داخل مدينة «سِرت» الليبية، 2010، جلسَ الرئيس الراحل، معمر القذافي، فخورًا بالقمة العربية التي عُقدت آنذاك، تحت شعار: «تكريس لغة الحوار لإزالة أسباب الخلاف والفرقة لمواجهة التدخلات الأجنبية». استمرت الجلسة حتى جاءت اللحظة التي كرم فيها «القذافي»، الرئيس اليمني، على عبدالله صالح، قائلاً: «رغم المشاكل، أنت صامد في وجه العواصف وتستحق وسام الصمود والشجاعة». أخبار متعلقة * زعيم الحوثيين عن مقتل صالح: اليوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة * توكل كرمان عن مقتل «صالح»: «أحاطت به خطيئته» * أول تعليق من زعيم الحوثيين على قتل علي عبد الله صالح بعد استلامه وسام «الصمود والشجاعة»، أرسل «صالح» رسالة إلى «القذافي»، عبّر مبعوثًا شخصيًا منه، للتعبير عن تهانيه بنجاح أعمال قمة «سرت»، واصفًا تلك القمة ب: «القمة العربية الاستثنائية والإفريقية الناجحة»، مؤكدًا حرص الشعب اليمني على التواصل الدائم مع «القذافي». أعطى «القذافي» نظيره اليمني وسام «الصمود والشجاعة»، بعد إعداد وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك، لكنه لم يعلم حينها أنه سيعطيه المصير نفسه أيضًا بعد سنوات، وكأنها سنوات تفصل بين مصيرين و«ما أشبه اليوم بالبارحة». بعد سنة من انعقاد القمة العربية المذكورة سابقًا، تحديدًا في أغسطس 2011، خسر «القذافي» وقواته في معركة طرابلس، فيما حجز المجلس الانتقالي مقعده في الأممالمتحدة، ليحل محل الرئيس فيما احتفظ «القذافي» بالسيطرة على أجزاء من ليبيا، وعلى الأخص في مدينة سرت، وطرابلس وورفلة وهي المدينة التي أفُترض لجوؤه إليها. وعلى الرغم من أن قوات القذافي أحكموا سيطرتهم في بداية معركة سرت ضد هجمات قصف حلف شمال الأطلسي وتقدم قوات المجلس، إلا أن معمر اعتقل على قيد الحياة على أيدي أفراد من جيش التحرير الوطني بعد الهجوم على موكبه بالقنابل من قبل طائرات حلف شمال الأطلنطي يوم سقوط المدينة، في مشهد مأساوي سطّر نهاية الرئيس الليبي. تصاعدت وتيرة العنف في اليمن بعد مقتل «القذافي»، حيث رصدت المواقع الإخبارية اليمنية أنباء عن قتل 3 أشخاص، بينهم امرأة، وأصيب 11 آخرون برصاص قناصة موالين للرئيس اليمنى في صنعاء، فيما تواصلت الاشتباكات بين الموالين لصالح وأعضاء من المعارضة، ثم توالت بعد ذلك الأحداث التي أصابت اليمن. في 27 فبراير 2012 تنحى «صالح» عن الحكم بعد سنة من التظاهرات واعمال العنف خلفت مئات القتلى مقابل حصانة له وللمقربين منه، وبعد حكمه اليمن لمدة 33 عاما تخلى عن صلاحياته لنائب الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي انتخب رئيساً لاحقا. إلا أن «صالح» احتفظ بولاء عدد من وحدات الجيش اليمني الافضل تجهيزاً، وعندما سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، لم يفعل الموالون له شيئا لايقافهم. في فبراير 2016، ظهر «صالح» وألقى خطابًا، اعتبره الكثيرون بعدها أن «صالح» يسير على طريقة «القذافي»، وأطلقوا هاشتاج «تشابهات بين خطاب صالح والقذافي»، حثّ قواته على القتال مع الحدود السعودية إلى الاستمرار في القتال، وهدّد بوجود مخازن أسلحة تكفيه للقتال 11 يومًا. واليوم، بعد مرور 6 سنوات على مقتل «القذافي»، قُتل «صالح»في منطقة جنوبي صنعاء، وقُتل معه الأمين العام المساعد للحزب، ياسر العوضي، في مشهد مأساوي أيضًا، تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي. ويُذكر أن كل من «صالح» و«القذافي» لجأوا إلى مسقط رأسهم، وإلى مستقر القبيلة في الصحراء، في رحلة هروبهما، حيث أوقف الحوثيون موكب صالح الهارب من صنعاء، وهو في طريقه باتجاه مسقط رأسه في «سنحان» قبل أن يعدموه رمياً بالرصاص. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة