«الطبيعة هي من تصنع الفنان.. وأسوان بفضل صفاء نيلها ورمالها الذهبية أعطت الفرصة للفنانين للإبداع.. تلك المقولة دائماً يرددها فنانو النوبة وأسوان، وتبرهن على صدقها، فشخصياتهم تشكلت بهذه المشاهد الساحرة. الفنان التشكيلى رجب سيد محمد، من أهل أسوان- من أصول نوبية- بالرغم من جولاته في العديد من دول العالم ودراسته للفن بكلية التربية الفنية بالزمالك، واحتكاكه بعمالقة الفن، فهو مُصرّ على الوجود في هذه المنطقة الساحرة في صعيد مصر، حيث يقضى أغلب وقته متنقلا بين مشاهدها الطبيعية ليبدع أعماله الفنية. ويقول: «شمس أسوان متواجدة بداخلى منذ ميلادى عام 1959، لذلك دائماً أحرص على استخدام الألوان الصافية الطبيعية، والتى تميز فنانى النوبة عن غيرهم، ولا يمكن أن أنسى فضل الدكتور فرغلى عبدالحفيظ الذي علمنى كيفية خلط الألوان». يحرص رجب على استخدام المواد الطبيعية- قليلة التكلفة- في أعماله الفنية؛ إذ يرسم لوحات بالرمال الصافية، ويذكر أن وفد اليونسكو عندما زار أحد معارضه حرصوا على اقتناء لوحة مرسومة برمال أسوان، تعبر عن تمر الحنة في مبنى اليونسكو في باريس. ويضيف: «تعرض لى لوحات في العديد من دول العالم من ضمنها في إنجلترا، وتقتنى السفارة الصينية في مصر عدداً من أعمالى، وشاركت في العديد من المعارض الدولية، وعملت فترة في السعودية، كمدرس للفن، وكنت أشارك في تجميل الميادين والتجميل». لم يقف دوره على الرسم فقط، بل شارك في تجميل العشرات من شوارع وميادين محافظة أسوان، سواء بالرسم أو النحت، وحصل على المركز الثالث على مستوى الوطن العربى في مسابقة تجميل المدن منذ عدة أعوام. شارك رجب أيضاً في رسم 37 عملًا جداريا في أحد الميادين بالخرطوم عاصمة السودان. ويستعان به حاليا في ترميم مدخل جهاز أسوان الجديدة. كان الفنان رجب من أبرز، مؤسسى متحف آثار النوبة في التسعينيات من القرن الماضى، إذ عين إخصائيًا لعرض متحفى، ومسؤولا عن عرض القطع. وطبق رجب دراسته الفنية للضوء في توزيع الأعمال الفنية والتى تضم آثار النوبة التاريخية. ويختتم: «عملى في متحف النوبة له مكانة خاصة في قلبى، واخترت أبرز 5 نماذج لبيوت غارقة في النوبة القديمة، وحصلت على صور نادرة لها. شاركت في الرسم على البيوت مع الشركة الهولندية، والتى صنعت بانوراما النوبة والتى تحوى تماثيل تجسد الحياة اليومية».
