كان الجزء الشمالى من الصومال غيرمعترف به عام 1884وهو يعرف حاليا باسم أرض الصومال وقد حطت به قوافل الاحتلال البريطانى في ذلك العام وفى يناير 1904م هاجمت قوات الاحتلال البريطانى قوات الدراويش والتى كانت تحت قيادة الزعيم الصومالى «سيد محمد بن عبدالله» الذي كان يلقبه البريطانيون ب«الملا المجنون». وقد استمر الملا في محاربة الاستعمار البريطانى للصومال حتى سنة 1920 ما حدا ببريطانيا أن تستخدم القصف الجوى لمواقع الثوار ثم جاءت وفاة الملا لتضع حدا لثورته الإسلامية. وكان الشطر الجنوبى من الصومال يرزح تحت الاحتلال الإيطالى بدءا من 1889، ونال استقلاله في 1/7/1960 وأرادت الجماهير تحقيق الوحدة بين الشطرين وكانت جيبوتى قد نالت استقلالها في 1/7/1977، وآثرت الاستقلال (خارج نطاق الصومال) فيما ظل الشطر الغربى تحت سيطرة إثيوبيا وقد ظل أقصى الجنوب الصومالى تحت الوصاية الكينية وبعد الوحدة الصومالية عام 1960 ثار الشعب الصومالى ضد الحكومة الكينية لتنفيذ ما كان متفقا عليه وأقيم استفتاء شعبى سنة 1963م ووافق الشعب الصومالى في تلك المقاطعة على الوحدة ولم تنفذ كينيا القرار، وقامت الشرطة الكينية بقمع المظاهرة المناوئة للاحتلال الكينى إلى أن قام اللواء محمد سياد برى بإنقلاب في 1969 بعد اغتيال الرئيس عبدالرشيد على، وقد امتد حكم برى حتى 1991 وتبنى النظام الشيوعى وخاض حربا مريرة ضد إثيوبيا لاستعادة إقليم أوجادين الصومالى منها وفشل، اتسم عهده بالدموية وسلطة الرجل الواحد وقام بحرب إبادة جماعية في بعض الأقاليم التي تريد الانفصال وأصدر الكثير من قرارات الإعدام لمعارضيه، فأعدم نائب الرئيس الصومالى بتهمة الانقلاب عليه وخمسة من كبار الجنرالات في الجيش وحكم الصومال من خلال حزب أسسه بنفسه وهو الحزب الوطنى الاشتراكى الثورى واستأثر لنفسه بالمناصب المهمة فكان رئيسا للدولة وقائدا للجيش وزعيما للحزب الحاكم ورئيسا للمحكمة العليا ورئيسا للجنة الأمن والدفاع في الحزب، إلى أن أطاح به انقلاب عسكرى «زي النهارده» فى 27 يناير 1991 وقام به مجموعة من كبار قادة الجيش على رأسهم اللواء محمد فارح عيديد، وبعد هذا الانقلاب ذهب الرئيس سياد برى إلى نيجيريا وتوفى فيها عام 1995. بقى أن نقول إن اللواء محمد سياد برى من مواليد 6 أكتوبر 1919.