ترتقب أنظار العالم الافتتاح المنتظر لمكتبة دير سانت كاترين المنتظرة غدا، وهي تاني أكبر مكتبة في العالم، والتي تقع فى الدور الثالث من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى والمكونة من ثلاثة غرف كانت الوسطى مجلسا للرهبان من قبل. ويقول مجدى شاكر، كبير أثريين وزارة الآثار، للمكتبة شهرة كبيرة وهى من اسباب شهرة الدير لثرائها بالمخطوطات والكتب النادرة وبها أكثر من ستة آلاف مجلد وهى ثانى مكتبة بعد مكتبة الفاتيكان وتضم كتب بلغات مختلفة قديمة وحديثة من المخطوطات اليونانية والعربية والأثيوبية والآمهرية والقبطية والسلاقية والسوريانية والأرامنية بجانب الفرنسية والأنجليزية وليست كلها كتب دينية بل مخطوطات جغرافية وتاريخية وفلسطينية. ويضيف «شاكر»، في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»: «رغم أن الدير يرجع تأسيسة للقرن السادس الميلادى فإن بعض المخطوطات ترجع للقرن الرابع وأكثر المخطوطات شهرة كتاب (سيناء والمقدس) كودكس سينا الذى ألفه أسبيوس أسقف قيصرية سنة 331م تنفيذا لأوامر الأمبرطوار قسطنطين ثم أهداه الأمبرطوار جستنيان إلى الدير سنة 560م وظل به حتى أهدى بعضه السائح الألمانى قسطنطين تشيندروف لفريدرك أغسطس ملك سكسونيا الذي أهداه لمكتبة جامعة ليبزج والبعض الآخر لقيصر روسيا عام 1863م وباعته الحكومة الروسية للمتحف البريطانى 1923بمائة ألف جنية أسترالينى وتوجد نسخة منها فى الدير». ويتابع «شاكر»: «بها أيضا كتاب الأنبياء الشهير الذى يعود لعصر الأمبرطوار ثيودوسيوس الثالث 716م وهو فى قيمته لا يقل قيمة عن كتاب سيناء، وتحمل كل ورقة من أوراق الأربعمائة عمودين من الكتابة بماء الذهب تلفهما صورة ملونة للسيد المسيح والقديسين نفذت بألوان رائعة وتم منذ عدة أشهر أكتشاف أول أنجيل باللغة السريانية من نهاية القرن الخامس وبداية السادس الميلادى أو مايعرف بمخطوط بالبمسست وآخر مكتوب على ورق الغزال ونسخة قديمة من التوراة وأنجيل مكتوب بماء الذهب». ويوضح «شاكر»: «بجانب كثير من الفرمانات التي أعطاها الخلفاء والولاة للرهبان الدير بجانب حجة (العهدة النبوية) التى قيل أن سيدنا محمد قد أعطاها لرهبان الدير فى السنة الثانية للهجرة أمانا لهم على أرواحهم وبيعاهم وللنصارى كافة وظلت بالمكتبة حتى غزا السلطان سليم الأول العثمانى مصر فنقلها للأستانة وعوضهم بنسخة منها عام 1517».