قصة كفاح الطفل يوسف: تلميذ متفوق نهارًا.. و«بياع ترمس شاطر» في المساء (صور)

«كلنا نصفق لنحيي التلميذ المجتهد والمتفوق يوسف يوسف محمد بالصف الرابع الإبتدائى، لأنه تلميذ متفوق في دراسته وفى نفس الوقت يعمل لمساعدة والده ويا ريت كلنا نقدم»، بهذه الكلمات هتف أحمد الدسوقي، مدير مدرسة أحمد إبراهيم الابتدائية، في قرية كفر أبوناصر التابعة لمركز دكرنس، في الإذاعة المدرسية بطابور الصباح، وقدم شهادة تقدير لتكريم الطفل يوسف الذي اكتشف أنه يبيع الترمس يوميا بشارع الكنيسة لمساعدة أسرته على متطلبات الحياة.
وقال مدير المدرسة، في تصريحات ل«المصري اليوم»: «فوجئت وأنا أسير في شارع الكنيسة بدكرنس بالتلميذ يوسف يحمل صينية وأطباق فوم ويبيع الترمس للمارة وأصحاب المحلات الذين أشادوا بأدبه وذكائه، وعندما اقتربت منه كان خجولا في البداية وسرعان ما تخطى الموقف وقدم لي طبق ترمس للترحيب بي».
وأضاف: «يوسف تلميذ مجتهد وملتزم في المدرسة ويعمل بعد المدرسة لمساعدة والديه في المصاريف، وكان لا يخبر أحد بذلك لذلك وجدت أنسب طريقة لتعويضه هي تكريمه في الطابور أمام جميع التلاميذ حتى يشعر بالفخر ويكون قدوة حسنة لزملائه».
وقرر المدير أن تتحمل المدرسة تكاليف دراسة التلميذ يوسف، فضلا عن تحمل تكاليف دروس التقوية، وخصص له مصروف يومي يحصل به على ما يشاء مجانا من مقصف المدرسة.
ينطلق يوسف حاملا صينية صغيرة في شارع الكنيسة بالمدينة، ويبيع الترمس للمارة الذين يجلب انتباههم بندائه: «ترمس يا أستاذ ترمس يا ست الكل»، ويبيع الطبق ب3 جنيهات، ويطوف أحيانا بالصينية لبيع الترمي لأصحاب المحلات المنتشرة في الشارع.
يقول يوسف: «أنا بأبيع الترمس من سنتين لما كنت في الصف الثاني الإبتدائي علشان أساعد أمي وأبي في مصاريف البيت لأن دخل والدي لا يكفى، وهو يعمل باليومية وأحيانا يعمل على توك توك».
ويضيف: «أنا أذهب للمدرسة يوميا وأحضر كل الحصص كما أحضر دروس التقوية بالمدرسة لأنى لا أملك ما يكفى للدروس الخصوصية وعندما أعود للبيت تكون أمي عملت الترمس وجهزت عدة الشغل والأطباق، وأركب المواصلات من قريتنا لمدينة دكرنس وأصل هناك الساعة 5 مساء وأستمر في العمل حتى منتصف الليل وبعدها أعود للبيت للنوم وأعطي كل الإيراد لأمي، ثم أستيقظ في اليوم الثانى لأبدأ رحلتى من المدرسة للعمل».
وتابع: «أنا فرحان علشان بأساعد أسرتى وكمان بأجتهد في دروسى كلها، وأتمني أن أصبح دكتور كبير ومشهور علشان أعالج الناس ببلاش لأن ساعات بيكون أمى أو أبى مرضى ميرضوش يروحوا للدكتور علشان مافيش فلوس، ولذلك أنا بأذاكر دروسي وقبل الامتحانات بأتوقف عن العمل وأتفرغ للمذاكرة حتى أحصل على أعلى الدرجات والحمد لله كل سنة بأنجح بتفوق».
وقالت والدة يوسف: «غصب عننا خليناه يشتغل لأن المعيشة صعبة وحالنا بسيط وهو بيساعدنا في المعيشة لأنه ابننا الوحيد ويشعر بحالنا، وهو متفوق في دراسته لأنى دائما أقوله أهم حاجة الدراسة متتأثرش ولو هنموت من الجوع».
وأضافت: «أنا ربة منزل وزوجى أوقات كثيرة لا يجد عمل ولا يوجد لنا أي دخل سوى عمل يوسف وعمل والده باليومية، والحمد لله ربنا عوضنا في يوسف خير وهو بيفهم كويس من المدرسين ويعمل كل واجباته قبل ما يطلع يبيع الترمس، وربنا يقدرنا ونريحه من الشغل».