من بين الجماهير السمراء التي أتت من كافة أنحاء القارة لمؤازرة منتخبات بلادهم، وقفت فتاة ذات بشرة «خمريّة» تكسوها ابتسامة، ترتدي «تي شيرت» كرة قدم لأحد المنتخبات الأفريقية، فيما تُردد هتافاتهم، تطلق الزغاريد إن فازوا، وتواسيهم بالبكاء إذا وقعت الهزيمة، تعرّفك بنفسها، قائلة: «أنا سيدة القارة». المكان، جامعة القاهرة، أوائل عام 2013، كان بداية هيام الشابة «سحر عزازي»، صحفية، بكل ما يوجد في القارة الأفريقية، كما تقول ل«المصري اليوم»: «المصريين دايمًا مركزين على دول الشمال، ومش واخدين بالهم أن في بلاد تانية أقرب ليهم في الغرب والجنوب من حيث العادات والتقاليد، وفيهم صفات كتير تشبهنا زي الشهامة والطيبة والتعاون والدم الخفيف». تخرجت «سحر»، بنت محافظة الشرقية، في كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2015، ولولعها بأهل أفريقيا، التحقت بكلية الدراسات الأفريقية العليا، وحصلت على دبلومة السياسة والاقتصاد العام الماضي». «فرحة الطفل بيوم العيد»، هكذا عبّرت «سحر» عن اليوم التي تذهب فيه لمشاهدة المباراة برفقة أصدقاؤها الأفارقة، إذ تقول:«بركب معاهم الأتوبيسات، بنهيص طول الطريق، وبشغلهم أغاني مصرية و(بزغرط) لهم بيكونوا حابين يصوروني لأنها حاجة غريبة عليهم، غير أنهم بيعملوا حسابي في التذاكر والتي شيرتات وبيرسمولي العلم، علاقتانا أشبه بالعيلة، بلاقي نفسي معاهم». وتُضيف:«في المدرجات الجماهير بتتكلم بلغتهم المحلية عن وجود فتاة مصرية بتشجع فريقهم، الموضوع بالنسبة لهم كان محط انظار وإعجاب، بقوا يتفائلوا بوجودي وبيعاملوني أني واحدة منهم». وتكمل:«مع بداية العام الدراسي هنزل المدارس وهعمل محاضرات اعرف الأطفال بأفريقيا، في معظم مناهج الدول الأفريقية دروس بتتكلم عن الحضارة المصرية، فواجب علينا أننا نعرفهم زي ما هم يعرفونا». تختلف أمنيات «سحر» عن كثير من المصريين الذين يتمنون فوز المنتخب الجزائري في مباراة نهائي البطولة الأفريقية المرتقبة أمام السنغال، وذلك يرجع لعشقها الكبير لأسود التيرانجا، تقول:«السنغال لهم معزة خاصة أكتر صحابي منها، هحضر المباراة وبتمني أنهم يخدوا البطولة لأنه هيكون أول لقب في تاريخهم من أرض مصر». تحلم «سحر» بأن تطوف جميع بلدانها بالإضافة إلى أن يتم تنفيذ مشروعها التي تطلق عليه «البيت الثقافي»، وهو عبارة عن مركز يهتم بأطفال وشباب القارة لتعزيز هويتهم التي طغت عليها هويات أخرى، تقول:«من بين 6000 مشارك في مسابقة بجامعة القاهرة فاز مشروعي بالمركز الأول السنة دي وبتمني يخرج للنور».
