في حفل تأبينه ب«الصحفيين».. تكريم أسرة رضا غنيم وتدشين موقع باسمه

في أمسية محبة وذكرى، التقى مساء الأحد، أحباب الصحفي الراحل، رضا غنيم، فقيد «المصري اليوم» الذي رحل عن عالمنا قبل أربعين يومًا، عن عُمر ناهز 27 عامًا، وذلك بقاعة محمد حسنين هيكل، بنقابة الصحفيين، في حفل تأبين لتكريم أسرته، واستعادة أعماله وذكريات مُحبيه معه، في القاعة التي يصدُف أن حضر فيها قبل أيام من وفاته، محاضرات الدورة التدريبية المؤهِلة للالتحاق بنقابة الصحفيين.
في تمام الخامسة، زخرت قاعة هيكل بالحضور من مُحبي الصحفي الشاب، وذويه، الذين حضروا وتقدّموا الصفوف لشهود تكريم ابنهم عن كثب، فيما اعتلى المنصة والده، وعضو مجلس نقابة الصحفيين محمود كامل، وحضر عن «المصري اليوم» مدير التحرير عبدالحكيم الأسواني لإلقاء كلمة الصحيفة في وداع فقيدها الشاب.
وقدّم الأمسية الصحفي والمذيع أحمد خير الدين، صديق الراحل، الذي استهلّ حديثه بتعديد مناقب رضا، وسماته المهنية والإنسانية النبيلة، ودأبه في أداء عمله، وحرصه على تدقيق المعلومات، وتضفيرها بسلاسة مع الصياغة المُمتعة التي أجادها، وتطرق إلى بعض ذكرياته مع الراحل والعبارات والآراء التي تبادلاها، قبل أن يُنقل الميكروفون لإذاعة تسجيل لبضع آيات من الذكر الحكيم تُستهَل بهم الأمسيّة.
وألقى عبدالحكيم الأسواني، مدير تحرير «المصري اليوم» كلمة المؤسسة، استهلها بشكر نقيب الصحفيين على استضافة هذه الأمسية في مُحبة الصحفي الشاب الراحل، وواصل بعد ذلك استعادة مشوار رضا في المصري اليوم، وبصماته في صالة التحرير، وحرص إدارة التحرير على إشراكه في الملفات المُهمة، وانفراداته في مجاليّ التحقيقات السياسية والتحقيقات الاجتماعية.
ودعا الأسواني الجميع بتذكُر رضا على الدوام، والذي وصفه بأنه «ابن موت» على حد تعبيره، صاحب السنوات الست في المصري اليوم، والدعاء له بالرحمة، ولأبويه وزملائه الصبر والسلوان.
كما ألقى الزميل أحمد الليثي، الصحفي بموقع «مصراوي»، كلمة في رثاء الفقيد رضا غنيم، وهو الموقع الذي أعجب رضا بالعديد من الموضوعات التي نُشِرت فيه، ونشر فيه عدد من الموضوعات، أكد فيها على انحياز رضا في اختياراته الصحفية، طوال الوقت للمهمشين والضعفاء، والأكثر حاجة لمن يتكلم باسمهم، ودلل على ذلك بموضوعاته الصحفية عن رابطة مشجعي أولتراس زملكاوي، المسلوبة حقوقهم باسم «جلسات الصُلح العرفية»، الشائع استخدامها في صعيد مصر للبت في قضايا الفتنة الطائفية.
وحضر إلى قاعة التأبين عبر مقطع فيديو مصوّر للحديث عن رضا، أحمد رجب، الصحفي السابق ب«المصري اليوم»، ومدير تحرير موقع المصري اليوم الإلكتروني الأسبق، إذ لم تواتيه فرصة الحضور، لظروف عمله في ألمانيا.
وقال رجب إن رضا طوال عمله معه كان يتسم بصفات استثنائية جعلت منه صحفيًا مُميّزًا، كما أنه عُرف بسُخريته المريرة من الواقع من حوله، وطاقته المهنية الكُبيرة.
وأضاف: «رضا كان غير مُدع للثقافة، رغم أنه مثقف جدًا، وكان يدقق في اختياراته جيدًا، وكان بوسعه أن يقدم صحافة رثة تجلب له مال وفير، وكان آخر اختياراته التي دقق فيها، خيار الرحيل».
وبذات الآلية، حضر إلى قاعة التأبين، عبر فيديو مُسجل، السيناريست، والمخرج داوود عبدالسيد، الذي أجرى معه الراحل، أكثر من حوار شديدي التميُز. وحكى عبدالسيد، كواليس حوارات رضا معه، وعن حماسه ودأبه الصحفي، الذي أقنع المخرج بإجراء الحوارات، رغم أنه كان مقِل في الظهور الصحفي بشكل عام.
كذلك ألقت الصحفية نورهان حفظي، زوجة الناشط المحبوس أحمد دومة، كلمة في رثاء رضا غنيم، تطرقت فيها إلى كواليس إجراء رضا الحوارات مع دومة من محبسه بمُساعدتها، وكيف أنه لم يكُن مُجرد صحفي يتواصل معها للنشر فحسب، وإنما واصل السؤال عليها، وإرسال الرسائل معها إلى زوجها في محبسه، وساعدها أكثر من مرة في تحرير مقالاته وقصائده لنشرها.
وعن زملائه في "المصري اليوم"، تحدّث مصطفى مخلوف، سكرتير التحرير بالصحيفة، في كلمات مقتضبة عن مناقب رضا، واختصاصه لقضاء حوائج الناس صحفيًا، وعلى المستوى الإنساني، وألقى في محبته أبيات شعر للإمام الشافعي، ودعا زملائه لتذكره دومًا بالخير، وببر أهله.
وفي نهاية الأمسية، سلّم عبدالحكيم الأسواني، درع تكريم، إلى والد الفقيد ووالدته، كما أعلن أصدقاؤه عن تدشين موقع إلكتروني لنشر كافة أعماله التي نُشرت في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، لتكون أرشيفًا افتراضيًا باسمه، ومرجعًا لأعماله.