شهدت مكتبة القاهرة الكبرى في الزمالك، الثلاثاء، حفل توقيع كتاب «خلود المحبة» للكاتب الكبير سمير غريب، والذي ناقشة د. شاكر عبدالحميد، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة ووزير الثقافة الأسبق، ود. سعيد توفيق، أستاذ الفلسفة والأمين الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، والكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر، والكاتب الصحفي سيد محمود. وقال د. شاكر عبدالحميد إن المحبة هي الحب في درجته الخالصة من الغرض، وهي الحب الذي يبقى بعد زوال أسباب الحب، وفي هذا الكتاب نجد عنصر المتعة، الذي يحققه سمير غريب بأسلوبه وكذلك من خلال الحديث عن الأشخاص الذين رحلوا، إلى جانب الحكاية فسمير غريب بطبيعته حكّاء، وإلى جانب هذا يوفر في كتابه الجزء المعلوماتي والتاريخي عن هؤلاء الأشخاص الذين يحكي عن علاقته بهم في بورتريهات تتضمّن عدد من الشخصيات الذين نعرفهم وآخرين ربما لا نعرفهم، وهم يشملون تنوعًا مهنيًا بين الصحافة والأدب والعمارة والفلسفة والزراعة والمحاماة والنقد التشكيلي وغيرهم، إلى جانب كتاباته عن الأمكنة التي أحبها وعاش فيها منها قريته منفلوط التي تربى بها. وأوضح الكاتب الصحفي صلاح منتصر، إنه خرج من هذا الكتاب بكيفية التعامل مع الناس، والذين هم ضرورة كبرى للحياة، مضيفًا «سمير غريب يعلمنا نظرة المحب الذي ينظر إلى المليء من الكأس في أي شخص، لأنه يكتب بمداد الحب، الذي غمس فيه ريشته ليكتب هذا الكتاب، الذي يتحدث فيه عن نحو 80 شخصية منهم الراحل والباقي على قيد الحياة، يجمعهم جميعًا الحب وأنهم يحملون شيئًا جميلًا داخلهم، وبدأ سمير غريب الحديث في كتابه عن رفيقة حياته الدكتورة سامية التي رحلت عن حياته، وقد أثارت تلك القصة شجوني لأنني عايشت نفس التجربة مع زوجتي الراحلة». ويؤكد د. سعيد توفيق، أن سمير غريب شخصية موسوعية، لأنه كاتب صحفي من الطراز الرفيع وهو أديب كذلك رغم تواضعه في هذا الشأن، لكننا على الرغم من ذلك نجد أجزاء في هذا الكتاب مكتوبة بلغة الشعر، ولولا المناصب الكثيرة التي شغلها سمير غريب لكان شاعرًا كبيرًا أو روائيًا أو قاصًا، لكنه جمع هذا كله وقبله حب الناس، وقد بدأ سمير غريب الكتاب بالحديث عن زوجته التي ربما تمثل عنده أعمق نقطة في روح المحبة، وبشكل عام الكتاب يندرج تحت تصنيف السيرة الذاتية، لكنه ليس بسيرة ذاتية تقليدية، لكنها كتابة عابرة للأنواع الأدبية. ويضيف الكاتب الصحفي سيد محمود، أن الكتاب هو استعادة لكاتب كبير ومهم افتقدناه بسبب مناصبه التي أدى فيها أداء ناجح أيضًا، عنوان الكتاب يردنا إلى كتابات الراحل يحيى حقي وكذلك الراحل كامل زهيري، والذي يجمع الثلاثة هو وحدة وتجاور الفنون والآداب، والذي ينعكس في محتوى الكتاب الذي بين أيدينا، وكذلك مراوغة السيرة الذاتية، فكنت أتوقع من سمير غريب أن يتعرض إلى تجربته الذاتية بشكل مباشر، لكنه كان يراوغ هذا لدرجة أنه آخر المقالات التي تتحدث عن نشأته وحياته للجزء الأخير من الكتاب.
