الحضارة المصرية بفرشاة الأمريكية فيكي تسامر: أحبت مصر وحضارتها منذ طفولتها (صور)

هي سيدة أمريكية عاشقة لمصر بحضارتها وتاريخها وتراثها المتنوع الخصب الغني بالحكايات والأساطير عشقت مصر منذ كانت في أولي سنوات دراستها الجامعية وكثيرا ما قرأت وسمعت عن الحضارة المصرية وفصول من تاريخها منذ الفراعنة إلى ما بعد العصر الإسلامي.
تقول فيكي تسامر، إنها درست الميثولوجيا المصرية منذ كانت طالبة وأحبت التاريخ المصري، أما (يولا شوقي تواضروس )- المنسقة لزيارة وبرنامج (فيكي تسامر) في مصر- فهي مرشدة سياحية بالأساس وقد تعرفت على الفنانة الأمريكية العام الماضي أثناء قيامها بجولة سياحية في الأقصر في أولي زياراتها لمصر، وأقامت لها معرضا في الأقصر، وفي ذلك اللقاء الأول بينهما أعربت فيكي ل(يولا) عن حلمها بأن تقيم معرضا في مصر، وبالأخص في دار الأوبرا، ولم تكذب «يولا» خبرا وأخذت تسعي بنشاط كمنسقة لها وقابلت الدكتورة إيناس عبدالدايم مدير دار الأوبر التي رحبت من جانبها بالتجربة وحددت موعدا لإقامة معرض لهذه السيدة الأمريكية في المكتبة الموسيقية بدارالأوبرا رغم ازدحام الجدول ليتحقق بذلك حلم فيكي.
وأعربت (يولا تواضروس) عن فرحتها لكونها استطاعت مساعدة (فيكي ) والاحتفاء بهذه الأمريكية العاشقة لمصر ورأت في ذلك أن هذا أحد أوجه ووسائط الترويج لمصر وحضارتها بفرشاة أمريكية، بل ورتبت لإقامة معرض ثان لها في الأقصر لتقيمه في أحضان الحضارة الفرعونية التي تفاعلت معها وتعاون معها محمد عباس مدير مكتبة مصر العامة، وستقيم فيكي معرضها في الأقصر في الفترة من 18 نوفمبرإلي 23 نوفمبر الجاري ومن المقرر أن يفتتحه محافظ الأقصر وسيجئ المعرض تحت عنوان «الإنسانية هي عائلة كل العالم وأحفاد الفراعنة».
لقد ظلت الفنانة التشكيلية الأمريكية (فيكي تسامر) على عشقها لمصر وحضارتها لما يقارب الأربعين عاما وبدأت تترجم هذا العشق الاستثنائي والغريب لمصر بالفرشاة منذ كانت فتاة صغيرة فأنجزت عددا كبيرا من اللوحات وما أن تحققت غايتها بزيارة مصر للمرة الأولي إلا وجابت معظم ربوعا ومدنها وضواحيها وأحياءها التاريخية لتري ما رسمته مخيلتها واقعا مرئيا وملموسا وإذا بالخيال يطابق الواقع فتدفقت طاقتها الفنية وجسدت مارأته بالفرشاة على نحو يمتزج فيه الخيال بالواقع على خلفية فكرية فاضت بها أعمالها وتبرز الروح المصرية.
وقد التقتها «المصري اليوم» في أول معارضها في مصر، في دار الأوبرا المصرية في مقر المكتبة الموسيقية والذي حضره السفير الأمريكي وزوجته والذي عبر عن إعجابه بأعمالها قائلا لها: «أنت خير سفيرة أمريكية لمصر»، فيما لم يحضر مسؤول واحد من وزارة الثقافة المصرية، وقد نظمت فيكي في الافتتاح مؤتمرا صحفيا شهد حضورا حافلا.
(فيكي تسامر) من شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية وبدأت مسيرتها التشكيلية وهي ابنة العشرين عامًا، ونجد مصر حاضرة في كل أعمالها منذ البدايات حتي الآن إلى أن قرارها بأن تهبط مصر للمرة الثانية في حياتها على أن تكون فترة إقامتها هذه المرة أطول من ذي قبل، حيث قررت البقاء لشهر واختارت من أعمالها الكثيرة نحو 25 عملا متفاوتة الأحجام متنوعة الموضوعات تراوحت بين الواقعية والتعبيرية وبعضها كان غنيا بالرموز الروحية والدينية فنقف على تعاقب الحضارات والثقافات على مصر والتنوع المتفاعل والمتناغم بين العقائد وتبدو الروح الصوفية بادية بوضوح في غير عمل من أعمالها فنجدها تجسد طقوسا روحانية متمثلة في رقصة المولوية الصوفية وكأنما بهذه الأعمال تقدم مسوغات عشقها لمصر تشكيليا لتحظي بحب من أحبتهم وعبرت عنهم وتدفقوا على معرضها وبدت دهشتهم بجلاء لمقدرة هذه السيدة الأمريكية على التعبير بجلاء عن الروح المصرية وعن حضارة بلدهم المدنية والمادية والروحية.
لقد رسمت (فيكي تسامر) سلسلة الخلق هرم له جذور وفروع على هيئة شجرة نوع من الهندسية بتعبر عن الخليقة لأن الشكل الهرمي رمز فرعوني الحياة قادمة من الشجرة كما جسدت في أعمالها لغز البعث الفرعوني وعودة دورة الحياة سيرتها الأولي وأبرزت تضافرا بين الملامح العقائدية المشتركة في عقائد المصريين منذ الفرعونية مرورا بالقبطية وصولا للإسلامية والحياة المعاصرة.
فنجد البعث الفرعوني مجسدا رمزيا في هرم له جذور وأفرع خضراء غنية بالحياة ونجد قلعة ومسجد محمد على ونجد أسرة بسيطة تتناول الطعام وإلي جوارها جمل ويبدو في عمق اللوحة الهرم عن بعد ونجد حضورا لرموز دينية فهناك مايشبه الدمج الفني بين مفتاح الحياة الفرعوني والصليب القبطي في لوحة يبدو الهرم فيها بطلا، وعن الملمح الفكري المعاصر نقف على معني تجدد الحياة وتجدد المعرفة بدلالة الحياة المتجددة في ثعبان يأخذ شكل دائة وهو يلتهم ذيله حيث تجدد الحياة سنة كونية وسنجد الفتاة الفرعونية بمظهرها وملبسها الفرعوني وهي دلالة على المرأة المصرية مانحة الدفء للحياة ونجد الفتي المصري الذي يضج بالحيوية ،ولأن عشق فيكي تسامر حقيقي وأرادت أن تتعانق مع الحضارةالفرعونيةعلي أرض الواقع فإنها بعد معرضها في القاهرة ستقيم معرضافي الأقصريمتد لأكثرمن أسبوع في حضور محافظ الأقصر.
فيكي داخل المعرض بدار الأوبرا - صورة أرشيفية
الفنانة التشكيلية فيكي تسامر، تصوير: محمود الخواص.