قال العالم المصري الدكتور فاروق الباز إنه عمل في دهان الحوائط «النقاشة» لمساعدة أسرته قبل الالتحاق بوكالة «ناسا» الأمريكية، مؤكدا أنه لا يزال حتى الآن حريصا على التعلم. أشاد «الباز» في ندوة على هامش فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، الأحد، بدور المكتبة الثقافي والتنويري، معقبًا: «أشعر بأمل عندما أحضر إلى المكتبة وأشاهد هذا الكم الهائل من الشباب». استعرض رحلته الدراسية منذ الالتحاق بكلية العلوم ثم تعيينه أستاذًا في أحد معاهد السويس في قسم الكيمياء رغم حصوله على الماجستير والدكتوراه في الجيولوجيا. أوضح أنه تقدم بطلب إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لنقله للتدريس في مجال دراسته، ولكن الموضوع لم يتم سوى بذهابه إلى وزارة القوى العاملة باعتباره عاطل. أضاف أنه عمل بإحدى شركات التنقيب عن البترول في البحر الأحمر، ونجح بفضلها في الحصول على تأشيره للسفر إلى فرنسا لمدة أسبوعين، موضحًا أنه حاول السفر إلى الولاياتالمتحدة. تابع أنه فور وصوله إلى واشنطن بدأ في البحث عن عمل في الجامعات والمعاهد لتوفير احتياجاته، وقدم 120 طلبا، وعندما لم يتمكن من الحصول على عمل فوري عمل في دهان الحوائط لنحو 4 شهور. أشار إلى أنه قدم طلب التوظيف ال121 إلى «ناسا»، واجتاز بالفعل مقابلة شخصية لينضم بعدها إلى فريق من 40 جيولوجي للتحضير للرحلة الفضائية «أبوللو» عام 1967. قال «الباز» للشباب الحاضرين: «جئت هنا إلى الشباب وللتأكيد على أن الثقة بالنفس هي أهم ما يمكن أن يتحلى به الإنسان، والإيمان بقدراته هما أساس النجاح، ولن يرقى أحدًا إلا بالعلم والمعرفة. أنا لم أصل إلى ما وصلت إليه إلا بالعلم والتعلم بصورة مستمرة ودائمة حتى الآن».
