شكراً سيادة الرئيس

قرأت فى الصحف أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وافق أن يتم افتتاح المتحف المصرى الكبير بالكامل عند الانتهاء منه عام 2020 م، وبالتالى صرف النظر عن افتتاحه جزئياً نهاية هذا العام.. وبالفعل أسعدنى ما قرأت لأن متاحف الآثار فى كل دول العالم تفتتح بعد الانتهاء من كل تفاصيلها وعرض الآثار داخلها، ولم يحدث أن افتتح أى متحف فى العالم جزئياً! لذلك كان قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى هو، فى رأيى، من القرارات الثقافية المهمة هذا العام، خاصة أن المتحف المصرى الكبير هو المشروع الثقافى المصرى الأهم فى القرن الواحد والعشرين، ولابد أن يكون لافتتاحه صدى كبير فى العالم كله. إن الناس فى كل مكان بالعالم تريد أن تعرف موعد افتتاح المتحف، وما من بلد أسافر إليه الآن إلا ويكون السؤال عن موعد الافتتاح؟ وأعتقد أن هذه معلومة مهمة جداً لابد أن نعلنها للعالم كله.. وقد سبق أن كتبت مقالا هنا فى «المصرى اليوم» بعنوان «رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي» وقد طلبت من الرئيس أن يكون افتتاح المتحف كاملاً عند الانتهاء منه، وقلت إن ملوك ورؤساء العالم سوف تتم دعوتهم لحضور الافتتاح، وسوف يكون يوم الافتتاح هو أهم يوم فى تاريخ مصر، وبالتالى لابد أن نكون مستعدين لهذا الحدث.
ولقد تحدثت أيضاً مع الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، فى هذا الموضوع وأتفق معى فى ضرورة الافتتاح الكامل للمتحف. وأعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يكون أمامه أچندة بما سوف يحدث خلال العامين القادمين على أن يحدد يوم الافتتاح لكى يعرف ملايين البشر المنتظرة لهذا الخبر. وأعتقد أن متحف الحضارة بالفسطاط سوف يفتتح مع المتحف المصرى الكبير.. وأنا فخور لأننى كنت مساعداً للوزير فاروق حسنى فى العمل بهذين المشروعين لأن آثار مصر سوف تعرض بطريقة حضارية تليق بمكانتها. ولنا أن نتصور أن آثار «توت عنخ آمون» سوف تعرض داخل قاعات مساحاتها أضعاف المساحة المتوافرة لها بالمتحف المصرى بالتحرير.. وسوف يعرض داخل هذا المتحف سينما الأيماكس، وكذلك تقنية المتحف الافتراضى أى أن الزائر للقاعة التى يعرض بها مثلاً القناع الذهبى لتوت عنخ أمون يمكنه أن يرى من خلال تقنية خاصة القناع ولمسه بل ورؤية كل التفاصيل الدقيقة للقناع، وهذه طريقة تعليمية جديدة فى زيارة المتاحف.
تم تأليف وإخراج «أوبرا عايدة» لتلحق بافتتاح قناة السويس واشترك فى تأليفها عالم المصريات الفرنسى أوجست مارييت باشا وعمل موسيقاها الإيطالى الشهير فيردى وأصبحت أشهر أوبرا مصرية إلى الآن.. وأعتقد أن افتتاح المتحف المصرى الكبير لن يقل فى العالمية عن قناة السويس، وأقول إن هذا المتحف أهم من مكتبة الإسكندرية، ولذلك فقد تطوعت بالاتصال بمخرج موسيقى إيطالى وآخر من الكتاب لكى نقدم نحن الثلاثة «أوبرا توت عنخ آمون» لكى يتم عرضها مع افتتاح المتحف، وقد أرسلت إلى الدكتور خالد العنانى تصورا عن المشروع وطالبت عرضه على الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة لكى يتم العمل تحت إشراف الأوبرا المصرية.. أما عن «أوبرا توت» فهى دراما لحياة هذا الفرعون الذهبى الذى حكم العالم القديم كله وهو فى سن التاسعة من عمره.. سوف يعطى افتتاح المتحف المصرى الكبير إشارة إلى العالم كله أن مصر لديها كنوز أثرية ثقافية وأن مصر تحافظ على كنوزها.. لذلك رأيت أن من واجبى أن أقول شكراً سيادة الرئيس.