا مات يا ماما؟ مش هيجيب لى المرجيحة وحاجات حلوة!»، ردت الأم بألم اعتصر قلبها: «هو راح الجنة يا حبيبتى، وأنا هجيب لك كل حاجة»، ثم نظرت إلى ابنتها الرضيعة «فيروز»، وصرخت: «دى لسة لحمة حمرا، عمرها 15 يوم، أبوها كان بيعمل لها العقيقة». صاحب القلب الطيب، شهيد لقمة العيش، كما يلقبه أهالى منيل شيحة، قُتل، مساء الإثنين الماضى، وهو يتسلق سلمًا ليسحب أكياس الحلوى ليقدمها لابنته، قبل ذهابه إلى منزله، حيث باغته «مراد. ج» بطلقات رصاص من بندقية خرطوش، مستعينًا ب«معروف. ر» و«سيد. ق»، مُدجَّجين بالسلاح، لتأمين خطة هروبه- حسب مصطفى صبحى، كاشير المحل، شاهد العيان، موضحًا: «الحادثة لم تستغرق 60 ثانية، المتهم الأول أمطر (محمد) بالرصاص، ولاذ بالفرار ب(توك توك) مع المتهمين الآخرين، وكلهم كانوا مُلثَّمين». لم يكن لدى المجنى عليه أحلام مستعصية عندما قرر، قبل 3 سنوات، أن يفتتح «السوبر ماركت»، برفقة صديقه «مصطفى»، وكان يحلم أن «يجمع مصاريف بيته بالكاد»، لكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن، بوصف شادية سيد، والدة الضحية، التى قالت: «ده ابنى الولد الوحيد على 4 بنات، كان بيصرف علىَّ وعلى بيته، عمره ما حرمنى من شىء». فى منزل ابنتها الكبيرة بالمنوفية، كانت تجلس «شادية» عندما تلقت اتصالًا بمقتل ابنها، موضحة: «مش مصدقة ان ابنى الوحيد اتقتل، المتهم الأول انتقم منه علشان دافع عن واحدة ست!». زوجة المجنى عليه، التى جلست على سريرها، والنساء حولها لمواساتها فى مصابها، تعاود حديثها: «الناس داخلة وخارجة عليّا يقدموا العزا بدل التهنئة على المولودة الجديدة (فيروز)!»، تتذكر آخر كلمات الزوج الضحية، قائلة: «كان بيقول لى: (لمى) و(فيزوز) هدية السما لى». وليد حنفى، مالك المحل الذى شهد الواقعة، ابن عم المتهم الرئيسى، سمع أصوات إطلاق النيران من داخل مسكنه، فهرع إلى ناحية المحل، وتوقع من فوره ما حدث، موضحًا: «(مراد) قتل (محمد)، مافيش غيره يعمل كده»، وأبلغ أجهزة الأمن، التى حضرت على الفور، وعندما سألوه: «اشمعنى (مراد)؟!»، أجاب: «(مراد) ضرب أختى من 3 سنين، وصديقى (محمد) تصدى له». «عقب دفاعه عن شقيقتى، قال له المتهم: (همَوِّتك يا محمد يا عبدالحى، مش هخلِّيك عايش تانى»، يروى صديق المجنى عليه أن المتهم «مراد» وشقيقه «أحمد» تربصا بعامل «السوبر ماركت»، وانتظرا خروجه من فرح، «وضرباه بسكين عند أذنه». وتفاقمت الأمور حين أطلق «مراد» وأخوه النيران على «وليد» وشقيقه، وأُصيبا بطلقات فى الظهر والرأس، ونجيا من الموت بأعجوبة، فيحكى صديق المجنى عليه: «الشرطة ضبطت شقيق (مراد)، والقضاء حكم عليه بالسجن 3 سنوات، وظل (مراد) هاربًا من تنفيذ عقوبة مماثلة». «كان ينوى مصالحتهم»، يستكمل ابن عم المتهم الرئيسى، قائلًا: «كان (محمد)، الله يرحمه، ينوى، عقب خروج نجل عمى (أحمد) من الحبس، أن يتم التصالح معهم».