أحمد الجندى نجح فى سطر اسمه بأحرف من نور فى سجلات تاريخ الخماسى الحديث، فصاحب ال 19 عاما حصد كل الألقاب فى بطولات الشباب والناشئين، وتوج بميدالية أوليمبية فى أولمبياد الشباب، وهو ما جعل اتحاد اللعبة يختاره كأفضل ناشئ فى 2018.. ولم تتوقف طموحات اللاعب عند مرحلة الشباب، فقد نجح فى أول تحدٍّ فى بطولات العالم للكبار وحصد الميدالية الذهبية التى اعتبرها بداية انطلاق نحو الفوز بذهبية طوكيو، رغم صعوبة المواجهة فى منافسات الكبار..وإلى نص الحوار: ■ بداية نبارك لك الفوز بكأس العالم - الحمد لله سعيد بالإنجاز والفوز ببطولة كأس العالم للكبار وأعتبرها بداية ونقطة انطلاقة جديدة، خاصة أننى فى المرحلة الماضية كنت المصنف الأول وأفضل ناشئ وفقا للاتحاد الدولى. وأتمنى أن أحافظ على تفوقى والفوز بلقب أفضل لاعب على مستوى الكبار. ■ هل تختلف المنافسة على مستوى الكبار عن الناشئين؟ - بالطبع، فبطولات الكبار تمتاز بالقوة، ومستوى التحدى فيها أكبر، ورغم أن سنى 19 عاما إلا أن طموحاتى أن أعتلى عرش اللعبة.. وشخصيا، أتابع كل أبطال العالم للتعرف على قدراتهم وإمكاناتهم أملا فى المنافسة والتفوق. ■ ما الذى يميز الخماسى عن الرياضات الأخرى؟ - الخماسى لعبة تجمع خمس ألعاب، كالسباحة وركوب الخيل وألعاب القوى والرماية، ويتم حساب النقاط فى كل لعبة، ويتوج باللقب من يحقق أفضل النتائج فى المستوى التراكمى، فهى ليست لعبة واحدة، وهو ما يجعلها أصعب وتحتاج تركيزا أكبر. ■ ما طموحك الفترة المقبلة؟ - حلم أى لاعب أن يتوج مجهوده بميدالية أوليمبية، والحمد لله نجحت فى حصد ميدالية أوليمبية على مستوى الشباب، وأتمنى أن أنجح فى التأهل لأولمبياد طوكيو والفوز بذهبية العالم كما قلت فهى بداية الطريق للميدالية الأوليمبية. ■ ما أفضل تكريم حصلت عليه بعد التتويج بالعديد من الألقاب؟ - حققت كل الألقاب على مستوى الشباب، ونلت لقب الأفضل من الاتحاد الدولى وفزت بجائزة بن راشد للإبداع، فضلا عن دعم الكثير من المشاهير ونجوم المجتمع لى، ولكن أفضل تكريم هو اتصال محمد صلاح، فخر العرب، بى وتهنئتى، وشعرت بالسعادة حينما فوجئت باتصاله، وقد التقينا فى حفل جوائز الإبداع بدبى، ولكن نظرا للزحام لم نتحدث وتم الاكتفاء بالتصوير معا. ■ بصراحة، هل ما يتحقق فى مصر نتيجة طفرات فردية أم إعداد على اسس علمية؟ - أنت تدفع بى لفتح ملف شائك وحديث يكسوه المرارة فى الوقت الذى من المفترض أن أتحدث فقط عن الفرحة، ولكن أعتقد أن الحديث عن ملف الإعداد والدعم ضرورى، عسى أن يكون كلامى جرس إنذار للمسؤولين للانتباه لأبطال مصر فى كافة المجالات والذين يحتاجون الدعم لحصد الإنجازات. ■ ماذا تقصد؟ - سأعود أولا إلى سؤالك الماضى، بالطبع الفروق الفردية يكون لها دور، ولكن الأهم كيف يمكن تطوير وتنمية هذه الموهبة حتى تكون قادرا على المنافسة على مستوى العالم، ولا أنكر فضل اتحاد الخماسى برئاسة المهندس شريف العريان فى دعمى ومحاولة تلبية احتياجاتى فى ضوء الإمكانات المتاحة، ولكن المشكلة فى وزارة الشباب والرياضة التى لا تقدم الدعم الكافى سواء المادى أو المعنوى. ■ هل الوزارة مقصرة فى إعداد الأبطال؟ - فوجئنا بأن وزارة الرياضة خفضت المكافآت إلى 50% عن أوليمبياد الشباب الماضى، وهو أمر كارثى، وأتحدث عن نفسى فأنا فى مرحلة الشباب كنت أنال دعما من الاتحاد ولكنه غير كاف، وأسرتى كانت تتحمل العبء الأكبر، فقد صرف والدى ووالدتى نصف مليون جنيه لإعدادى للأوليمبياد، وهو مبلغ كبير يصعب على أى أسرة مصرية تحمله، ولكن أسرتى التى أشكرها تحملت، وكنت أتمنى أن يكون فوزى بالميدالية تعويضا لهم، لكن المكافأة أقل بكثير مما أنفقنا.. وأنا لا أتحدث عن المقابل المادى فى حد ذاته حتى لا يفهم البعض كلامى خطأ، فأنا أتحدث عن الإنفاق من أجل إعداد بطل، فليس من المقبول لصناعة الأبطال أن تتحمل الأسر رعايتهم. ■ ما الواقعة التى كادت تتسب فى اعتزالك؟ - أثناء عودتى من إحدى البطولات بالبرتغال فقدت الشنطة التى بها أدواتى، ولك أن تتخيل أن ثمنها 200 ألف جنيه، وهو ما يؤكد ارتفاع ثمن الأدوات التى أستخدمها فى البطولات، ولم تعد الشنطة، ولم يتحمل ثمنها سوى أسرتى، التى لولا دعمها لم أكن قادرا على تحقيق ما حققته من إنجازات. ■ كيف ترى ظاهرة هروب بعض اللاعبين للتجنيس؟ - أتمنى ألا نكون قاسين على بعض الشباب الذى يسافر للتجنيس واللعب باسم دولة أخرى، ولا يمكن لأحد أن يشكك فى وطنيته، ولكن الإهمال الذى يلاقيه فى مقابل الإغراءات المالية الكبيرة التى يتلقاها هو ما يدفعه للتجنيس، وأتمنى أن يقوم المسؤولون برعاية الأبطال حتى لا يتكرر الأمر. ■ ماذا تود أن تقول فى النهاية؟ - أود التركيز فقط على أن ما ذكرته هو الأمل فى الوصول بالرياضة إلى أفضل صورها حال معالجة الأخطاء، وتوفير برامج الإعداد المناسبة للأبطال.. وشخصيا، سأقاتل من أجل إسعاد الشعب المصرى الذى فرح بإنجازاتى، وأتمنى أن أتوج بذهبية طوكيو ورفع علم مصر خفاقا فى المحافل الدولية.
