نحتاج إلى عبور اقتصادى كما عبرنا فى 1973 وحطمنا خط بارليف المنيع فى 6 ساعات. لماذا؟ لأننا خسرنا المعركة الاقتصادية فى آخر 60 سنة. كنا نفس حجم اقتصاد كوريا الجنوبية. أصبح الناتج المحلى الإجمالى لكوريا GDP 1500 مليار دولار، بينما مصر 250 مليار دولار. أى 6 أضعاف مصر لدولة عدد سكانها 50 مليون نسمة (بينما تعدينا ال100 مليون). وبالتالى زادت إيرادات حكومة كوريا إلى أن وصلت إلى 357 مليار دولار سنويا، بينما توقفت مصر عند ال50 مليار دولار سنويا حسب كتاب الحقائق العالمية the world factbook. فأصبحت كوريا قادرة على الصرف على التعليم والصحة والبنية التحتية أكثر من مصر. نفس الشىء مثل أى شركة أو أى أسرة زيادة الإيراد تجعل الأسرة أو الشركة قادرة أكثر على الصرف وتحسين مستوى المعيشة. بالمقارنة اقتصاد كوريا الشمالية كله الآن 40 مليار دولار (3% من كوريا الجنوبية) وصادراتهم 3 مليارات دولار (10% من مصر و0.5% من كوريا الجنوبية). الدول لا تبنى بالشعارات، لكن بالتخطيط والعمل والعزيمة والإصرار. نفس الشىء فى الصين وفى فيتنام وغيرهما من الدول. الصين وكوريا قامتا بالتخطيط والصناعة والصادرات وبجذب الكفاءات. ونفس الشىء الآن يحدث فى فيتنام. شركة سامسونج بدأت تفكر فى الاستثمار فى مصر وفى فيتنام فى نفس الوقت عام 2008. نجحت فى البلدين ولكن بحجم مختلف. فى مصر حققت نجاحا فى الصعيد وصادرات 700 مليون دولار سنويا. فى فيتنام تصدر الآن ب52 مليار دولار (74 ضعف ما يتم من مصر). كان لابد أن نضع الكفاءات لإدارة ملف سامسونج وغيرها من الشركات التى تحقق نقلة لأى بلد. كنت أعمل فى وزارة الاستثمار عام 2014 وجاءت لنا شركة سامسونج بخطة لنقل مصنع من ماليزيا لتصدير منتجاته إلى الجزائر وغيرها ولعمل مركز للبحث والتطوير ولفتح مصنع للأجهزة المنزلية. كانت لهم طلبات بسيطة عائدها كان كبيرا للدولة لكننا لم ننفذ. لماذا؟ لأننا لا يوجد عندنا الكفاءات التى تحسب ماذا سنكسب: كم جنيه سيدخل خزينة الدولة سنويا من كل مصنع جديد لسامسونج؟ كم فرصة عمل؟ كم دولار صادرات؟ الحسابات أساس النجاح. الحسابات أ و ب للنجاح، لكن وعينا ضعيف جدا فتضيع الفرص. ووصلت الآن صادرات فيتنام إلى 290 مليار دولار. إسرائيل استطاعت خلق صناعات تكنولوجية معتمدة على المهاجرين الروس المتعلمين وصناعات أخرى ووصلت بصادراتها إلى 62 مليار دولار (ضعف مصر بالرغم أن عندهم 10% من عدد سكاننا). ماذا يجب عمله؟ علينا بوضع خطة لتنمية صادراتنا من 30 مليار دولار إلى على الأقل 150 مليار دولار فى خلال 10 سنوات. لماذا؟ لأن ذلك سيفتح الباب إلى نمو فى الناتج المحلى الإجمالى، نمو فى فرص العمل، نمو فى إيرادات الدولة ونمو فى العملة صعبة. كم؟ لابد أن نحسبها. ولو مش عارفين نحسبها نجيب كفاءات تحسبها. عبور خط بارليف للاقتصاد المصرى يبدأ عند وضع خطة لتنمية صادرات مصر. نحن مقبلون على تغيير وزارى. يجب وضع الخطة ومع تعيين كل وزير جديد تكليف بدوره المحدد فى خطة العبور لكى تنهض صادرات مصر من 30 إلى 150 مليار دولار فى خلال 10 سنوات.
