زوجي مريض نفسي

أعتقد أن نسبة كبيرة من الأطباء النفسيين شاهدوا فيلم عقل جميل (بالإنجليزية: A Beautiful Mind ) هو فيلم أمريكي ظهر في عام 2001 عن قصة حياة جون فوربس ناش الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد.
حصد الفيلم العديد من جوائز الأوسكار .
الفيلم يتناول قصة جون ناش الذي يصاب بالفصام الذهاني الذي يجعله يعتقد أنه مكلف من سي أي ايه ( المخابرات الامريكية ) بفك رموز وشفرات .
لم يشغلني كما شغل النقاد والأطباء النفسيين أن الفيلم صور (الفصام الذهاني) schizophrenia بشكل صحيح أم لا .لكن ما شغلني هو كيف كانت زوجة جون ناش تتعامل معه أثناء مرضه النفسي .كيف تحملته وتفهمت طبيعة مرضه وإنتكاسات المرض وأشرفت على تلقيه العلاج ثم ذهبت معه لعمله في الجامعة تسانده وتنتظره بعد انتهائه من المحاضرات. كسرت هذه العلاقة الانسانية الراقية حدة الفيلم وأكسبته بعض الرومانسية .
سأنقل لكم المشهد المحبب لقلبي في الفيلم
«ناش: أثناء إلقاء خطاب القبول أمام جمهور جائزة نوبل خلال الحفل] لقد كنت أؤمن دائمًا بالأرقام وفي المعادلات والمنطق والعقل.ولكن بعد عمر هذه المساعي: أسأل ما هو المنطق حقًا؟ من يقرر السبب؟ لقد أخذني بحثي إلى المادي والميتافيزيقي والوهمي والعودة. لقد حققت الاكتشاف الأكثر أهمية في حياتي المهنية- أهم اكتشاف في حياتي. لا يمكن العثور على أي منطق أو أسباب إلا في معادلات الحب الغامضة. أنا هنا فقط الليلة بسببك
ناش: [النظر والتحدث إلى أليسيا زوجته ]
ناش: أنت السبب الوحيد أنا. أنت كل ما عندي من الأسباب.«
لكن هل يحدث ذلك في الواقع عندما تكتشف
الزوجة إصابة زوجها بمرض نفسي صعب كالفصام الذهني .
سأتكلم من من خلال الدراسات بجانب خبرتي العملية لأن الدراسات أغلبها أجريت في الغرب في أوروبا والولايات المتحدة .
العلاقة بين الزواج والمرض العقلي معقدة للغاية وهذه المسألة عادة ما تنشأ في الأمراض الذهانية. عادة ما يتم تشخيص الذهان في سن المراهقة المتأخرة والبلوغ المبكر. أو في الوقت من العمر الذي يتم فيه اتخاذ قرار الزواج، ومسألة ما إذا كان الزواج أو لا، وما إذا كان الزواج سيؤدي إلى تحسن أو تدهور في الذهان يواجه على قدم المساواة من قبل المرضى وأفراد أسرهم، وعلاج الأطباء النفسيين. ترتبط الاضطرابات العقلية ومشاكل الزواج ارتباطًا وثيقًا على الرغم من وجود جدل حول التسلسل.
في المجتمعات الشرقية مثل الهند، الاعتقاد بأن الزواج يمكن أن يشفي من الأمراض العقلية سائد جدا .
في المجتمعات الغربية مثل أوروبا يمكن أن يكون الزواج بمثابة حدث حياة مرهق ويعجل ببدء أو انتكاس المرض العقلي. ويمكن أن يؤدي سوء التكيف الزوجي أيضًا إلى ظهور أعراض المرض العقلي أو انتكاسه.
و المجتمعات الغربية تعتمد على البحث والدراسة وليس المعتقدات .
و بما أننا من المفترض أن نشجع العلم والبحث نذكر للمريض وأهله هذه النقطة أن الزواج ليس أمر هين وأن من الضرورة إبلاغ شريكك في الحياة بطبيعية مرضك النفسي .
من خلال الخبرة العملية تخفي كثير من الأسر إصابة أبنائهم بمرض نفسي وترفض كثير من الفتيات الارتباط بمريض نفسي .
البعض يقرر المجازفة والتضحية والقبول وتحمل تبعات المرض ورأيت نموذج مشابه للفيلم نموذج زوجة المريض التي تساهم في شفاء زوجها وتضبط له مواعيد أخذ الدواء وتأخذ له الإجازات من عمله وتبذل الغالي والنفيس لكي تحافظ على شكله أمام أهله والمجتمع .
نماذج لسيدات مصريات وعربيات أنحني لهم إحتراما ويعجز لساني عن شكرهم .
الخلاصة شكرا لكل زوجة رضيت بالزواج من مريض بالذهان رغم معرفتها بطبيعة المرض وأكملت معه حياتها في مواجهة وتحدي المرض وساهمت بحبها له وإخلاصها في المساهمة في تحسن حالته .
طبيب نفسي جامعة عين شمس