نجحت الأجهزة الأمنية بالقليوبية، بالتنسيق مع هيئة الطرق والإدارة العامة لمرور المحافظة، الأحد، في رفع كوبري كفر الجمال المنهار، والسماح للسيارات بالمرور في الاتجاهين بعد توقف دام أكثر من 7 ساعات. وقررت هيئة الطرق البدء في أعمال إصلاح الكوبرى فورا بعد انهياره، إثر اصطدام سيارة نقل محملة بمعدات ثقيلة به وسقوطه دون خسائر بشرية. وانتقلت «المصرى اليوم» لموقع الحادث والتقت عددا من المواطنين، وقال جمال زكى علام، مهندس، إن طريق مصر إسكندرية الزراعى توجد عليه كبارى مشاة تتعدى ال15 كوبرى، وترتفع عن سطح الأرض حوالى 3 أمتار تقريبا وهى مسافة قليلة بالنسبة لأن سيارات النقل التي تسير على الطريق تخالف حمولتها لعدم الرقابة المرورية عليها، وللأسف فإن سيارات النقل الثقيل تسير ليلا حتى لا تتعرض للتصوير بالرادار أو تُضبط من قبل إدارة المرور. وأضاف أنه بسبب مخالفات النقل في الحمولة، فإن سيارات النقل كثيرا ما تصطدم بجسم أي كوبرى مشاة، وهذا ما حدث في كوبرى مشاة كفر الجمال، الذي اصطدمت به سيارة نقل محملة بمعدات ثقيلة أدت لسقوطه بعرض الطريق. وأوضح أن الحل للخروج من تكرار هذه الحوادث أن يتم رفع هذه الكبارى لمسافة 4 أمتار بدلا من 3، وإلزام النقل بعدم السير على الطريق الزراعى والسير على الطرق البديلة. وقال رضا بيومى، من أهالى قرية كفر الجمال، إنه شاهد سيارة نقل كبيرة محملة بمعدات ثقيلة ومرتفعة اصطدمت بجسم الكوبرى، وقامت بسحبه من مكانه فسقط على مؤخرة السيارة فتوقفت وفوقها الكوبرى، وبعد ذلك توقفت الحركة المرورية على الطريق في الاتجاهين تماما. وأضاف أن كبارى المشاة في القليوبية على الطريق الزراعى تتعرض للإهمال الشديد، وكان يتم سرقة أعمدة الإنارة التي كان يتم تركيبها عليها وتعليق لافتات إعلانية عليها وإحداث أعمال لحامات بها لهذه اللافتات، ما يعرض هذه الكبارى للصدأ، علاوة على أنه لا تتم صيانتها سواء من الوحدات المحلية أو مديرية الطرق والنقل بالمحافظة. وأشار أحمد حسنى علام، مهندس مدنى، إلى أن مشاكل كبارى المشاة في مصر بصفة عامة هي أنه لا توجد إدارة خاصة بالإشراف عليها، فبمجرد أن تنتهى هيئة الطرق والكبارى من إنشاء الكوبرى فإنها تقوم بتسليمه للمحليات، سواء مجلس المدينة أو المحافظة، وينتهى دور الهيئة بتسليمه، وبالتالى مجالس المدينة أو المحافظة ليس لديها ما تقدمه في هذا الموضوع من صيانة ومتابعة لحالة كبارى المشاة، لأن هناك مشاكل تراكمية على الكبارى، خاصة في الفواصل وبلاطات الجزء العلوى وأيضا في الكبارى الساحلية نتيجة لعوامل الطقس المتغيرة والأمطار، علاوة على عدم الصيانة. ولفت «علام» إلى أنه في الأصل هذه الكبارى أنشئت لمنع عبور المشاة الطرق السريعة، وللأسف بعض المواطنين لايزالون يتركونها ويعبرون للموت على الطرق، علاوة على أن الطريق الزراعى عليه من الكبارى ما يزيد على 15 كوبرى في مناطق مزدحمة بالسكان، ولم يراع في إنشائها الخطأ البشرى، وهذا ما حدث في كوبرى كفر الجمال، وسبق في كبارى كفر علوان وميت حلفا وكفر أبوجمعة، حيث سقطت الكبارى في المناطق الثلاث، بسبب اصطدام سيارة نقل بجسم الكوبرى. وقال مصدر مسؤول بمديرية الطرق في المحافظة إن الكبارى التي أنشأتها هيئة الطرق على الطريق الزراعى ترتفع على الطريق بحوالى 3 أمتار، وهو ارتفاع بسيط، وكان يجب أن ترتفع لأكثر من 5 أمتار، لأن هناك سيارات نقل مخالفة في الحمولة تسير على الطريق وتصطدم بهذه الكبارى. وحمل المصدر مسؤولية انهيار الكبارى لمسؤولى المرور، لعدم إلزام سيارات النقل بالمرور على طريق الإسكندرية الصحراوى المخصص لها أو الطريق الحر، مشيرا إلى أن هذه السيارات تهرب من تسديد الرسوم على البوابات في الصحراوى أو الحر للسير على الزراعى، وهو الأمر الذي تسبب في إتلاف الطريق الزراعى وتلف الطبقة الأسفلتية به. كان الطريق الزراعى السريع بنها- شبرا الخيمة قد شهد توقفا للحركة المرورية عليه مساء أمس الأول، إثر سقوط كوبرى مشاة عليه أمام قرية كفر الجمال بطوخ، نتيجة اصطدام سيارة نقل محملة بمعدات ثقيلة بجسم الكوبرى. وانتقل المحافظ ومدير الأمن لمكان الواقعة، وتم الدفع بأوناش لرفع الكوبرى من عرض الطريق وإعادته لوضعه لحين إجراء عمليات الإصلاح وإعادة الحركة المرورية لطبيعتها. وتابع اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، الحادث، واتصل بمحافظ القليوبية للتأكيد على عدم وجود أي خسائر بشرية. وأعطى الوزير تعليمات بعمل تحويلات مرورية فورية لمنع تكدس السيارات، ووجه غرفة عمليات الأزمات في الوزارة بمتابعة الوضع على مدار الساعة مع المحافظة، حتى يتم حل المشكلة وإعادة الحركة المرورية لطبيعتها.
